في سياق ضمان الأمن المائي اتجهت الجزائر إلى دعم حظيرة محطات تحلية مياه البحر التي أضحت تشكل نسبة معتبرة من إجمالي الموارد المائية المتاحة، وسطرت السلطات العمومية مخططات لتوسيع الحظيرة لبلوغ هدف رفع مساهمة محطات التحلية في توفير الماء الشروب إلى 60 بالمائة في غضون 2030. وتحوز الجزائر وفقا لتقديرات القطاع الذي تشرف عليه حاليا وزارة الموارد المائية والأمن المائي وقبلها وزارة الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية إلى بداية 2023 حظيرة تشمل 23 محطة لتحلية مياه البحر. وتقارب قدرة هذه المحطات حوالي 2.6 ملايين متر مكعب، فيما تشير توقعات القطاع إلى أن محطات تحلية مياه البحر ستغطي نحو 42 في المائة من احتياجات مياه الشرب الوطنية بحلول عام 2024 مقابل نحو 18 في المائة في بداية 2022، حيث تتجه إستراتيجية الدولة في ضمان الموارد المائية بشكل أساسي إلى المياه المحلاة في المستقبل أكثر من المياه السطحية والجوفية. ووفقا للهيئات الدولية المتخصصة فإن متوسط الاستهلاك للمياه يقدر بحوالي 500 متر مكعب للفرد سنويا، بينما تحدد الهيئات الدولية المتوسط العام بقرابة 1000 متر مكعب. وترمي الإستراتيجية الوطنية للمياه إلى تعزيز أكبر للأمن المائي للبلاد، لاسيما من خلال رفع حصة المياه المحلاة إلى 60 بالمائة في توفير مياه الشرب في أفق 2030. وعلى هذا الأساس فإن حظيرة المحطات المنتشرة على امتداد الساحل الجزائري مرشحة للارتفاع، علما أن الحظيرة الحالية متواجدة على مستوى 14 ولاية ساحلية وأهم نقاط تمركز المحطات المنتجة الجزائر العاصمة ووهران. وتشمل القدرات المتاحة في مجال المياه المحلاة بالنسبة للجزائر العاصمة مع استكمال هذه السنة مشاريع على غرار محطة "قورصو" بقدرة نحو 80 ألف متر مكعب والمرسى التي تصل قدراتها إلى 60 ألفا وفي مرحلة أولى 12 ألف متر مكعب، في المجموع حوالي 387.650 متر مكعب، وهو مستوى يمكن أن يغطي أكثر من نصف حاجيات العاصمة من مياه الشرب التي تقدر بنحو 600 ألف متر مكعب، مع تواجد أهم محطة وهي "الحامة" التي توفر إمدادات بنحو 200 ألف متر مكعب يوميا. أما بالنسبة لوهران فإنها تمتلك أهم حظيرة من محطات التحلية بقدرة تفوق 900 ألف متر مكعب وتتضمن أكبر المحطات، على غرار محطة "المقطع" بقدرة 500 ألف متر مكعب يوميا.
سوناطراك تنخرط في عمليات إنجاز محطات التحلية
وفي سياق مساهمتها في دعم حظيرة محطات التحلية أطلقت سوناطراك في أكتوبر 2022 أول الاختبارات لتشغيل واحدة من أكبر محطات تحلية مياه البحر في الجزائر، يتعلق الأمر بمشروع محطة تحلية مياه البحر بالمرسى بوهران الذي يعد أحد المشاريع الاستراتيجية والحيوية، يهدف إلى وضع اللبنات الصلبة لتحقيق إستراتيجية صناعية حقيقية خاصة بتحلية مياه البحر في الجزائر. وتسعى الجزائر عبر هذه الخطوة لتوفير 12 ألف متر مكعب يوميا عن طريق استغلال هذه المحطة كمرحلة أولية، على أن يتم تطوير المحطة في المرحلة النهائية لتصل إلى 60 ألف متر مكعب. ويندرج هذا المشروع ضمن مخطط سطرته الجزائر لمواجهة شح المياه، وذلك عن طريق إنشاء عدة مشاريع خاصة بتحلية مياه البحر، بقدرة إجمالية تتجاوز 300 ألف متر مكعب يوميا بحلول عام 2027 وضمان رفع نسبة المياه المحلاة من احتياجات مياه الشرب في الجزائر التي تقدر حاليا بنحو 18 بالمائة لتنتقل في 2024 إلى 42 بالمائة مع بدء استغلال خمس محطات لتحلية مياه البحر، ثم بلوغ نسبة مياه الشرب التي يوفرها نشاط التحلية 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية. وعهدت للشركة الجزائرية للطاقة فرع سوناطراك مهمة إنجاز ثلاث محطات لتحلية المياه مع منتصف 2022، في بومرداس وبجاية (تيغرمت) والطارف (كوديت دراوش) في إطار دعم قدرات بمجموع 300 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما من شأنه أن يضمن عرضا يغطي جزءا كبيرا من حاجيات الاستهلاك بالماء الشروب.