شارك أمس الثلاثاء كل من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ووزير المجاهدين وذوي الحقوق ضمن فعاليات مُنتدى شباب الجلفة، وبحضور رئيس المجلس الأعلى للشباب وبمشاركة أزيد من ألف شاب وشابة ممثلين لبلديات الجلفة. عرف المنتدى توقيع اتفاقية إطار بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق والمجلس الأعلى للشباب تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والحفاظ على رسالة الشهداء وتمريرها للشباب. وتهدف الاتفاقية كذلك إلى تعزيز التعاون لحفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز قيمها عند الشباب الجزائري من خلال الاهتمام بالموروث التاريخي الحافل بالأمجاد والذي يمثل مصدر فخر واعتزاز، وفقا لما أكده وزير المجاهدين وذوي الحقوق. فعاليات المنتدى التي احتضنتها جامعة الشهيد زيان عاشور زوال يوم الثلاثاء والتي جاءت بعُنوان "شَباب مُحَصّن بِعهد الشّهداء ... في قلب مسيرة التشييد والبناء" الذي بادر بتنظيمه المجلس الأعلى للشباب والذي عرف مشاركة 1000 شاب وشابة وبحضور كل من وزيري المجاهدين وذوي الحقوق، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، رئيس المجلس الأعلى للشباب والي الولاية رئيس المجلس الشعبي الولائي، اعضاء لجنة الأمن للولاية، نواب البرلمان بغرفتيه، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، الواليين المنتدبين لعين وسارة و مسعد، مدراء الهيئة التنفيذية الأسرة الثورية، إطارات الجامعة وفعاليات المجتمع المدني أثنى من خلاها وزير المجاهدين على مثل هذه المبادرات التي تحمل في ثناياها معاني الوفاء لتاريخنا ورموزه، وتؤكد على أن الشباب جدير بتضحيات الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحرية واسترجاع السيادة الوطنية، متمنيا أن تكلل أعمال هذا المنتدى بما نصبوا إليه جميعا من نتائج وأهداف نبيلة تواكب التحولات التي شهدتها الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وتحوّل الهبة الشبانية إلى طاقة مثمرة تقوي البناء الوطني وتجعله من مقومات التجدد المستمر و تعزيز القوة في النسيج الاجتماعي والبناء الأخلاقي. و خاطب وزير الشباب الجزائري .. قائلا "أيها الشباب، ذخر الأمة ونبراسها ، لقد كان لكم عبر التاريخ جولات وصولات في تنوير أمتنا وقيادتها، فكنتم دوما ضميرها الحي على مر الأزمنة، وكنتم على الدوام بالجسد والوجدان في الصفوف المتقدمة لإنجاز المهام الكبرى، أثناء الكفاح من أجل التحرير الوطني، وأثناء العقود الماضية من عمر الاستقلال، وكان لكم الدور البارز في كسب الرهانات بوعيكم الحضاري ونضجكم المتقد خلال هذه المرحلة الهامة من تاريخ الجزائر من خلال تحليكم برؤية ثاقبة متبصرة لما يحدث من تغيرات في محيطنا الإقليمي ولما يجري في مجال العلاقات الدولية. أبناء الوطن الأعزاء، إننا اليوم ونحن نتواصل مع شباب الجزائر من ولاية الجلفة شباب الجزائر الذي يسمو الوطن عنده فوق كل اعتبار.. الشباب الذي يظل اللبنة الأساس التي تعتمد عليه الجزائر الجديدة .. فأنتم الشباب كما قال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الثروة الحقيقية للوطن". وأضاف الوزير "إننا على يقين بأنكم على الدوام المحرك الأساسي لتطور التاريخ وترسيخ قيم المواطنة والمفعل القوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبناء السياسي، وبكم الجزائر السائرة على المحجة البيضاء ستواصل مسيرتها بعز وتمكين، من وأد كل المحاولات البائسة لزعزعة استقرارها من طرف دوائر الحقد التي أخطأت بكل المقاييس وثمن وزير التشغيل والضمان الاجتماعي في الكلمة التي القاها دور المجلس الأعلى للشباب بصفته إطارا مؤسساتيا مكلفا برسم وتقييم السياسة الوطنية الموجهة للشباب، وكذا تعزيز مشاركة هذه الفئة في الحياة الوطنية ومتابعة تنفيذ برامج السلطات العمومية الهادفة إلى التكفل باحتياجاتها، مؤكدًا أن الشباب الجزائري المحصن بعهد الشهداء والقيم النوفمبرية مدرك لحجم التحديات التي تعرفها البلاد، ودوره الفعال في مسيرة التشييد والبناء، مضيفا أننا نعيش مرحلة هامة تؤسس لجزائر جديدة سواء على مستوى البرامج أو الإطارات المسيرة، مما ينم عن مجهود وطني كبير في مختلف المجالات، مبرزا الأهمية الكبرى التي توليها السلطات العمومية للبلاد لشريحة الشباب التي تعددت مكاسبها والتي "لا يمكن نكرانها حيث تم إدماج 500 ألف شاب من منتسبي مختلف أجهزة التشغيل في مناصب عمل قارة، كما استفاد مليونين آخرين من منحة البطالة لمرافقتهم وضمان تكوينهم". وتم تشغيل أكثر من 80 ألف شاب بالقطاع الاقتصادي العمومي والخاص معتبرا هذا الإنجاز إيجابيا وجب تثمينه، مشيرا إلى أن الجزائر وعلى الرغم من الركود الاقتصادي العالمي الذي خلفته جائحة كورونا تشهد نموا اقتصاديا بلغ 4.1 % مما يترجم الحركية الاقتصادية التي تعرفها بلادنا والرؤية الصائبة والبرامج المبنية على أسس سليمة تنبئ بمستقبل واعد لجزائر الشباب. وحث الوزير الشباب على تثمين جهود الدولة في هذا المجال، من خلال المساهمة بشكل إيجابي وفعال في تسطير البرامج التي تعود على بلادنا بالنفع. من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أن هذه الاتفاقية "نابعة من الحرص الشديد على ضرورة حفظ موروثنا التاريخي في الوقت الذي نفقد يوما بعد يوم آباءنا المجاهدين وامهاتنا المجاهدات، ما يفرض على شباب اليوم أن يكون له التفاف وطني نحو هذا الهدف المنشود والذي يمثل قناعة سامية للمجلس الأعلى للشباب وحرص كبير من وزير المجاهدين". هذا و تجد الإشارة إلى أنه وعلى هامش فعاليات منتدى الجلفة تم تنظيم معرض لنماذج شبابية أصحاب مشاريع مبتكرة و مؤسسات ناشئة بحاضنة الأعمال.