لم يكن قرار رفض ملف ترشح رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي لانتخابات مجلس الاتحاد الدولي للعبة بالمفاجأة، لدى الكثير من المتابعين ليس تشاؤما أو شماتة وإنما للظروف التي سبقت حملة ترشحه والتي ميزها كلام كثير أشبه بجعجعة المطحنة و العام " يباّن " من خريفه كما يقول المثل الشعبي . رغبة ظفره بكرسي بالفيفا، اصطدمت بماضي يحتفظ له بعقوبتين، محليا وأخرى قاريا. المقربون من زطشي آمنوا كثيرا بمبادئ الصداقة والعلاقة الطيبة والتي كانوا يعتقدون بأنها طريق للوصول لا محالة إلى غايته على شاكلة المثل المصري " حط في بطنك بطيخة صيفي" لكنها لم تكن نافعة في شتاء هذا الموسم. صحيح هناك علاقة احترام بين زطشي وأنفانتينو لكن كل شيء في مكانه وأوانه، ولا يوجد للسذاجة مكان. عضو المكتب الفيدرالي عمّار بهلول أساء التقدير في وقت سابق عندما أكد أن حملة زطشي ستتدخل فيها الدبلوماسية لدعم الملف الجزائري خلال الانتخابات من خلال تجنيد السفارات، الأمر قد يعد ضربا من الخيال فهل من المعقول أن يتصل مثلا وزير بسفير أو سفير بمسؤول هيئة كروية خارج الجزائر ويتحدثان عن المساندة لزطشي. شريط الإخفاق على مستوى أعلى هرم كروي في الجزائر مسجل عليه أيضا رفض ملف بشير ولدي زميرلي النائب الثاني لرئيس الفاف، لمنصب العضوية التنفيدية في الاتحاد الإفريقي للعبة عن منطقة شمال إفريقيا في 2018 بسبب إيداع الملف خارج الآجال القانونية المحددة وبعدها فشل عمار بهلول عضو المكتب الفيدرالي في انتخابات اللجنة التنفيذية للكاف سنة 2019 . أيعقل أن المحيطين بزطشي لم يكونوا على دراية بالعقوبة التي ستجعله محبطا جرّاء النبش فيها والتي ستكون عائقا أمام استيفاء ملفه للأمور القانونية للترشح . "النكسات المتتالية للفاف " بعيدا عن أسطوانة المنتخب الوطني "..هل هي دليل على ضعف، غياب كفاءة ، سذاجة.. أم أن أقدار الكرة في الجزائر حكمت هكذا ؟. خيوط الإخفاق متشعبة وفكها من بعضها البعض يتطلب فترة طويلة، يكون حينها فات الأوان والأمور قد حسمت، بعيدا عن نظرية التخوين والمؤامرات لا يمكن للشمس أن تغطى بالغربال... لم يخسر زطشي وبهلول وقبلهما ولد زميرلي فقط وإنما الجزائر هي من خسرت.