انتهت قمة الجولة الثانية والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي جمعت هذه الليلة بين فالنسيا وضيفه برشلونة على ملعب المستايا، بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، في مباراة مثيرة وجميلة بين إثنين من أمتع الفرق الإسبانية في السنوات الأخيرة. وشهدت نصف ساعة الأولى من المباراة ضغطاً كبيراً من فالنسيا على حامل الكرة، مع إغلاقه جميع المنافذ على مهاجمي برشلونة، قصد عدم منحهم الفرصة للوصول مبكراً إلى مرمى الحارس فيثنتي جوايتا، وهذا ما حدث بالفعل، فغابت المحاولات الحقيقية للتسجيل عن كلا الجانبين. ثم بعدها تحرّكت بعض المفاتيح في تشكيلة فالنسيا، وهذا ما ساعده على تسجيل هدف التقدّم عن طريق لاعب الوسط الأرجنتيني إيفر بانيجا في الدقيقة الثالثة والثلاثين، من تصويبة قوية من داخل منطقة الجزاء، إثر كرة ارتدت إليه من الدفاع عن طريق الدفاع، حين تشتيته لعرضية روبيرتو سولدادو. هذا الهدف منح ثقة كبيرة للاعبي فالنسيا من أجل التقدّم أكثر إلى الأمام و البحث عن تسجيل هدف آخر للابتعاد عن أي عقاب ممكن من جانب برشلونة، وكانت هناك محاولة من عرضية تينو كوستا في الرواق الأيمن، وصلت إلى سولدادو الذي حاول أن يلعبها مقصية لولا تعرضه للمضايقة من بوسكيتس. ولم يمض على فرحة اللوس تشي بهدف التقدّم سوى دقائق معدودة، حتى حصل برشلونة على ركلة جزاء في الدقيقة الثامنة والثلاثين، بعد عرقلة واضحة تعرض لها بيدرو رودريجيز من طرف المدافع الأيمن جواو بيريرا، ليتولى تنفيذها بنجاح هدّاف الفريق ليونيل ميسي على أقصى يمين الحارس. وضغط برشلونة في الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول لتأكيد قوته والدخول في أجواء المباراة، غير أنه لم ينجح في تهديد مرمى الحارس فيثنتي جوايتا، لينتهي النصف الأول من المباراة بالتعادل 1-1، ويتجه الفريقان نحو غرف خلع الملابس للاستماع لتعليمات المدربين وتغيير نمط اللعب بعد الاستراحة. ومع انطلاق الشوط الثاني، بدا فالنسيا عازماً على تحقيق أول انتصار له على برشلونة منذ سنوات، إذ بادر أندريس جواردادو بالاختراق على الجهة اليسرى وإرسال عرضية متقنة إلى زميله سولدادو، الذي ارتقى وصوّب رأسية قوية مرّت بجوار القائم الأيسر. رد برشلونة لم يتأخر كثيراً، بعد هجمة منظمة قادها ليونيل ميسي، ليمرّر كرة جميلة إلى زميله سيسك فابريجاس في موضع جيد، لكن لاعب الوسط الإسباني لم يحسن التعامل مع الكرة جيداً، وسدّدها في الشباك الخارجية، قبل أن يتم استبداله بعدها بفترة قصيرة بالمهاجم الإسباني دافيد فيا. وفي الدقيقة الستين، حصل المهاجم الدولي الإسباني روبيرتو سولدادو على فرصة جديدة للتسجيل، بعد كرة طويلة استلمها بمهارة عالية، ليتقدّم إلى الأمام ويتوغل داخل منطقة الجزاء وسط حراسة لصيقة من دفاع برشلونة، لكنه في النهاية قرّر التسديد ومرّت كرته فوق العارضة بسنتمترات قليلة. وحاول سولدادو مجدداً مباغثة الحارس فيكتور فالديس من تصويبة قوية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة السادسة والستين، لكن كرته علت العارضة بكثير، ثم صوّب البديل كناليس كرة صاروخية بعدها بدقيقتين فقط، تصدى لها حارس برشلونة بصعوبة، مُبعداً إياها إلى الركنية. وعاد اللوس تشي لفرض سيطرتهم على مجريات اللعب طوال الدقائق المتبقية من عمر المباراة، حين نجح علي سيسوخو في التوغل على الجهة اليسرى والتخلص بمهارة عالية من داني ألفيش، ليمرّر كرة أرضية إلى القادم من الخلف تينو كوستا، لكن تسديدته اصطدمت بالدفاع وذهبت إلى الركنية. ثم ردّ برشلونة بعدها من مرتدة خطيرة وصلت إلى داني ألفيش المنطلق في ظهر المدافعين على الجهة اليمنى، ليقترب من منطقة الجزاء ويرفع عرضية متقنة إلى دافيد فيا، الذي صوّبها على الطائر مباشرة نحو المرمى، لكن كرته أخطأت الطريق ومرّت بجوار القائم الأيسر بقليل. وحاول بيدرو رودريجيز من جهته مباغثة حارس مرمى فالنسيا، بعد أن مرّ من علي سيسوخو بمهارة وسدّد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لم يجد فينتثي جوايتا أية صعوبة في التقاطها، إذ بدا واضحاً على مهاجمي برشلونة عدم قدرتهم على صنع الفارق في هذا اللقاء. وعلى بعد دقيقتين من نهاية اللقاء، حصل فالنسيا على فرصة مثالية لتسجيل هدف الفوز، بعد أن استغل سيسوخو خطأ فادحاً من بيكيه، لينسل على الجهة اليسرى ويمرّر كرة أرضية بعرض الملعب، لزميله سولدادو الذي سدّد الكرة مرتين نحو المرمى، غير أن فالديس نجح في التصدي للمحاولتين بنجاح. وبهذه النتيجة في قمة الجولة الثانية والعشرين من الليجا، رفع برشلونة رصيده في صدارة الترتيب إلى 59 نقطة، مُوسعاً الفارق بينه وبين أقرب مطارده أتلتيكو مدريد إلى 12 نقطة، بينما يحتل فالنسيا المركز السادس برصيد 34 نقطة.
