أسدلت التصفيات الإفريقية الستار أمس عن جميع مبارياتها وبرزت لنا عشرة منتخبات متأهلة ستكون معنية باللقاءات الفاصلة منتصف أكتوبر ونوفمبر المقبلين ، عشرة منتخبات قوية جدا تنبئ بمواجهات نارية حتى و إن فضلت الفيفا ومعها الكاف توجيه القرعة وتجنيب الفريق القوية مواجهة بعض ، هذا وتأهلت كل من كوت ديفوار ، غانا ، نيجيريا ، الجزائر والرأس الأخضر في الصف الأول أما الصف الثاني فضم كل من بوركينا فاسو ، السنغال ، مصر ، إثيوبيا وآخر المتأهلين المنتخب الكاميروني . مواجهة إثيوبيا أو بوركينافاسو ستكون المواجهة الأمثل للخضر لكن الحذر واجب من دون الإنقاص من قيمة أي منتخب متأهل في الصف الثاني إلا أن واقع الكرة يؤكد أن مستويات الفرق الخمسة متفاوتة من الأقوى للأضعف والأضعف على الورق، والتركيز هنا على كلمة «على الورق» هي فرق إثيوبيا و بوركينا فاسو ، والجزائر ستكون محظوظة جدا إذا أوقعتها القرعة مع فريق من الاثنين لأنها الأسهل نسبيا بين الفرق الخمسة المتأهلة . بوركينا فاسو نائب بطل إفريقيا وإثيوبيا أحسن فريق في التصفيات رغم أن الفريقين السابقي الذكر هما الأسهل إلا أن الحذر واجب منهما، خاصة إذا علمنا أنهما فريقان قويان جدا ولا يستهان بهما ، فبوركينا فاسو هي نائب بطل إفريقيا الذي أحرج الكبار وقدم أسماء رائعة مثل بيترويبا ، ألان وبانسي أما إثيوبيا فهو فريق متطور أبلى البلاء الحسن في كأس إفريقيا الأخيرة، كما أنه صاحب رقم قوي في التصفيات الحالية بصفته صاحب أحسن رصيد بين كل الفرق وحتى أحسن من الجزائر ب16 نقطة باحتساب النقاط الثلاث التي خصمت منه بسبب الاحترازات . السينغال والكاميرون جريحان ويريدان العودة سريعا للمونديال في الصف الثاني من الفرق التي يمكن أن تقابل الجزائر في اللقاء الفاصل نجد فريقين أيضا هما السينغال والكاميرون ، والأسود الجموحة وأسود التيرانغا يتمتعان بترسانة لاعبين على أعلى مستوى في أوروبا وهما فريقان جريحان وابتعدا في المدة الأخيرة عن مستوياتهما المعهودة ويريدان العودة سريعا للمحافل الدولية وهو ما لا نتمناه خاصة إذا كان المنتخب الوطني الخصم المقبل ، الكاميرون ستكون أكثر قوة بعودة إيتو والسينغال حضرت جيلا شابا يقوده المهاجم الكبير موسى سو ،مهاجم هانوفر سافيت ومهاجم بوردو مام بيرام ديوف . مصر تبقى الخصم الأقوى رغم ابتعادها عن مستواها في المدة الأخيرة الاسم الخامس وربما الأقوى من بين فرق الصف الثاني هو منتخب الفراعنة المنتخب المصري ، هذا المنتخب يعتبر من بين أكبر المنتخبات القوية في تاريخ إفريقيا ولو أنه تراجع كثيرا في المدة الأخيرة بسبب الأوضاع السياسية المتدهورة التي تعرفها مصر، وما ترتب عنه من توقف الدوري والمشاكل التنظيمية ، هذه الأوضاع وإن ضعفت مصر من الناحية التنظيمية إلا أنها لم تؤثر كثيرا عليه من الناحية الفنية ببروز جيل جديد استطاع تأهيل بلاده بسهولة للدور الفاصل . رغبة الانتقام الرياضي محفزة أكثر عامل قوي آخر قد يزيد من قوة المصرين في حال مواجهتهم للجزائر وهو الرغبة في الانتقام ، فرغم أن كل التقارير القادمة من أرض الكنانة تريد تجنب الجزائر وتؤكد على الأخوية في حال وقع الفريقان مع بعض إلا أن الكل سيريد الانتقام من دون شك من الجزائر رياضيا ، ورد الصاع صاعين لما حدث لهم في التصفيات السابقة، مواجهة الجزائر بمصر عرفت تجاذبات كثيرة قبل أربع سنوات وهو ما زاد من ترقب الجماهير ما نتج عنه حسرة أكبر من جراء الإقصاء ، وعليه فإن الأشقاء في مصر سيحاولون العبور للبرازيل من بوابة الجزائر الذي لا نتمنى أن يحدث أن حصل وتقابل الفريقان في الفاصلة . لديهم أسماء شابة جديدة ومنتخب متكامل كما أشرنا سابقا، فإن توقف الدوري والمشاكل الكثيرة التي تعرفها مصر لم ينتج عنها أي تراجع كبير للمنتخب، حيث عرف التقني الأمريكي بوب برادلي كيف يجمع شتات المنتخب ويشكل مجموعة قوية بإمكانها هزيمة أي فريق ، برادلي وضع ثقته في أسماء شابة غير معروفة لدى الجزائريين بالإضافة إلى أسماء مخضرمة رفع بها التحدي في التصفيات الأولى ويريد أن يكمل معها التحدي في التصفيات النهائية ، من هنا فإن مصر الحالية تضم أسماء شابة رائعة في صورة محمد حجازي نجم فيورنتينا والمتألق محمد صلاح مهاجم بال، بالإضافة إلى نجم الأهلي الرائع وليد سليمان مع الأسماء المخضرمة كأبو تريكة ، المحمدي تشيكابالا وغيرها . إقصاء تونس أقال المدرب معلول وثورة وسط الأنصار بعد الانتهاء من قراءة خصوم الجزائريين المترقبين، نعود للفرق التي أقصيت عن هذا الدور الأخير، حيث كان أكبر الخارجين ومن دون شك بمفاجأة مدوية هو المنتخب التونسي ،حيث كان نسور قرطاج متأهلين سلفا قبل أن تقرر الفيفا العكس وتؤجل تأهلهم أو هكذا ظنوا بمنح ثلاث نقاط إضافية إلى الرأس الأخضر ، وهي التي حفزت هذا المنتخب بشكل كبير إلى درجة تفوقه على تونس في عقر دارها . هزيمة تونس من ثمة ترتبت عنها ثورة رياضية جديدة قد تمتد لأشهر وكان من نتائجها الأولى رأس معلول الذي أقيل مباشرة بعد الخسارة . … وإقصاء ليبيا جنبنا مشاكل كثيرة إقصاء آخر وإن حز في أنفس كل الجزائريين إلا أنه كان مفيدا وكما يقال «رب ضارة نافعة « حيث جنبنا إقصاء الفريق العربي الثاني ليبيا مشاكل كثيرة كانت ستنتج عن مواجهة المنتخبين في الفاصلة ، حيث مازال لقاء التصفيات الإفريقية وما ترتب عنه من مشاكل كثيرة في الذهن والكل لا يريد من دون شك تكراره وهو ما حصل بالفعل بإقصاء أحفاد المختار ، المنتخب الليبي ورغم ضآلة حظوظه إلا أنه حاول العودة بتأهل من الكاميرون لكن خسارتهم بهدف وحيد ذهبت بآمالهم مع الريح ، يذكر أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قررت الانسحاب من تصفيات «الشان» بعد وقوعنا مع ليبيا، حيث فضل روراوة عدم السفر إلى ليبيا على مواجهتهم وبروز مشاكل كثيرة .