أكد الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني، اليوم الخميس، أن الجزائر وشعبها سيعملان بحزم على التصدي لناهبي هويتها الثقافية، وذلك بعد تسلمه شهادة تسجيل الراي "غناء شعبي جزائري" في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو". وأشار في هذا السياق إلى أنه "لم يسلم أي عنصرٍ من عناصر هذا التراث الثري من محاولات التحريف والسرقة على غرار الزليج والحايك وخيط الروح والبلوزة الوهرانية والقندورة القسنطينية وسروال الشلقة والكاراكو بل امتد حتى إلى الصور التراثية وسجل الأغاني للشيخين القديرين رابح درياسة وعبد المجيد مسكود". وحيا بلاني "الوعي والإحساس العالي بالوطنية للجزائريات والجزائريين، وخاصة الشباب، الذين يتواجدون بقوة في المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل مواجهة كل من يجرؤ عبثا على الاستيلاء على تراثنا الثقافي والاستحواذ على عناصر هويتنا الوطنية". وأضاف أن "هذه التعبئة الشعبية التي تعكس مستوى الوعي الجماعي وروح المسؤولية في مجتمعنا والتي يقودها فنانون وكتاب ومؤرخون وشباب يغارون على بلادهم، تشجعنا على مضاعفة جهودنا والمضي قدما لحماية تراثنا الثقافي بجميع مكوناته وبكافة أشكاله، والحفاظ على هذا الكنز الوطني لنقله سالما للأجيال القادمة". وشدد على أن "الجزائر وشعبها سيعملان بحزم على التصدي لناهبي هويتنا الثقافية، ومواجهة جيش من المتصيدين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مدربين ومتخصصين في التزوير والسرقة الثقافية على الشبكات الاجتماعية، الذين يحاولون سلبنا العناصر المكونة لهويتنا الثقافية وتراثنا المادي وغير المادي". وحيا الوزير بلاني في ختام كلامه "الشراكة النوعية" بين الجزائر واليونسكو في العديد من الميادين، وخصوصا من خلال احتضان الجزائر للمركز الإقليمي لصون التراث الثقافي اللامادي بإفريقيا فئة 2 (كريسبياف) تحت إشراف اليونسكو والذي يهدف لتثمين التراث الثقافي اللامادي لإفريقيا. كما جدد عزم الجزائر على مواصلة العمل وبشكل ملموس مع منظومة الأممالمتحدة بصفة عامة واليونسكو بصفة خاصة من أجل "ترقية الثقافة وتقوية الجهود الدولية في مجال حفظ التراث".