اتضح جليا أن الطاقم الفني للمنتخب ومعه مدربو حراس مختلف الفرق الوطنية عجزوا عن إيجاد خليفة لحارس كريليا سوفتوف سامارا الروسي رايس وهاب مبولحي سيما في ظل التراجع الرهيب لمستوى كل من حارس وفاق سطيف فوزي شاوشي ومعه حارس عرين مولودية العاصمة محمد أمين زماموش وكذا حارس اتحاد الحراش عز الدين دوخة الذين عجزوا عن حماية عرين أنديتهم أمام مهاجمين من طراز "الكرتون" فمالك الوقوف في وجه عناصر القاطرة الأمامية لمنتخب أسود الأطلس يتقدمهم مهاجم الأرسنال مروان الشماخ وهداف نادي كون الفرنسي يوسف العربي وكذا لاعب العملاق الهولندي أجاكس أمستردام الحمداوي. البطولة الوطنية لم تعد تنجب حراسا في المستوى بالعودة إلى المعطيات السالفة الذكر، نجد أن بطولتنا المحلية التي ارتقت على حد تعبير مسؤولي الكرة في بلادنا إلى مستوى الاحتراف عجزت عن أنجاب حارس كبير من شأنه أن يغطي الفراغ الكبير التي تركه رحيل قواوي عن مرمى الخضر بعد مونديال جنوب إفريقيا خاصة أن الناخب الوطني السابق رابح سعدان لم يجد حلا لهذا المشكل الشيء الذي جعله يستنجد بمبولحي قبيل أيام فقط عن بداية أكبر محفل كروي عالمي. رحيل قواوي ترك فراغا رهيبا في المنتخب ما زاد من حدة الأزمة التي تعرفها تركيبة حراس المرمى تدني مستوى الحارس الأول السابق الوناس قواوي، الذي استمر في التألق على مدار 5 سنوات كاملة كان فيها الرقم الأول مع كل من المدرب الفرنسي جون ميشال كافالي وكذا خلفه رابح سعدان، وجاء استبعاد الحارس قواوي من قائمة المنتخب الوطني مباشرة بعد نهاية المونديال وكثرة مشاكل شاوشي الانضباطية لتترك الحارس مبولحي دون خليفة بأتم معنى الكلمة، وتضع الطاقم الفني في معضلة اسمها الحارس الثاني القادر على حماية عرين الخضر وعدم الاكتفاء بتدوين اسمه على ورقة اللقاء فقط. المشكل أصبح كبيرا وتعدى إلى منتخب المحليين والأولمبيين لم يقتصر مشكل غياب حراس مرمى أكفاء على المنتخب الأول بل تعداه إلى المنتخبات الوطنية الأخرى على غرار منتخب المحليين وكذا المنتخب الأولمبي، وإذا كان تغيير تركيبة ثلاثي حراس الأولمبيين غير مشروط بإمكانات الحارس، بل تدخل فيه عامل السن فإن المشكل الذي واجه عبد الحق بن شيخة في تحديد أسماء حراس منتخب المحليين ما هو إلا انعكاس لما يحدث على مستوى الساحة الكروية الجزائرية التي أصبح فيها التكوين آخر اهتمامات الرؤساء"البزناسةّ" وهو ما يفسر غياب لاعبين في المستوى بدليل تركيبة المنتخب الوطني الذي يضم 17 لاعبا من خريجي المدارس الفرنسية، وكذا عجز البطولة الوطنية عن تصدير لاعب واحد إلى بطولة أوروبية قوية على مدار عشرية كاملة باستثناء بعض الحالات الشاذة كحليش أو بزاز. المادة الخام لا تنقص والمشكل في التكوين أجمع كل الاختصاصين الذين بادرت "الخبر الرياضي" إلى استشارتهم في هذا الموضوع أن غياب سياسة واضحة في التكوين وعدم مسايرة التطور الذي عرفه عالم كرة القدم التي تحولت إلى صناعة قائمة بذاتها وراء تدني مستوى حراس المرمى الجزائريين، رغم أن المادة الخام موجودة، والتي لا تكفي حسبهم لامتلاك حارس مرمى في المستوى، ويرون أن التكوين القاعدي يسمح بالحصول على عناصر ذات مستوى يتماشى مع التطور الذي وصلته هذه الرياضة التي تحولت فيها مهمة الحارس من حماية المرمى إلى تنظيم اللعب وقيادة الفريق. كريم كريد ============================================= سرباح :"مشكلة الحراس سببها انعدام التكوين و تهميش الفاف للقدماء" كشف الحارس السابق للمنتخب الوطني"مهدي سرباح" أن مشكلة الحراس في تشكيلة الخضر قد تسبب فيها مسؤولو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي قال عنها أنها تسعى في كل مرة إلى استقدام مدربين أجانب من أجل الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الأول كما تخصص لهم رواتب شهرية خيالية بلغت المليار سنتيم، في الوقت الذي يقوم فيه المسؤولون باستبعاد مدربي الحراس الجزائريين و الذين يملكون طاقات عالية، و ذلك من خلال تخصيص رواتب هزيلة لم تتعد المليوني سنتيم و هو ما اعتبره تهميشا في ظل الرواتب التي لا تضمن لهم حتى توفير لقمة العيش. "أعرف حراسا قدماء ابتعدوا عن الحقل الرياضي بسبب التهميش" و أكد مهدي سرباح في دردشة قصيرة مع "الخبر الرياضي" أن مشكلة المنتخب الوطني الجزائري ليست في عدم وجود حراس أكفاء و إنما في عدم تلقيهم لتكوين جيد من قبل مختصين في مجال حراسة المرمى، مضيفا أن الجزائر تملك مدربي حراس ممتازين و لكن المسؤولين همشوهم، الأمر الذي دفعهم إلى الابتعاد تماما عن الحقل الرياضي من أجل ضمان لقمة العيش في مجالات أخرى. "نتكلم عن الاحتراف والنوادي الجزائرية لم تتمكن من إعداد حارس للمنتخب" وعن الاحتراف الذي بوشر تطبيقه خلال الموسم الكروي الجاري قال حارس المنتخب الوطني سنوات الثمانينات أن الشيء الذي طبقته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لا يمكن أن نسميه احترافا، حيث أنه على الرغم من أن الفرق الناشطة بالرابطة المحترفة الأولى والثانية وصل عددها ل32 فريقا إلا أنها لم تتمكن من إعداد حارس واحد للظفر باللعب ضمن التشكيلة الوطنية، وأكد أن النوادي الجزائرية تستثمر الملايير في استقدام المدربين واللاعبين دون استطاعتها تكوين حارس قادر على حماية عرين المنتخب الوطني. " إمكانيات مبولحي يستطيع الوصول إليها أي حارس محلي" وحول إمكانيات ومردود الحارس الدولي المحترف بنادي كليريا سوفيتوف سامارا الروسي رايس وهاب مبولحي، أكد مهدي سرباح أنه لم يتابع الحارس الأول للمنتخب الوطني منذ مدة طويلة لكن من خلال عدد المباريات القليلة التي شاهدها، قال إنه يملك إمكانيات لا بأس بها وأنه من الضروري إشراكه في الوقت الراهن كحارس أول، مضيفا أن المردود الذي يقدمه غير مستحيل أن يصل إليه أي حارس ينشط بالبطولة الجزائرية بشرط إخضاعه لتكوين جيد من طرف القائمين على البطولة وهو الشيء الذي تفتقده فرق البطولة المحترفة بالجزائر.