علق إمام سابق المسجد الهدى بمدينة امشدالة الواقعة شرق البويرة، يدعى زبير عوادي، بشأن الاحتقان تطورت إلى ملاسنات وتضارب للردود بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول إقامة الحفل الغنائي بساحة الشهداء المحادية للمسجد، كما تحدث عن سكان المنطقة، في حدود ما يعرف عن المنطقة وسكانها. وقال الإمام، "رأيت وقرأت كثيرا من التعليقات طغت فيها العاطفة الدينية على الحقيقة ومزجت بوابل من السباب والشتائم والنعوت التي يترفع عنها المسلم ويصون عنها لسانه خاصة في هذا الشهر، وكان الأجدر تحري العدل والصدق أن تصيبوا قوما بجهالة وأنتم لا تعلمون، وإنما دفعني لكتابة هذا التوضيح بحكم أني كنت إماما بهذا المسجد الظاهر في الصورة لسنوات، وبحكم معاشرتي لأهل المنطقة في أقراحهم وأفراحهم، وبحكم معرفتي بالإمام جيدا، حيث نبه بأن منطقة مشدالة منطقة محافظة وتاريخها عريق مشهود، وعلماؤها أسماؤهم معروفة مشتهرة، ولا تزال إلى اليوم كذلك. وأضاف المحدث، أن الأشخاص الذين نظموا الحفل بعضهم من رواد المسجد، ولا يحملون حقدا للدين ولا للمسجد وليس من قصدهم انتهاك حرمة الشهر ولا حرمة بيت الله، بدليل أن الحفل أقيم بعد نهاية الصلاة، وهذا دأبهم وديدنهم في كل مرة، كما الساحة الظاهرة في الصورة هي ساحة عمومية وليست ساحة للمسجد، وهي لصيقة بمقر البلدية والدائرة معا، وكنا نستغلها لصلاة التراويح والجمع والأعياد، ولم يمنعنا من ذلك أحد، بل بالعكس تماما، فإني أشهد بأن الشرطة تنصب الحواجز لتأمينها للمصلين والحماية المدنية تقوم بتنظيفها بصهاريج المياه. وأشار الإمام عوادي، أنه من المعتاد أن جميع الأنشطة والتظاهرات الرياضية والثقافية والسياسية والمناسبات الوطنية تقام في هذا المكان باعتباره مركز المدينة، وهذا على مدار السنة، فالمسألة عفوية وليست مقصودة، مضيفا أن هذا المسجد الظاهر في الصورة أصله كنيسة كاثوليكية، فرنسية كان يعلوها الصليب فأسقطه أهل المنطقة غداة الاستقلال وحولوها مسجدا فلما ضاقت بهم بنوا مسجدا لصيقا سموه مسجد الهداية، وجعلوا الكنيسة مدرسة قرآنية ومصلى النساء إلى اليوم. أما إمام المسجد فهو حديث عهد بالمنطقة لم يمض على تعينه فيه السنة، ولا علم له بأعراف المنطقة، وقد هاله الأمر فبدر منه تصرف انفعالي أغضب الحاضرين، - يضيف المتحدث - وكان الأولى تغيير المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة لا بمنكر أكبر منه، ثم إنها مسؤولية السكان المجاورين ومسؤولية المؤسسات العمومية خاصة المؤسسة الاستشفائية فإن الضرر بالمرضى اكبر، والمفروض عدم الترخيص لها في هذا المكان بتاتا، مشيرا الى أن التحريم لا يصنع مجتمعا فاضلا، وأسلم المناهج في التغيير التربية والتدرج، و رحم الله الشيخ الغزالي حينما سئل عن حكم تارك الصلاة فأجاب حكمه أن تصحبه معك إلى المسجد"، يختم الإمام.