أغلقت مكاتب التصويت في حدود الساعة الثامنة من مساء أمس، عبر كامل التراب الوطني، بعد يوم حاسم وهادئ وآمن.. شهد تنظيم الانتخابات الرئاسية المسبقة التي تقرر تنظيمها يوم 21 مارس 2024 واستدعيت يوم 8 جوان الماضي الهيئة الناخبة البالغة 24 مليون جزائري للمشاركة فيها.. تنافس خلال هذا اليوم، السابع سبتمبر، على كرسي المرادية، ثلاث شخصيات تنتمي كل واحدة منها إلى تيار مغاير للآخر، وهم المترشح الحر عبد المجيد تبون، ورئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني الشريف، والسكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش. وفي يوم حار وشاق على الناخبين بشرق وغرب ووسط البلاد، تعدت فيه درجات الحرارة معدلاتها الفصلية بوصولها إلى 42 درجة في كل من الشرق والغرب، وتراوحت ما بين 35 و40 درجة بالوسط، أدلى الناخبون بأصواتهم على فترات متقطعة بحسب الظروف المناخية وخصوصية كل منطقة ودرجة التعبئة فيها. كما تم الترخيص، أمس، لجميع منسقي المندوبيات الولائية للسلطة بتأخير توقيت غلق مكاتب التصويت إلى غاية الساعة الثامنة مساء. وفور انقضاء المهلة عند الثامنة، انطلقت عملية فرز الأصوات في مختلف مناطق ومكاتب التصويت، تحت متابعة ممثلي المترشحين الثلاثة وبإشراف مندوبي سلطة الانتخابات. وفي ظل تلك الأجواء، عرفت نسبة التصويت تصاعدا بطيئا، باختلاف المناطق، حيث استقرت، في حدود الساعة العاشرة صباحا، في حدود 4.56٪ بعد ساعتين من فتح مراكز الاقتراع، قبل أن تعرف ارتفاعا ملحوظا في حدود الساعة الواحدة زوالا، حينما بلغ عدد المصوتين 3 ملايين و78 ألفا و334 ناخب، بنسبة بلغت 13.11 بالمائة. فيما بلغ عدد المصوتين بالجالية الوطنية بالخارج عند الساعة الواحدة زوالا 140015 ناخب، أي بنسبة 16.18 بالمائة. وارتفعت النسبة إلى 26.45 بالمائة داخل الوطن و18.31 بالمائة خارج الوطن في حدود الساعة الخامسة مساء، حسب ما أعلن عنه رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي.
الأفافاس: المشاركة متواضعة والعملية سلسة
بعد أدائه الواجب الانتخابي في دائرة بوغني بولاية تيزي وزو، عاد المرشح الرئاسي عن حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، وإطارات حزبه إلى المقر المركزي في العاصمة لمتابعة سير العملية الانتخابية. وعرف مقر الحزب، أمس، حركية غير معتادة داخل المبنى الذي يعايش أجواء الرئاسيات لأول مرة بعد ربع قرن من المقاطعة، حيث تجمع إطارات مديرية الحملة في مقر الأفافاس لمتابعة تفاصيل العملية الانتخابية. وقسمت المهام على إطارات الحزب بين التكفل بمتابعة سيرورة العملية التقنية ورصد نسب المشاركة، والتواصل مع الإعلام واسترجاع المحاضر، والتواصل مع الممثلين المحليين للحزب والمديريات الولائية. وفي حديث مع "الخبر" قبيل غلق صناديق الاقتراع، قال جمال بلول، مدير حملة المترشح يوسف أوشيش: "نتابع منذ فتح صناديق الاقتراع سيرورة العملية الانتخابية عبر مختلف الولايات، ونحن في تواصل مستمر مع ممثلي الحزب والمديريات الولائية للحملة". وأكد بلول أن العملية سارت في هدوء رغم تقييد بعض الملاحظات، حيث سجلت مضايقات محلية على مستوى بعض المراكز لممثلي الحزب المفوضين، وصلت حد الرغبة في إخراجهم من المركز، مؤكدا أن المديرية قدمت احتجاجا للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات للتكفل بهذه التصرفات الفردية من مسؤولي بعض المراكز. وأضاف أن الحزب وقف خلال الساعات الأولى للاقتراع على بعض التجاوزات، بينها تسجيل حيازة بعض الناخبين أكثر من وكالة للتصويت، رغم أن القانون يمنع ذلك بشكل واضح، وهو ما دفع الحزب للتواصل مع السلطة الوطنية العليا للانتخابات للتكفل بهذا الوضع. وتابع أن بعض الناخبين لم يجدوا أسماءهم في القوائم وبالتالي تعذر عليهم التصويت.
قياديو الأفافاس: حرارة الطقس قلصت من نسبة المشاركة
وفي تعليقه على نسبة التصويت المسجلة، اعتبر بلول أنها كانت متدنية في الساعات الأولى بسبب حرارة الطقس، لكنها ارتفعت تدريجيا بعد الساعة الخامسة. وبدوره، أكد رشيد شايبي، المكلف بالإعلام والعلاقات العامة في مديرية حملة يوسف أوشيش، أن عملية الاقتراع سارت بطريقة عادية في مختلف المكاتب التي زارها في ولاية تيزي وزو أثناء مرافقة السكرتير الوطني الأول للحزب لأداء واجبه الانتخابي، قبل العودة مساء إلى مقر الحزب المركزي. ورفض المكلف بالإعلام تقديم أي توقعات أو انطباعات حول نتائج الانتخابات في انتظار بداية ظهور النتائج الأولية. ويرى المتحدث أن نسبة المشاركة في الانتخابات متواضعة، لكن العملية سارت في مجملها بشكل سلس، حسبه. وأدلى أغلب أعضاء حملة أوشيش بأصواتهم خارج العاصمة قبل الالتحاق، قبيل ساعات قليلة عن غلق صناديق الاقتراع، بمقر الحزب. وأمضى إطارات الحزب ليلة أمس في مقر الحزب المركزي بحيدرة للوقوف على عمليات الفرز في مراكز الاقتراع، ومتابعة نتائجها والتفاعل معها قبل صدور النتائج النهائية اليوم الأحد.
حمس: تفاؤل حذر
في مقر حركة مجتمع السلم حيث مقر مديرية الحملة الانتخابية للمرشح حساني عبد العالي شريف، خيم التفاؤل المشوب بالحذر على الأجواء قبل إغلاق مكاتب التصويت، في ظل تواتر المعلومات عن تواضع نسب المشاركة ساعة بعد ساعة، واستمرار بعض التجاوزات في بعض المكاتب، ومنها بمعاقل الحزب التقليدية مثل وادي سوف. وباعتراف أحد كوادر الحزب، فالنسب المسجلة للاقتراع كانت مخيبة للآمال، ما دفع الحزب لخفض سقف التوقعات رغم نجاح التجمعات الشعبية والقبول الذي حظي به المرشح في العديد من الولايات والآمال في تحقيق نتيجة محترمة. ويؤمن كوادر الحركة أن تواضع نسبة المشاركة لن يكون في صالح مرشحي المعارضة، بالنظر إلى توفر الرئيس المترشح على كتلة داعمة ثابتة ومنضبطة.
مديرية حملة تبون.. الأهم استكمال برنامج الرئيس المترشح
عكف إطارات مديرية الحملة الانتخابية للمترشح عبد المجيد تبون على متابعة وتنسيق مجريات الانتخابية لحساب مرشحهم عن بعد طيلة يوم الاقتراع. وتكفلت بالعملية خلية تقنية خاصة، تحت إشراف مباشر من المنسق الوطني، محمد جرموني، والمنسق الإعلامي الوطني، سمير عڤون، اللذين كانا حاضرين على مستوى المقر الواقع بحيدرة في أعالي العاصمة. وغير بعيد عنهم، في مبنى أو جناح مجاور، تواجد أيضا مدير الحملة، ابراهيم مراد، الذي كان يتلقى التقارير والمعطيات عن العملية أولا بأول، وفق ما علمت "الخبر" من القائمين على المديرية. وذكر سمير عڤون، في تصريحات له، أنهم بلغوا هذه المرحلة بفضل جهد ومثابرة في حملة انتخابية فريدة وتميزت بخطاب سياسي عالي المستوى، مشيرا إلى أن الأهم هو الوصول إلى استكمال برنامج الرئيس المترشح، وأيضا نجاح الاستحقاق الرئاسي ككل، بوصفه محطة مفصلية لاستكمال مسار الإصلاحات التي باشرتها الجزائر. وقال المسؤول في المديرية أيضا إن العملية تجري بشكل جيد على مستوى التنسيقيات الولائية. وتحدث عڤون عن أصوات أو حملة للتيئيس أو محاولات لإفراغ الانتخابات من محتواها ومضمونها، وهي بالنسبة له حملة مقصودة بإظهار الجوانب السلبية، لجعل المواطن في حالة شك. بدوره، تحدث المنسق الوطني ومسؤول الخلية التقنية للمتابعة والتنسيق، محمد جرموني، في تصريحاته للصحافة، أنهم اعتمدوا على كوكبة من الشباب الذي يتحكم في تقنيات ووسائل الاتصال وأغلبهم لا يتجاوز الثلاثين سنة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعكس التزامنا بتوجيهات وبرنامج الرئيس المترشح التي تحث على التشبيب والاعتماد على الكفاءات الشابة. وفي هذا الصدد، أفاد جرموني بأنهم اعتمدوا على تطبيقة خاصة لتسهيل الاتصال مع المديريات الولائية ومعالجة وحلحلة الإشكاليات وتنسيق الجهود، وكذا نقل المعلومات في حينها.
غرفة عمليات وتفاؤل
وبدت مديرية الحملة كغرفة عمليات ومتابعة للعملية الانتخابية، وتعج بالشباب الطامح والحالم وخريجي الجامعات المتحكمين في الرقمنة ووسائل الاتصال الحديثة. وخصص الطابق الثاني لإطارات المتابعة والتنسيق، بينما ترك الطابق الأرضي للضيوف والصحافة الوطنية، في انتظار بداية عملية الفرز التي ستستمر حوالي ساعة أو ساعتين، إلى حين تأكيد النتائج وتسليم المحاضر.