فشل بوضوح أسبوع من الاحتفاء العالمي بأليكس فيرغسون ومسيرته التي امتدت 26 عاما في تدريب مانشستر يونايتد في توصيل الرسالة إلى ملاك مانشستر سيتي بأن الاستقرار هو مفتاح النجاح في كرة القدم. وبدلا من ذلك "ومتأثرا باحتفال غريمه في وسط المدينة بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز بعد يومين من خسارة سيتي أمام ويغان اثليتيك في مفاجأة كبرى بنهائي كأس الاتحاد الإنكليزي" قرر النادي إقالة روبرتو مانشيني وهو الرجل الذي كان يوصف قبل عام بالضبط بأنه "المخلص المنتظر لسيتي". وفي المدى القصير في عالم كرة القدم الحديثة لا تعد إقالة مدرب بمثابة مفاجأة حقا وبدا أن مانشيني سيرحل بدون شك بمجرد أن تحدث ضد ملاك النادي القادمين من أبو ظبي عقب الهزيمة في استاد ويمبلي السبت. ومع ذلك يمكن لقليلين فقط إن تتم إقالتهم بهذا الإطراء الواضح. وقال خلدون المبارك رئيس النادي "سجل روبرتو يتحدث عن نفسه وهو يحظى باحترام الشيخ المنصور واحترامي واحترام كل مجلس الإدارة على العمل الشاق والتزامه خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الأخيرة." وأضاف "نال بوضوح حب جماهير النادي، فعل ما تعهد به وجلب الألقاب والنجاح، ووضع حدا لغياب النادي عن الألقاب لمدة 35 عاما وأحرز لقب الدوري في 2012." وحصل سيتي على لقب الدوري "وهو الأول له منذ 44 عاما" بأكثر الطرق إثارة في الثواني الأخيرة من آخر مباريات الموسم عن طريق هدف سيرجيو أغويرو وفي ظل انتصار مذهل 6-1 باستاد اولد ترافورد خلال الطريق للقب كان ذلك "في أي عالم عادي" سيصبح كافيا لترسيخ وضع مانشيني لفترة طويلة. وأظهر الملاك الأثرياء مع ذلك إنهم يرغبون في المزيد والمزيد والمزيد وبسرعة، وشعر الملاك بعدم تغيير إثر الفشل في تجاوز مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي وعندما انهار سعي الفريق نحو الدفاع عن لقب الدوري كان الأمل الأخير لمانشيني هو كأس الاتحاد الإنكليزي. إلا أن عرضا ضعيفا في ويمبلي "عندما خسر سيتي عن استحقاق أمام ويغان الذي يبدو في طريقه للهبوط للدرجة الثانية" ترك النادي بدون ألقاب والتعويض الوحيد كان فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا مرة أخرى في الموسم المقبل. وقال سيتي في البيان الذي أعلن فيه إقالة مانشيني "رغم جهود الجميع إلا أن النادي فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه هذا العام باستثناء التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل." وقبل يوم واحد وقف فيرغسون في منتصف ملعب اولد ترافورد وابلغ العالم بامتنانه للكيفية التي وقف بها ملاك يونايتد بجانبه أثناء فترة بدون ألقاب في سنواته الأولى وهي ثقة جنى النادي ثمارها في العقدين التاليين. مدربين لأطول فترة كما نال ديفيد مويز "وهو التالي بعد فيرغسون وارسين فينغر مدرب آرسنال في أطول فترة بقاء كمدرب لناد في الدوري بعد 11 عاما مع إيفرتون" وداعا مؤثرا في استاد جوديسون بارك الأحد رغم انضمامه إلى يونايتد وقدر المشجعون خدماته التي لا حد لها مع الفريق إذ بنى قاعدة قوية رغم الميزانية المحدودة. وترك هذا التغيير في المدربين فينغر ليصبح بمثابة "الجد" الوحيد في الدوري الإنكليزي الممتاز بوجوده في منصبه منذ 17 عاما تقريبا ويليه توني بوليس الموجود مع ستوك سيتي منذ ست سنوات بينما الرجل الوحيد الآخر المحتفظ بمنصبه لأكثر من ثلاث سنوات هو روبرتو مارتينيز مدرب ويغان. وقال فينغر قبل ساعات من إعلان رحيل مانشيني "بسبب الأموال التي تم ضخها في النادي (سيتي) هناك عدم صبر، وطلب تحقيق النجاح أعلى." وأضاف "هؤلاء الناس يرغبون في الحصول على العائد سريعا لكني مؤمن بالاستقرار داخل النادي، من المهم أن يكون هناك ناس يمثلون القيم التي تريدها والمدرب قد يكون واحدا من هؤلاء الناس حين يكون موجودا لفترة طويلة." ولم يكن هناك بوضوح قلة في الأموال إذ انفق مانشيني نحو 300 مليون جنيه استرليني (460 مليون دولار) على صفقات اللاعبين فقط. وكان بعض اللاعبين الجدد أكثر نجاحا من آخرين ولم يكن الملاك سعداء "بعكس المشجعين" عندما وبخ مانشيني علنا لاعبين مثل ماريو بالوتيلي وكارلوس تيفيز وجو هارت وسمير نصري بسبب عروضهم السيئة. وسيجري الرجل الجديد في المقعد الساخن في سيتي تغييرات بدون شك على اللاعبين وسترحل أسماء كبيرة وتأتي أخرى من اختياره لكنه سيدرك جيدا أن الملاك ليس لديهم أي ميول لأي نوع من بناء الفريق على المدى الطويل رغم الإشارة المبهمة الإثنين إلى "الحاجة لتطوير نظام شامل لكل جوانب كرة القدم في النادي". وانضم مويز إلى يونايتد بعقد مدته ست سنوات وطلب فيرغسون من المشجعين أن يتحلوا بالصبر مع المدرب الجديد مثلما فعلوا معه. ويجب على مدرب سيتي الجديد أن ينزل الملعب وهو يركض أو يبدأ التفكير بقلق في مستقبله بعد ستة أشهر.