دون شك كان رئيس الفاف محمد روراوة من أسعد الناس بفوز الخضر في بانجول، ليس لأن الفوز سيؤهل رفقاء بوڤرة إلى كأس إفريقيا أو إلى مونديال البرازيل ، ولكن الفوز بالنتيجة والأداء جعل المدرب البوسني محل ثقة وإعجاب الجميع في الجزائر بما في ذلك الأطراف التي كانت تترقب عثرة واحدة للخضر لتخرج سيوفها من الغمد وتنهال على روراوة ومدربه بغرض كشف “عورات” رئيس الفاف. صحيح أن رئيس الاتحادية يتحمل مسؤولية ما حدث للخضر بعد المونديال الأخير سواء في الطريقة التي احتفظ بها بسعدان أو بتلك التي دفعته لتنحية الشيخ مهندس نجاحات الخضر، وللرئيس مبرراته التي فضل إلى اليوم عدم البوح بها. كما أن رئيس الفاف يتحمل مسؤولية خياراته فيما يخص العارضة الفنية عندما أسندها إلى المدرب عبد الحق بن شيخة ووقف الكل على كوارث النتائج، قبل أن يقسم روراوة بالثلاث على أن لا يستنجد بأي مدرب جزائري للمنتخب الوطني، مستقدما البوسني حاليلوزيتش وهنا بيت القصيد ، حيث يتذكر الكل خرجة رئيس الحكومة أحمد أويحي الذي رفض فكرة جلب مدرب أجنبي واضعا ثقته في الإطار الفني الجزائري وهو ما لم يأخذه رئيس الفاف بعين الاعتبار لتأتي نتائج البوسني وتسكت المعارضين وتفرح ملاييين الجزائريين الذين بدأوا فعلا يطمحون للأفضل بعدما شاهدوا رفقاء فيغولي يلعبون بروح شبيهة بروح أم درمان ومقدمين مردودا كبيرا لم يسبق وأن قدموه في عهد بن شيخة. روراوة كان سعيدا ولم يتردد في تقديم علاوة خاصة للاعبين تشجيعا على ما فعلوه على الأٍراضي الغامبية، وروراوة كان سعيدا لأنه لم يخطىء الاختيار ، لحد الساعة طبعا، بتعاقده مع البوسني الطموح صاحب القبضة الحديدية والكلام الصارم. روراوة بعث بهذا الفوز رسالة واضحة الى كل المسؤولين الرياضيين والسياسيين في الجزائر ليؤكد لهم بأنه يريد فعلا تكرار سيناريو سعدان مع حاليلوزيتش بتأهيل الخضر الى المونديال البرازيلي وهو طموح مشروع وممكن التحقيق بجيل كادامورو وفيغولي والآخرين، لكن رورواة يعلم جيدا بأن تحقيق مثل هذه الأهداف الرياضية لن يقدر عليها لوحده كاتحادية كروية ويحتاج لدعم مباشر وغير مباشر من الدولة تماما مثلما فعلت الدولة الجزائرية في عهد سعدان عندما نقلت جيوشا من المناصرين الى أم درمان ووضعت كل الإمكانيات للفاف مالية كانت أم لوجيستيكية.