باشرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ممثلة برئيسها وليد صادي، رحلة البحث عن خليفة المدرب الوطني جمال بلماضي، على رأس العارضة الفنية ل"الخضر"، رغم أن مفاوضات "الفاف" مع بلماضي، حول صيغة فسخ العقد، لا تزال تراوح مكانها، بعد رفض بلماضي اقتراح "الفاف" القاضي، بالحصول على ثلاثة أجر شهرية والطلاق بالتراضي مع الاتحادية. لا يزال رئيس "الفاف" وليد صادي ينتظر لحد كتابة هذه الأسطر، رد المدرب الوطني جمال بلماضي، المتواجد حاليا بالمركز التقني بسيدي موسى، بشأن صيغة فسخ عقد الارتباط بينهما، بعد فشل المفاوضات بينهما، ظهيرة أمس، إذ غادر المدرب الوطني طاولة المفاوضات بمقر الاتحادية بدالي ابراهيم، غاضبا، لرفضه اقتراح الرئيس صادي، بمنحه ثلاثة أجر شهرية وفسخ العقد، مطالبا بجميع أجره الشهرية إلى غاية نهاية عقده مع "الفاف" في جوان 2026، علما أن ملحق العقد، الذي أمضاه بلماضي مع الذي سبق صادي في الاتحادية، وهو جهيد زفيزف لم يتضمن أي هدف، مطالب به بلماضي إلى غاية 2026، وهو ما دفع بلماضي إلى المطالبة بمستحقاته كاملة إلى غاية نهاية العقد. ويبقى بلماضي، الوحيد الذي لم يمض على وثيقة فسخ العقد مع الاتحادية، إذ تمكنت "الفاف" من فك ارتباطها مع مساعديه، بالتراضي مع استفادتهم جميعا من ثلاثة أجر شهرية. تعثر المفاوضات، لا يعني بقاء بلماضي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بل بالعكس، الاتحادية اتخذت قرارا لا رجعة فيه وهو الاستغناء عن خدماته، بعد نكسة كوت ديفوار الأخيرة، والدليل على ذلك، باشرت رحلة المفاوضات مع بعض المدربين،على أمل التوصل إلى اتفاق مع أحدهم لخلافة بلماضي، خاصة وأن الوقت ليس في صالح "الفاف" ولا حتى المنتخب المقبل على استحقاقات قادمة.
زيدان ..ورقة الإجماع ورغبة منه في إيجاد مدرب بإمكانه تحقيق الإجماع، اتصل رئيس "الفاف" وليد صادي، ودون التفكير، ربما في الجانب المادي، في بادئ الأمر، بصديق مقرب من النجم العالمي زين الدين زيدان، ذو الأصول الجزائرية، غير أن هذا الصديق وعد رئيس "الفاف" بالرد في الساعات القادمة، بعد اتصاله بزيدان، تاركا الانطباع في حديثه مع صادي أن صاحب الثنائية لمنتخب فرنسا في نهائي كأس العالم 1998، غير متحمس حاليا.
صادي يرفض خيارات رونار بعدها اتصل رئيس "الفاف"، بالفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب الفرنسي النسوي والمرتبط بعقد مع الاتحادية الفرنسية لكرة القدم، إلى غاية نهاية أولمبياد باريس وبالضبط في نهاية جويلية القادم، علما أن رئيس "الفاف" صادي، كان قد التقى رونار في حفل افتتاح "كان" كوت ديفوار، بأبيدجان وتبادلا الحديث، دون التطرق إلى أي شيء يخص المنتخب الجزائري. التقني الفرنسي، الذي سبق له وأن نال كأس أمم إفريقيا مع زامبيا ومنتخب كوت ديفوار، فتح في بادئ الأمر (ليلة الأربعاء إلى ظهيرة الخميس) الباب لمباشرة المفاوضات والأكثر من هذا قال لمقربيه أنه مستعد لفك ارتباطه بالاتحادية الفرنسية، مبديا إعجابه بالمشروع الجزائري، لكن في عصر يوم الخميس، بدا رونار متحفظا، عند حديثه مع رئيس "الفاف" وليد صادي، حيث اقترح على صادي ثلاثة اختيارات، أحلاهما مر، الأول هو أن يتصل رئيس الاتحادية وليد صادي بنظيره من الاتحادية الفرنسية ويطلب خدماته. الخيار الثاني وهو أن تنتظر الاتحادية الجزائرية، نهاية عقده مع الاتحادية الفرنسية ومن ثمة ترسيم تعاقده مع الجزائر وبأجرة شهرية تقل بقليل عن ما كان يتقاضاه بلماضي. أما الخيار الثالث وهو أن يمضي رونار على عقد مبدئي مع الاتحادية الجزائرية دون فسخ عقده مع الاتحاد الفرنسي، ويرسل مساعديه للإشراف على "الخضر"، في هذه الفترة إلى غاية نهاية عقده مع المنتخب الفرنسي النسوي.
في انتظار رد حاليلوزيتش كل هذه الخيارات رفضها رئيس "الفاف" وليد صادي، ليتحول بعدها إلى خيار المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي سبق له وأن تعامل معه في فترة إشراف "حاليلو" على المنتخب الوطني الجزائري، في عهدة الرئيس محمد رواروة من 2011 إلى 2014، وهي الفترة التي شهدت تأهل "الخضر" إلى مونديال البرازيل 2014 وتحقيق إنجاز لم يسبق للمنتخب وأن عاشه وهو التأهل إلى الدور الثاني من المونديال والإقصاء بشرف أمام بطل تلك الطبعة ألمانيا. وحيد حاليلوزيتش، البالغ من العمر 72 سنة من مواليد 1952، لم يغلق الباب وطلب مهلة للرد في الساعات القليلة القادمة، علما أن البوسني يملك تجربة كبيرة في إفريقيا بإشرافه على العديد من الأندية الإفريقية، وسبق له وأن قاد منتخبي كوت ديفوار والمغرب، وحتى اليابان في قارة آسيا.
بيتكوفيتش في القائمة .. المدرب الكرواتي البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، هو الأخر يتواجد ضمن خيارات رئيس الاتحادية الجزائرية وليد صادي، وهو الذي يملك سيرة ذاتية، محترمة جدا، بدليل أنه قاد المنتخب السويسري من 2014 إلى غاية 2021. بيتكوفيتش صاحب ال61 سنة، سبق له أيضا تدريب العديد من الأندية الأوروبية العريقة كيوتغ بويزالسويسري وروما الايطالي.
.. وحتى الأرجنتيني سامباولي ومن بين الخيارات المطروحة على طاولة "الفاف"، يتواجد أيضا المدرب الأرجنتيني جورج خورخي سامباولي، صاحب ال63 سنة، وهو الذي درب منتخب الأرجنتين بقيادة ميسي من 2017 إلى 2018 وسبق له وأن درب العديد من الأندية على غرار سانتوس البرازيلي وإشبيلية الاسباني ومارسيليا الفرنسي. الاكيد من بين كل هذه الأسماء، سيحاول رئيس "الفاف" وليد صادي إيجاد الخليفة الأنسب لبلماضي، لإعادة الروح للمنتخب الوطني المقبل على استحقاقات رسمية وودية، بداية من شهر مارس القادم (تاريخ الفيفا)، أين سيشارك المنتخب في دورة رباعية ودية هنا بالجزائر بمشاركة منتخبات جنوب إفريقيا والاكوادور وألبانيا.