استشهد القيادي في حركة حماس صالح العاروري، اليوم الثلاثاء، في قصف صهيوني استهدف مبنى بضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله. وأسفرت الضربة التي نفذتها مسيّرة صهيونية واستهدفت مكتبا تابعا لحماس في الضاحية عن استشهاد وجرح عدة أشخاص آخرين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. من هو صالح العاروري؟ ونعت حركة حماس العاروري ووصفته بأنه قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس "طوفان الأقصى"، وهو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، تولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وساهم في تأسيس جناحها العسكري، كتائب الشهيد عز الدين القسّام، في الضفة الغربية. وُلد العاروري باسم صالح محمد سليمان خصيب، عام 1966، وهو من قرية عارورة، قرب رام الله، وسمي العاروري نسبةً لقريته. درس العاروري الشريعة الإسلامية، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة الخليل. عام 1987، انضم إلى حركة حماس، وصار عضواً في مكتبها السياسي منذ عام 2010. بين عامي 1991 و1992، اعتقل الجيش الصهيوني العاروري إدارياً لفترات محدودة، وذلك على خلفية نشاطه بحركة حماس، تزامناً مع بدئه تأسيس النواة الأولى للجهازها العسكري في الضفة. وبعد التحرر من الاعتقال الإداري، أعاد جيش الاحتلال اعتقال العاروري في عام 1992، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً، بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسّام بالضفة. بعد سنوات، وتحديداً في عام 2007 وبعد 3 أشهر من تحرره، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله حتى عام 2010، حيث قررت المحكمة العليا الصهيونية إخراجه من السجن لتبعده إلى خارج فلسطين، فتم ترحيله إلى سوريا، مدة 3 سنوات ومن ثم غادر إلى تركيا. وبعد سنوات غادر العاروري تركيا، وتنقّل بين عدة دول، بينها قطر وماليزيا، حتى استقر أخيراً في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان. وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع الاحتلال، بوساطة مصرية، والتي أطلقت عليها الحركة اسم "وفاء الأحرار". وبموجب الصفقة، تم الإفراج عن جلعاد شاليط، وهو جندي صهيوني كان أسيراً لدى حماس، مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً من السجون الصهيونية. وفي ال9 من أكتوبر عام 2017، انتخب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وبعد عام واحد، أدرجته الولاياتالمتحدة الأميركية على قائمة الإرهاب، وتولى عام 2021 رئاسة حركة حماس في الضفة الغربية. هدم الاحتلال منزل القائد الكبير في حماس في عارورة عام 2014، بعد اتهامه بالوقوف وراء عملية خطف 3 مستوطنين في الخليل. وهدم الصهاينة منزله مرةً أخرى هذا العام، في ال27 من أكتوبر، بُعيد ملحمة "طوفان الأقصى" التي كان مهندساً لها. وخلال الأشهر الماضية، حرّض الإعلام الصهيوني على استهداف العاروري، محملةً إياه مسؤولية تحريك المقاومة في الضفة الغربية وإشعالها، واصفةً إياه ب"مهندس وحدة الساحات" و"الرجل الاستراتيجي".