قال مدرب مولودية العاصمة نور الدين زكري جملة حرّكت وجدان كل قرائها عقب نهاية مباراة المولودية في وهران والتي انتهت بالتعادل، حيث لخّص المدرب الباتني للعميد العاصمي محتجا على ضربة الجزاء التي عدل بها الحمراوة النتيجة قائلا :» عظم الله أجرنا وبهذا التحكيم لن ترفع كرة القدم الجزائرية رأسها بتاتا». دون شك كلام المدرب يزعزع كل غيورين على الكرة الجزائرية والذين ظلوا على مر عشريات من الزمن ينتظرون استفاقة تجدد رؤية جيل مثل جيل السبعينيات والثمانينيات، ووضع زكري يده على إحدى أعراض التعفن المفروض على كرة القدم في الجزائر ونقصد به التحكيم. ما حدث ولا يزال يحدث في التحكيم الجزائري لا يمكن وصفه بأقل من المهزلة، وبالرغم من رحيل أجيال وقدوم جيل إلا أن التحكيم ظل الحلقة الهشة والتي كثيرا ما استخدمت في تحديد نتائج المباريات ومعها هوية الصاعدين والساقطين وحتى المتوجين بالألقاب. وجرب رئيس الفاف محمد روراوة عدة شخصيات لقيادة ملف الحكام لكن لا مجيبة ولا لاكارن ولا غيرهما من الحكام المتقاعدين نجحوا في التصدي لقضية نزاهة الحكام والفصل فيها على نحو صارم. وقد بلغت الأخطاء المتعمدة أو غير المتعمدة للحكام حدا لا يطاق، وما يحدث في الكواليس سواء في القسم الأول أو في الأقسام السفلى فظيع بكل المقاييس. إذ يتحدث العارفون بخبايا البزنسة مع حاملي الصافرات بأن الحكام أصبحوا لا يطلبون مبالغ زهيدة ولا يترددون في التحدث مع الوسطاء بالهواتف النقالة وكأنهم يتاجرون في أمور عادية ومسموح بها وعلى المكشوف لأنهم ببساطة لا يحسون بأن هناك من يراقبهم عدا الرب سبحانه. ودون شك الجيل القادم للحكام لن يحيد عن سابقيه لأن الذين كونوا الحكام الحاليين هم حكام سابقون والنظرية تقول «لا يمكن أن تنتظر حكما نزيها دربه حكم مرتش «. وبعيدا عن كاميرات اليتيمة، فإن ما يحدث في بطولات القسم الثاني والجهوي وبطولات ما بين الرابطات والهواة أصبح لا يطاق بالنظر إلى المطالب المالية للحكام من جهة وعدم تردد أشباه المسيرين في تلبية رغبات هؤلاء من باب « تخدم وإلا يخدمولك». وعوض أن تضرب الفاف ومعها مديرية لاكارن بيد من حديد تركت الحكام يعيثون فسادا في الملاعب إلى درجة أن كل متتبعي البطولة الجزائرية صاروا يرددون المقولة المأثورة «كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟» . عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته