أعلنت السلطات السودانية، أن 15 دبلوماسيا من موظفي سفارة الإمارات، أشخاصا غير مرغوب فيهم، وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، على خلفية اتهام مسؤول رفيع في الجيش السوداني، أبوظبي، بالوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو حميدتي، في حربه ضد البرهان، ويجري ذلك بالتزامن مع اشتراط هذا الأخير إقرار وقف دائم لإطلاق النار في البلاد وخروج قوات الدعم السريع من الخرطوم قبل لقاء قائدها حميدتي، ردا على البيان الختامي لقمة "إيغاد" الأخيرة. وتظاهر المئات خلال الأسبوعين الماضيين، انطلاقاً من مساجد بورتسودان ضد الإمارات، مطالبين بطرد سفيرها من السودان بعد أن اتهم عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان، الفريق ياسر عطا، في 28 نوفمبر علناً، أبوظبي بدعم حمدان دقلو في حربه ضد الجيش التي اندلعت بين الجنرالين في 15 أفريل الماضي وأسفرت عن سقوط 12 ألف قتيل، وفق ما قالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي في تصريحات إعلامية. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد نشرت في أوت الماضي، نقلا عن مسؤولين أوغنديين، أنه تم العثور على أسلحة في طائرة شحن إماراتية كان يفترض أن تنقل مساعدات إنسانية للاجئين سودانيين في تشاد، غير أن الإمارات نفت هذا الأمر على الفور، وفق ما تفيد تقارير إعلامية. وفي تطور ميداني آخر، قال الجيش السوداني، أول أمس، إن عددا من ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أصيبوا بعد تعرّض موكبهم لإطلاق نار، أثناء قيامهم بإجلاء مدنيين بينهم أجانب من كنيسة القديسة مريم في العاصمة الخرطوم. وذكر الجيش في بيان، أن موكب الصليب الأحمر تعرّض لإطلاق نار بعد مخالفة اتفاق مع الجيش باقترابه من مواقعه الدفاعية "برفقة عربة مسلحة تتبع للمتمردين"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع. وقال البيان "تأسف القوات المسلحة لهذا الحادث الذي وقع نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها"، في حين اتهمت قوات الدعم السريع، من جهتها، الجيش بتنفيذ هجوم على الموكب، مشيرة أن الحادث أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وعلى صعيد جهود الوساطة الإقليمية الهادفة لحل الصراع في السودان، قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد"، إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي يهدف إلى حل الصراع، غير أن بيان لوزارة الخارجية السودانية رد على البيان الختامي للقمة التي بحثت الأزمة السودانية. وأفادت الوزارة من خلاله، بأن البرهان اشترط لعقد مثل هذا اللقاء، إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات "التمرد" من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها. وتابعت الوزارة أنه فور استلامها مسودّة بيان القمة، أبلغ السودان سكرتارية إيغاد، أن لديه ملاحظات وتحفظات جوهرية على المسودة، حيث لاحظ وفد الخرطوم أن هناك فقرات أقحمت في المسودة دون مسوغ، فضلا عن الصياغة المعيبة لما اتفق عليه في بعض المسائل المهمة، على حد قول الخارجية السودانية. وكانت "إيغاد" قد ذكرت، أن رئيسها الحالي اتفق مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خلال محادثات في جيبوتي يوم السبت، على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وأضاف البيان أن دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي، وافق في اتصال هاتفي أيضاً، على اقتراح وقف إطلاق النار والاجتماع مع البرهان، كما قال ألكسيس محمد، مستشار رئيس جيبوتي، إن البرهان وحميدتي قبلا مبدأ الاجتماع خلال 15 يوماً من أجل تمهيد الطريق لسلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين تؤدي إلى إطلاق عملية سياسية. وفي وقت سابق، اتهم البرهان في خطاب ألقاه أمام اجتماع جيبوتي، قوات الدعم السريع، بشن هجمات همجية، لكنه قال إن الجيش لم يغلق الباب أمام التوصل إلى حل سلمي. وألقى حميدتي الذي لا يُعرف مكان وجوده، كلمة عن بعد أمام اجتماع "إيغاد" حمّل فيها الموالين للرئيس السابق عمر البشير، الذين يتمتعون بنفوذ داخل الجيش، مسؤولية اندلاع هذه الحرب، ودعا إلى إصلاح الجيش وتشكيل حكومة مدنية. وكانت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، قد اندلعت بسبب خطة مدعومة دولياً لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإطلاق عملية انتقالية تفضي إلى إجراء الانتخابات، وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد الإطاحة بالبشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019. وقبل قتالهما نفذا معاً انقلاباً في عام 2021.