أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه اليوم الاثنين لاجتماع مجلس الوزراء، بتقليص آجال انجاز مشاريع خطوط السكك الحديدية بين عنابة وبلاد الهدبة (تبسة)، وبين بشار وغارا جبيلات (تندوف)، مشددا على ضرورة إنجاز هذه الخطوط بمعايير دولية، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وأوضح البيان أنه بخصوص تطوير المشاريع الصناعية الكبرى المهيكلة لقطاع الطاقة والمناجم، "رفض رئيس الجمهورية كل الآجال البعيدة المدى، لإنجاز خطوط السكك الحديدية بين عنابة وبلاد الهدبة، وبين بشار وغارا جبيلات، مرورا بتندوف، آمرا بتقليصها فورا". كما أمر الرئيس تبون "بإنجاز هذه الخطوط، بمعايير دولية وبأسرع وقت، بالشراكة مع شركات عالمية، تدفع لمضاعفة قدرات الإنتاج، وتحويلها، مراعاة للضرورة الاقتصادية الثقيلة للمشروعين". كما اسدى رئيس الجمهورية تعليمات تقضي ب "الجمع بين التهيئة والاستغلال في الوقت نفسه، بخصوص مختلف الأشغال، لاستكمال استغلال غارا جبيلات". من جهة أخرى, أمر الرئيس تبون أيضا ب "فتح المجال أمام المؤسسات الناشئة، للمشاركة في مختلف المشاريع ذات الطابع المنجمي". جدير بالذكر ان مشروع الفوسفات المدمج, الذي يشمل تطوير واستغلال منجم الفوسفات في بلاد الهدبة بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة, والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة المتواجدة بميناء عنابة, سيجعل من الجزائر احدى الدول الرئيسية المصدرة للأسمدة. من جهته, يعد منجم الحديد غارا جبيلات بولاية تندوف واحدا من أكبر المناجم في العالم، بحيث تقدر احتياطاته بأكثر من 3 مليار طن، منها 1,7 مليار طن قابلة للاستغلال حسب التقديرات. وتم في يوليو الفارط إطلاق أشغال استغلال المنجم الذي تتراوح طاقة إنتاجه في المرحلة الأولى من الاستغلال (2022-2025) ما بين 2 إلى 3 مليون طن من خام الحديد، ثم سترتفع ل40 إلى 50 مليون طن سنويا ابتداء من 2026 حسب تقديرات المؤسسة الوطنية للحديد والصلب "فيرال". وتطمح الجزائر من خلال هذه المشاريع إلى تطوير قطاعها المنجمي الوطني من أجل تسريع المسار الرامي إلى تنويع اقتصادها.