أعلن سهرة أمس الحكم السنغالي عصمان فال نهاية مواجهة المنتخب الوطني وضيفه منتخب إفريقيا الوسطى واضعا حدا لتنافس أشبال التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش والفرنسي أكورسي، لكنه في الوقت ذاته أعلن النهاية الرسمية لمرحلة في تاريخ المنتخب الوطني تلت التواجد بالمونديال واتسمت بالغياب عن النسخة ال28 من كأس إفريقيا، ورغم أن الخضر غابوا عن عدة محطات نهائية للكان الإفريقي، غير أن الفشل في اقتطاع تأشيرة التأهل لأكبر موعد إفريقي لسنة 2012 يطرح الكثير من التساؤلات ويستدعي الوقوف عنده ومحاولة تشخيص الأسباب الحقيقية لهذا الفشل، خاصة أن إمكانات المنتخب الوطني ما كانت لتقف أمامها في تحقيق ذلك الهدف وطموح المدرب العجوز أكورسي وأشباله، ولا خبرة البلجيكي غيريتس وتشكيلته الثرية لمنتخب أسود الأطلس. سعدان لم يحسن اختيار توقيت رحيله رغم أن الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان يبقى المدرب الأكثر تأثيرا في نتائج المنتخب الوطني ومهندس العديد من الانجازات آخرها عودة الخضر بقوة على المستوى القاري عندما قاد زملاء القائد الأسبق يزيد منصوري إلى المربع الذهبي من كان أنغولا والتأهل لنهائيات كأس العالم، ومن الجحود التنكر لانجازاته، لكن بالمقابل يعتبر أحد المسؤولين عن الوضعية الحالية للخضر ليس لأنه عجز رفقة أشباله عن تخطي المنتخب التانزاني، وإنما لعدم قدرته على تحمل مسؤوليته كاملة واستقالته في وقت جد صعب كان أول من حذر منه، فإضافة إلى تضييعه لنقطتين مهمتين في أول جولة من التصفيات، كان الأول الذي ساهم في منح نقاط مواجهة بانغي لمنتخب إفريقيا الوسطى من خلاله استقالته وعدم تحمله لمسؤوليته كاملة، وحتى إن كان الضغط كبيرا، غير أنه كان من الأجدر تأجيل مسألة انسحابه إلى ما بعد تنقل بانغي، خاصة أن التصفيات توقفت لمدة ستة أشهر، كانت ستكون كافية لإحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية للخضر دون التأثير على توازن التشكيلة. روراوة يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية شكل رئيس الفاف محمد روراوة رفقة الشيخ سعدان، بعد نهاية مواجهة أم درمان أكثر الشخصيات المؤثرة في الشارع الجزائري وأحب الأشخاص بالنسبة لمحبي المنتخب الوطني، بالنظر إلى مجهودات الشيخ على المستوى الفني، وكذا الدور الذي لعبه روراوة على مستوى هيكلة أجهزة الفاف وتنظيم المنتخب الوطني، حتى أن الجميع من أنصار الخضر يدينون لهذا الرجل القوي بجميع الانجازات المحققة خلال السنوات الماضية، لكن ورغم هذا يعتبر رئيس الفاف أحد أكبر المسؤولين المتسببين في هذا الخروج غير المشرف للخضر من سباق التأهل لموعد جانفي القادم، لأنه لم يترك خلافاته مع المدرب الأسبق سعدان جانبا، وفرض على الرجل ضغطا كبير انتهى برميه المنشفة، ضف إلى ذلك أنه لم يحسن اختيار خليفة الشيخ من خلال منحه مسؤولية تدريب زملاء بوڤرة لمدرب شاب تنقصه الخبرة والحنكة، غير مؤهل لقيادة منتخب مونديالي كانت نتيجته سقوط مخزي ببانغي رهن الحظوظ وهزيمة مذلة بمراكش رسمت إقصاء الخضر. بن شيخة الضحية الذي ظن نفسه ”الجنرال” يعتبر المدرب عبد الحق ثالث شخصية تعتبر مسؤولة عما آل إليه المنتخب الجزائري المونديالي، رغم أن البعض يصفه بالضحية، كون المسؤولية التي أسندت إلى شخصه بقيادة المنتخب الوطني تفوق إمكاناته المتواضعة في هذا المجال، فالرجل لم يسبق له تدريب أي منتخب وحتى تجربة منتخب المحليين تعتبر غير كافية، لكن ومع هذا يجب تدوين اسمه ضمن قائمة المتسببين في هذه النكسة، كيف لا وهو الذي كان طموحه أكبر من إمكاناته لأنه لو تمعن قليلا في مؤهلاته ووضع مصلحته الخاصة بإضفاء صفة مدرب سابق للمنتخب الجزائري على سيرته الذاتية، لما تشجع وقبل عرض روراوة الذي يجزم الجميع أنه وعوض أن يصنف المسؤولية في خانة التكليف، وضعها بموافقته في خانة التشريف، لكن وبعد ثمانية أشهر اكتشف أن خلافة سعدان لم تشرفه بل زادت من هبوط اسمهم وفقط خاصة بعد أن تحوّل إلى شخصية ممقوتة من قبل الجزائريين بعد نهاية مواجهة مراكش.