قررت وزارة التربية الوطنية استغلال نتائج تقييم مكتسبات الابتدائي، واستثمارها بيداغوجيا في الابتدائي، والأولى متوسط، بداية من هذا الموسم، باعتماد آلية للمعالجة البيداغوجية لمختلف النقائص المسجلة، خلال الأسبوعين الأول والثاني من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، فيما سيستفيد أساتذة الأولى متوسط، ومديرو المتوسطات، وأيضا مستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، من تكوين يومي 17 و18 سبتمبر المقبل، في إطار ملتقيات ولائية بتأطير مفتشي المواد للمقاطعات التفتيشية. أفرجت وزارة التربية عن المنشور الإطار الخاص بالمعالجة البيداغوجية لنتائج تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، (سانكيام سابقا) قصد التمكن من استغلال هذه النتائج ذات "الطابع التحصيلي التشخيصي.. ببعد تكويني"، واستثمارها بيداغوجيا في مرحلة التعليم الابتدائي، وفي الأولى من التعليم المتوسط، حيث تقرر بداية من السنة الدراسية 2023-2024 اعتماد آلية "المعالجة البيداغوجية"، كإجراء كفيل بسد الثغرات لدى المتعلمين وتجاوز الصعوبات المشخصة لديهم، بما يمكنهم من مواصلة بناء تعلماتهم بيسر. وفي هذا الإطار، يأتي المنشور رقم 214 المؤرخ في 19/8/2023، تحوز "الخبر" على نسخة منه، لتحديد الأدوات التي ترتكز عليها آلية المعالجة البيداغوجية وكيفيات إجرائها، في مرحلتي المتوسط والابتدائي، وتوضيح الإجراءات المصاحبة، خاصة ما تعلّق بتكوين المفتشين والمديرين والأساتذة، مع تحديد دور كل متدخل. فبالنسبة للمعالجة البيداغوجية في المتوسط، سيتم استثمار النتائج الواردة في دفاتر تقييم مكتسبات تلاميذ السنة الخامسة من التعليم الابتدائي، المنتقلين إلى السنة الأولى متوسط، من خلال مخرجات الشبكات التحليلية الخاصة بالمواد للتلاميذ المصنفين في التقديرين (ج) تحكم جزئي، و (د) تحكم أدنى، وذلك باستغلال الموارد الرقمية التي توفرها الأرضية الرقمية لوزارة التربية، حيث تنطلق المعالجة بإجراء مدير المتوسطة قراءة دقيقة وشاملة لنتائج هؤلاء التلاميذ، انطلاقا من المعطيات التي توفرها الأرضية الرقمية، للتعرف على البنية النسقية للكفاءات التي يمتلكونها في كل مادة، وحصر النقائص التي أفرزتها الشبكات التحليلية، قبل أن تقوم مجالس التعليم التي تنعقد في الأسبوع الأول من التحاق الأساتذة، بدراسة النتائج لوضع تصوّر لكيفيات معالجتها ضمن السيرورة التعليمية التعلمية خلال السنة الدراسية، حيث أن الاستراتيجيات التي يعتمدها الأستاذ في المعالجة البيداغوجية تختلف باختلاف طبيعة الصعوبات وعمقها وعلاقتها بالتعلمات المستهدفة، ومدى تكرارها لدى التلاميذ المعنيين، حسب ما جاء في المنشور. وتنجز المعالجة البيداغوجية، بصفة فردية، أو في مجموعات صغيرة، باعتماد طرائق البيداغوجيا التشاركية، والتعاون، وذلك خلال الأسبوعين الأول والثاني من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، وتستهدف التلاميذ الذين يشتركون في الصعوبات المتعلقة ببعض المكتسبات الأساسية للمادة، وخلال السنة الدراسية، وفق تسلسل التعلمات، وعلاقتها بالتعلمات المستهدفة، بغية تمكين التلاميذ من بناء تعلمات جديدة، حيث تتم على مراحل، بداية بقراءة النتائج، ثم تشخيص النقائص، فإعداد آلية المعالجة وتنفيذها، وذلك باستغلال وتوظيف السندات التي سيتم إنجازها في ملتقى تكوين النواة الوطنية. وتقتضي هذه العملية تضافر جهود جميع المتدخلين المباشرين، ويتعلق الأمر بمفتش المادة ومدير المتوسطة وأستاذ المادة ومستشار التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، وتنسيق أدوارهم وتكاملها من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة منها. أما في مرحلة التعليم الابتدائي، فتنطلق المعالجة البيداغوجية بإجراء مدير المدرسة الابتدائية، قراءة دقيقة وشاملة لنتائج كل التلاميذ، انطلاقا من المعطيات التي توفرها الأرضية الرقمية، للتعرف على البنية النسقية للكفاءات التي يمتلكها التلاميذ في كل مادة، وحصر النقائص التي أفرزتها الشبكات التحليلية، حيث تدرس مجالس الأساتذة، التي تنعقد في الأسبوع الأول من التحاق الأساتذة، النتائج لوضع خطة لكيفيات تفادي أسباب وقوع التلاميذ في الصعوبات نفسها مستقبلا. أما بالنسبة للتلاميذ المعيدين للسنة الخامسة ابتدائي، فيتم التركيز معهم على معالجة الصعوبات التي تم تشخصيها لديهم بصفة فردية، مع اعتماد الأساليب التي يراها الأساتذة أكثر نجاعة في تجاوز الصعوبات وإرساء التعلمات. إلى ذلك، قررت الوزارة، حسب المنشور، تنظيم ملتقيات ولائية يومي 17 و18 سبتمبر 2023، على أن يستفيد كل أستاذ من يومين تكوينيين على مستوى مؤسسة يحددها مدير التربية، وبتأطير مفتشي المواد للمقاطعات التفتيشية، وهو تكوين موجه للأساتذة الذين تسند لهم أفواج السنة الأولى من مرحلة التعليم المتوسط، ومديرو المتوسطات، وأيضا مستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني.