شهدت الأرجنتين طرح كتاب بعنوان "اللاعبون الأطفال"، يسرد معاناة العشرات من أطفال أمريكا اللاتينية الطامحين لأن يصبحوا نجوما في كرة القدم ولكن ينتهي بهم المطاف على نحو مغاير تماما. ألف هذا العمل الكاتب التشيلي خوان بابلو مينيسيس وقد طرح للبيع مؤخرا بالأرجنتين، ويتناول الجانب المظلم من الاتجار في لاعبي كرة القدم الأطفال. ولكي يتمكن من تأليف كتاب يسرد وقائع الاتجار في لاعبي كرة القدم الصغار قام المؤلف بتقديم عرض لشراء حقوق انتقال طفل صغير يدعى مالي ويبلغ 12 عاما لكي يبيعه فيما بعد لأحد أندية أوروبا. وفي مقابلة أجرتها معه (إفي) قال المؤلف إن هناك قاعدة متبعة في أمريكا اللاتينية تتيح شراء حقوق انتقال الأطفال من لاعبي كرة القدم من أسرهم لكي يعملوا على بيعهم لأندية أوروبية، وهو ما تحول لتجارة تحمل في طياتها عدة جوانب مظلمة. وأضاف أنه اكتشف أن هذا الأمر بات أكثر سوءا مما كان يتخيل فهناك عمليات شراء وبيع للأطفال الموهوبين في الساحرة المستديرة. ويسرد الكتاب الضغوط التي يتعرض لها الأطفال من أسرهم الذين يقبلون بالحصول على مقابل مادي تاركين مصير أبنائهم في يد مجموعة من الوكلاء الذين لا يكترثون لأمرهم ويعاملونهم وكأنهم سلعة. ولكن الكاتب يرى أن أخطر أوجه هذا الأمر هو توقيع الأطفال على عقود للعب وفي حالة عدم تحقيقهم أي إنجاز في سن السادسة عشرة يتم اعتبارهم وكأنهم مسنون وهو ما قد يتسبب في تدمير مستقبلهم. وقال مينيسيس إن الأطفال يعون جيدا أن كرة القدم بمثابة وظيفة يمكنها أن تنتشلهم هم وأسرهم من حالة الفقر التي يعانون منها وهو ما يجعلهم يشعرون بالمسئولية تجاه أسرهم. كما أوضح أن البعض باتوا يعتبرون كتابه وكأنه بمثابة تنديد بتجارة الأطفال الموهوبين في كرة القدم، فيما يراه البعض الآخر على أنه دليل يقودهم نحو كيفية الانضمام لهذا التجارة الرائجة في دول أمريكا اللاتينية. وأعرب الكاتب عن تشاؤمه إزاء إمكانية العثور على حل لهذه المشكلة لأنه يرى أنها ليس لها حل، فالآباء يتوقون لأن يرون أبناءهم كنسخة جديدة من النجم الأرجنيتي ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني، وهو ما يستغله الطامحون في تكوين ثروة من وراء هذا الأمر. يشار إلى أن "اللاعبون الصغار" هو ثاني كتاب يؤلفه مينيسيس في إطار الصحافة المبنية على وقائع حقيقية عاصرها الصحفي، بعد عمله "حياة بقرة" الذي صدر عام 2008 وتطرق فيه لمجال صناعة اللحوم بالأرجنتين. يذكر أن مينيسيس ألف العديد من الأعمال كما أنه افتتح في الأرجنتين مدرسة للصحافة وهو يعيش حاليا في تشيلي حيث يدير صحيفة "Hoyxhoy".