"لم تكن الضغوط هينة كما توقعت" هكذا أجاب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ الألماني عقب العديد من الضغوط والانتقادات الصحفية والجماهيرية التي وجهت سهامها إليه عقب خسارة كأس السوبر الألمانية أول بطولة للمدرب مع الفريق البافاري المتوج بثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني وكأس ألمانيا العام الماضي تحت قيادة المدرب السابق يوب هاينكس. والضغوط بالفعل ليست هينة ولن تكون هينة بشكل أكبر عندما يواجه الغريم السابق جوزيه مورينيو، الغريم الذي أنهى آخر موسم للمدرب الكتالوني بالشكل الذي لم يكن يريده أو يتمناه! فعندما قرر غوارديولا إنهاء مسيرته الناجحة مع برشلونة، كان يمني النفس بحصد لقب الدوري للمرة الرابعة قبل الرحيل، ولكن مورينيو نغص على غوارديولا حلمه واقتنص مع ريال مدريد لقب الليغا من براثن برشلونة، والآن هي البطولة الثانية لغوارديولا مع بايرن ميونيخ إنها السوبر الأوروبي.. والخصم هو تشيلسي الإنكليزي حامل لقب بطولة الدوري الأوروبي، والذي يدربه مورينيو. سيكون ديربي خاص ليس بين فريقين قدر ما سيكون بين مدربين اللقاء الذي سيقام 30 آب/أغسطس المقبل، فمورينيو المشتاق للبطولات بعد موسم فاشل في ريال مدريد سيكون أكثر سعيا لبدء موسمه بلقب، في حين غوارديولا الواقع تحت ضغوط جمة من جميع الجوانب بسبب خسارة البطولة الأولى المحلية، والمقارنة الدائمة مع المستقيل يوب هاينكس، وهي المقارنة التي تضع المدرب الكتالوني بين فكي الرحا دائما. والحقيقة أن الأزمة الحقيقية في بايرن ميونيخ أن غوارديولا يحاول تغيير طريقة اللعب تماما وتضييق طريقة الهجوم التي اعتاد عليها بايرن ميونيخ والتي تعتمد على الأطراف البعيد وجعل اللعب يأتي من الأطراف القريبة، كما يعطي صلاحيات أكبر لوسط الملعب ليجعل من الفرنسي فرانك ريبيري ميسي جديد في بايرن ميونيخ. هذه الطريقة والاسلوب الذي يفرضه غوارديولا يحتاج لوقت أكبر للتناغم والفهم الكامل للأدوار، ولذلك ظهر الفريق مهلهلا أمام بوروسيا دورتموند في كأس السوبر الألماني، ولكن هل ستكون الفترة كافية كي يتطبع بايرن بفكر بيب غوارديولا؟ لن تكون المدة كافية، في المقابل فرغم كون مورينيو هو الآخر جديد في تولي مقاليد أمور البلوز إلا أن اسلوب لعب تشيلسي ليس بعيدا عن طريقة مورينيو، وهو ليس في الفريق لطبع وقلب طريقة اللعب، هو فقط يقوم بدور المدير بشكل أكبر من قيامه بدور الفني، وهذا لا يقلل من دوره الفني، ولكن الأمر إداري بشكل أكبر، مع بعض التعديلات الطفيفة التي لا تحتاج لوقت من أجل صهر الفريق بها.. إذا فتشيلسي شبه جاهز لمهمة تعميق جراح بايرن ميونيخ، ومورينيو مرشح بقوة ليكون مسمارا آخر في قدم بيب غوارديولا.. مسمار مكسور قد يؤلم بشكل أكبر.. فهل يكون أم ينزع بيب المسمار؟!