تتوجه اليوم ( الحادية عشرة صباحا بالتوقيت الجزائري) الأنظار إلى مقر الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، الذي سيحتضن قرعة لقاءات السد المؤهلة لكأس العالم 2014 حيث ستتعرّف المنتخبات الإفريقية العشرة المتأهلة إلى هذه المحطة النهائية منافسيها في المباريات الفاصلة بعد إجراء عملية القرعة ، التي ستقترح خمس مواجهات ستكون لا محالة مثيرة و قوية و متقاربة المستوى في ظل التقدم الكبير الذي تعرفه الكرة الإفريقية و عدم وجود منتخب يُصنّف «قويا و آخر ضعيفا» ولا سيما على هذا المستوى بدليل إقصاء جنوب إفريقيا و قد حلّ محلها منتخب إثيوبيا في الوقت أن تونس كانت مُقصية قبل أن تضمن التأهل عن طريق الاحترازات على حساب جزر رأس الأخضر. قلوب الجزائريين على ما ستسفر عنه القرعة تشد أنظار محبي محاربي الصحراء إلى القاهرة و بالضبط إلى «الصالة « التي ستحتضن عملية القرعة التابعة للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. و يأمل أنصار «الأفناك» أن تكون قرعة الدور الفاصل «رحيمة « نسبيا و لا تسفر عن منافس يملك قدرات فنية كبيرة جدا في صورة السينغال أو بوركينافاسو نائبة بطل إفريقيا أو مصر التي تبقى المقابلات التي تجمعها بالجزائر مثيرة و ذات حساسية شديدة للغاية. و بغض النظر عن ما ستسفر عنه عملية القرعة فإن الحديث الخاص و العام في الجزائر يدور حول هوية الفريق المنافس للجزائر في الدور الأخير و ما إذا كان بمقدورنا تجاوزه بسلام لبلوغ المونديال لثاني مرّة على التوالي و الرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية. مُواجهة مصر تعتبر سلاحا ذا حدين بمجرد تأكد تواجد الجزائر في الصنف الأول و مصر في المستوى الثاني حتى عاد الحديث عن إمكانية التقاء «الخضر» و الفراعنة في داربي قوي و ساخن جدا، بصرف النظر عن محاولة كل طرف إذابة الخلافات و تجاوز العلاقة المتوترة التي ميّزت الطرفين في أعقاب أحداث القاهرة في ألفين و تسعة. ترى أوساط كثيرة أن مُواجهة المنتخب المصري هذه المرّة قد تكون أكثر صعوبة من مباراة السد لأم درمان على اعتبار أن أشبال برادلي لا يُريدون تجرّع مرارة إقصاء آخر على يد الجزائر بعد أربع سنوات من حرمان عنتر يحيى و رفاقه الجيل المصري المتميّز من العبور إلى مونديال «سود أفريكا» بعدما رشح و راهن الكل على تأهل «سهل» للفراعنة على حساب الأفناك لكن فوق أرضية الميدان عادت الكلمة لأصحاب العزيمة الكبيرة إلى درجة أن تسمية «محاربي الصحراء» أطلقت على المنتخب الوطني في إشارة إلى الروح «غير العادية» التي تحلى بها لاعبونا في مواجهة 18 نوفمبر الشهيرة. سنة 90 مصر تأهلت و في 2010 الجزائر تأهلت فهل سنحضر ل»لابال» ؟ سبق للمنتخب المصري أن تأهل على حساب الجزائر إلى مونديال 90 في لقاءين مثيرين و في 2010 رد الخضر الاعتبار لأنفسهم و أقصوا مصر من دورة جنوب إفريقيا و هو ما يعني أن «لقاء فاصلا لا مفر منه» لتحديد «الأبرز» بين المنتخبين و البعض يتكهن بقرعة جزائر و مصر و بالتالي» لابال» لا مثيل لها في ظل الظروف الحالية لكل منتخب. أغلبية المصريين يرفضون لقاء الجزائر لتفادي العودة إلى «نقطة الصفر» في الحديث الذي جمعنا مع عدد من المواطنين المصريين فإن الأغلبية الساحقة لا تتمنى مواجهة الجزائر، ليس تقليلا لقدرات منتخبها بل لتفادي مأساة و عواقب سيئة و شدد المصريون الذين تحدثنا معهم بأنهم يريدون العودة إلى الساحة الكروية من بوابة المونديال رغم توقف البطولة المصرية و خوض الأهلي و الزمالك لقاءاته الإفريقية بعيدا عن الجمهور لكن الأمر قد يكون صعبا لو تقع مصر مع الجزائر و الحساسية المفرطة بين الجانبين ستعود لا محالة، كما يتكهن المصريون الذين لا يزال الكثير منهم يحترم «الجزائر» كبلد و شعب و بالمقابل فإنهم يرون بأن مواجهة تونس «أمر عادي والمباراة لن تشهد إثارة قوية». حتى الأسر الجزائرية المقيمة بمصر لا تتمنى ذلك كما كان لنا حديث بالصدفة مع بعض العائلات الجزائرية المقيمة بالقاهرة و الإسكندرية في رحلتنا إلى مصر و أجمعت على أنها لا تتمنى لقاء جديدا بين «الأخوين» على حد تعبير إحدى الجزائريات المتزوجات من مصري رفضت ذكر اسمها مشيرة إلى أنها تجاوزت تلك المرحلة و لا تريد عودة العصبية من جديد. «قرعة مخدومة» مستبعدة للبعض وممكنة للبعض الآخر يُحاول البعض الترديد بأن القرعة ستكون «مخدومة» لتفادي لقاء الجزائر ضد مصر و هو الأمر الذي استبعدته أطراف من الكاف التي أكدت بأن «الفيفا» هي التي تشرف على العملية و لا يوجد أي عملية «غش « محتملة.