تتواصل الاعتصامات والاحتجاجات في عدة جامعات ومعاهد عليا في أنحاء مختلفة من الولاياتالمتحدة، احتجاجا على العدوان الصهيوني على غزة. وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى وسط البلاد وحتى الساحل الغربي في كاليفورنيا، في وقت ارتفعت أصوات بضرورة تدخل الحرس الوطني لفض اعتصام طلبة جامعة كولومبيا مهد الاحتجاجات. وأمام اتساع رقعة الغضب الطلابي في الجامعات الأمريكية، ارتفعت الأصوات التي تطالب بفض الاعتصام مع إلصاق تهمة "معاداة السامية" للطلبة المعتصمين. تجدر الإشارة إلى أن المعتصمين فقط أمريكيون وينتمون إلى ديانات مختلفة: الإسلام والمسيحية واليهودية. ولم ينضم الطلبة الأجانب إلى الاحتجاجات مخافة أن يتم عزلهم من الدراسة أو وقف منحتهم الدراسية، وفق ما أكدته تقارير إعلامية. وقد تصاعدت التوترات في الجامعات الأمريكية التي تشهد اعتصامات واحتجاجات للطلاب المناصرين لفلسطين، وذلك امتدادا من الساحل الشرقي للبلاد مرورا بجامعات النخبة في الولايات الداخلية، ووصولا إلى الساحل الغربي في ولاية كاليفورنيا. ومنذ عدة أيام، يعتصم ويحتج مئات الطلاب في بعض من أعرق وأشهر الجامعات الأمريكية في جميع أنحاء البلاد ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، مطالبين جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل وسحب الاستثمارات من الشركات التي تتعاون معها في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر. وقد تم اعتقال عشرات الطلبة منهم بتهمة التعدي على ممتلكات الغير أو السلوك غير المنضبط. ودعا سيناتوران من الكونغرس الأمريكي لاستخدام وحدات الحرس الوطني للتصدي لطلاب مناهضين لإسرائيل في جامعة كولومبيابنيويورك. وفي رسالة من السيناتور الجمهوري جوش هولي إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ادعى أن طلاب جامعة كولومبيا يشكلون "خطرا على الطلاب اليهود الأمريكيين" بسبب التظاهرات المناهضة لإسرائيل. ووصف هولي التظاهرات في الجامعة بأنها "معادية للسامية". ودعا هولي بايدن إلى تحريك الحرس الوطني واستخدام الإجراءات الضرورية الأخرى لضمان سلامة يهود أمريكا الطلاب منهم والمواطنين. من جانبه، زعم السيناتور الجمهوري توم كوتن في منشور له على منصة "إكس" أنه يجب وقف "البوغروم" الجديد في جامعة كولومبيا. و"البوغروم" تسمية روسية الأصل تدل على شكل من أشكال الشغب الموجه ضد جماعة معينة، سواء أكانت عرقيه أو دينية أو غيرها. وأكد كوتن أنه إذا لم يرسل عمدة نيويورك الشرطة ولم يحرك حاكم ولاية نيويورك وحدات الحرس الوطني للتدخل في المظاهرات، فإنه يرى أن بايدن يتحمل مسؤولية تفريق المتظاهرين. وسبق أن أدان بايدن التظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجامعات، لاسيما جامعة كولومبيا. وقال الثلاثاء: "أدين التظاهرات المعادية لليهود ووضعت برنامجا لمواجهتها. وأدين أيضا أولئك الذين لا يفهمون وضع الفلسطينيين". وفي مفعول معاكس لقرار رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، وهي من أصول مصرية، التي استدعت الشرطة لفض اعتصام الطلبة، حيث تم اعتقال عشرات الطلبة، دعا نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم الاثنين، غالبيتهم يتلقون تبرعات ضخمة من اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، شفيق إلى كبح جماح الاحتجاجات أو التنحي عن منصبها. وزعمت النائبة إليز ستيفانيك من الحزب الجمهوري من نيويورك أن قيادة الجامعة "فقدت السيطرة بشكل واضح على حرمها الجامعي، مما يعرض سلامة الطلاب اليهود للخطر". وأضاف السيناتور جون فيترمان وهو من الحزب الديمقراطي من بنسلفانيا أن شفيق يجب أن "تقوم بعملها أو تستقيل".