"الشعب يريد الكأس الإفريقية..." هي العبارة التي ظلت ترددها جماهير اتحاد الجزائر منذ بلوغ النادي العاصمي دور مجموعات كأس الكونفدرالية، ليبدأ الحلم يكبر شيئا فشيئا بإزاحة أكبر المرشحين، على غرار الجيش الملكي المغربي وأسيك ميموزا الإيفواري إلى غاية الوصول إلى المحطة النهائية التي يستقبل فيها أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة نادي يونغ أفريكانز التنزاني، مساء اليوم، بداية من الساعة الثامنة بتوقيت الجزائر على ملعب 5 جويلية، في إياب نهائي المسابقة القارية. يقترب اتحاد الجزائر من دخول التاريخ وتحقيق الحلم الذي لطالما انتظره عشاقه بإثراء سجل النادي بأول لقب قاري. ويسعى رفقاء المهاجم أيمن محيوص لاستغلال الأفضلية التي عادوا بها من مدينة دار السلام التنزانية الأحد الماضي في ذهاب النهائي، عندما فازوا (1/2) على يونغ أفريكانز أمام أكثر من 60 ألف متفرج وتأكيد أحقيتهم في نيل هذا اللقب عن جدارة واستحقاق في مباراة العودة التي سيحتضنها اليوم ملعب 5 جويلية الأولمبي، خاصة وأن كل الظروف هي في صالح النادي الجزائري الذي سيدعمه أكثر من آلاف المناصرين في المدرجات. ومعلوم أن اتحاد الجزائر لم يسبق له وأن بلغ نهائي كأس الكونفدرالية أو كأس الكاف في نسختها القديمة قبل 2004، الأمر الذي أعطى حافزا معنويا إضافيا للاعبين من أجل نيل هذا اللقب الإفريقي بعدما أدار الحظ ظهره للنادي العاصمي سنة 2015 في نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام تي بي مازيمبي الكونغولي. وتتواجد كتيبة المدرب عبدالحق بن شيخة، منذ الأربعاء الماضي، في المركز التقني للتحضيرات بسيدي موسى، حيث فضل الطاقم الفني للاتحاد إبعاد لاعبيه عن الضغط الذي ارتفع في أوساط محبي النادي مع اقتراب موعد لقاء الحسم. وإذا كان الاتحاد قد وضع قدما في منصة التتويج خلال مواجهة الذهاب في ملعب بيناجمين مكابا ستاديوم بدار السلام، فإنه يسعى لوضع القدم الثانية في لقاء اليوم، حيث شدد بن شيخة في حديثه مع لاعبيه على ضرورة طي صفحة مباراة دار السلام وتشغيل العداد مرة أخرى عند نقطة الصفر، وهو ما جعله يؤكد خلال نهاية مباراة الذهاب أن لا شيء حسم بعد، رغم التقدم (1/2)، مصرا على أن الحظوظ متكافئة بين الفريقين. وهي الرسالة نفسها التي وجهها القائد زين الدين بلعيد لزملائه اللاعبين في غرف تغيير الملابس في ملعب دار السلام، حيث دعا رفاقه إلى ضرورة الحفاظ على تركيزهم وعدم الوقوع في فخ الغرور وهو ما بدا واضحا خلال الأجواء التي سادت تحضيرات الاتحاد للقاء العودة وكذا من خلال التصريحات التي أدلى بها رفقاء خالد بوسليو في لقائهم مع وسائل الإعلام صبيحة أول أمس الخميس بمركز سيدي موسى. وسيكون لاعب الوسط ابراهيم بن زازة الغائب أكبر في تشكيلة المدرب شيخة بسبب العقوبة الآلية، بالمقابل تمكن من استعادة وسط ميدان الهجومي عبدالكريم زواري بعدما تعافى من الإصابة التي كان يعاني منها. أرقام في صالح الاتحاد بملعب 5 جويلية ولم يفكر اتحاد الجزائر من لاعبين وطاقم فني وحتى إدارة، من تغيير الملعب الذي يستقبل فيه ضيوفه خلال المسابقة الإفريقية بالنظر للنتائج المميزة التي سجلها النادي العاصمي في منافسة كأس الكونفدرالية. ورغم اقتراح الاتحاد الإفريقي على الاتحاد خوض النهائي في ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، إلا أن أشبال المدرب بن شيخة أصروا على اختتام المنافسة القارية في ملعب 5 جويلية الأولمبي، سيما وأنه احتضن خمس مباريات فازوا في جميعها وسجلوا 13 هدفا. ويريد زملاء الحارس أسامة بن بوط أن يكون "ختامها مسك" على الملعب الذي كان شاهدا على انتصاراتهم ويرفعون في سمائه أول كأس إفريقية في تاريخ النادي. يونغ أفريكانز أقوى خارج قواعده سيرمي نادي يونغ أفريكانز التنزاني كامل أوراقه في لقاء العودة اليوم وليس لديه ما يخسره بعدما رهن حظوظه عقب الخسارة التي مني بها في ملعبه وأمام جماهيره الأحد الماضي. ويسعى من دون شك لاستغلال القوة التي يمتاز بها خارج قواعده معتمدا على خط هجومه الناري بقيادة الكونغولي كالالا ماييلي صاحب الهدف الوحيد الذي سجله "يانغا" في مرمى بن بوط في لقاء الذهاب. والمتتبع لمشوار ممثل الكرة التنزانية في المسابقة الإفريقية يلاحظ القوة التي يمتلكها هذا النادي خارج قواعده بفوزه على ريفر يونايتد النيجيري في ربع النهائي وعلى مارومو غالنتس الجنوب إفريقي في نصف النهائي. هذه القوة جعلت مدربه التونسي نصر الدين نابي يؤكد عزمه على العودة بالانتصار والتتويج باللقب من الجزائر. والجدير بالذكر أن مباراة الاتحاد أمام يونغ أفريكانز التنزاني سيديرها الحكم الموريتاني بيدا دهان بمساعدة غارسون وس سونتوس من أنغولا وارسينيو مارانغول من الموزمبيق، بينما يشرف المصري محمود عاشور على تقنية الفار.