المتتبع في الآونة الأخيرة لمسلسل اللاعب الفرانكو-جزائري «نبيل بن طالب» وسط ميدان نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، والذي أصبح مملاً في نظر الجماهير الجزائرية المتابعة لهذا الموضوع في ظل تباطؤ الشاب في الرد على عرض «الفاف» من أجل حمل القميص الوطني في قادم المواعيد. يتأكد للمرة الألف بأنه أصبح من الضروري جداً على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن تغيّر سياستها تجاه اللاعبين الجزائريين المغتربين من الآن فصاعداً، فعوض أن يكون اللعب للجزائر بالنسبة لهؤلاء بمثابة فخر واعتزاز بتمثيل بلد الأجداد، أصبحنا الآن نمرغ أنوفنا في التراب ونجري وراءهم من أجل أن يقبلوا المشاركة مع «الخضر». «روراوة» ارتكب خطأ كبيراً برفض جلب مزدوجي الجنسية لمنتخبات الشبان رغم أننا لسنا هنا بصدد إعطاء دروس للاتحادية الجزائرية ونلقنها الطريقة المثلى التي لابد أن تنتهجها في عملها، إلا أنها وفي رأينا المتواضع قد ارتكبت خطأ جسيماً برفضها في كل مرة الاستنجاد بالعناصر المغتربة التي تلعب مع دول أخرى لتدعيم المنتخبات الوطنية في الفئات الشابة، على اعتبار أن غرس حب الوطن في نفوس هؤلاء اللاعبين يتطلب تعزيز قيم الانتماء لديهم منذ الصغر. وما لا يعلمه الكثيرون هو أن عيسى ماندي، فوزي غلام وسفير تايدر قد تم اقتراحهم عام 2009 على مدربي المنتخب الوطني للأشبال والأواسط دون أن يتم توجيه الدعوة لهم، لتضطر «الفاف» بعدها لأن تلهث وراءهم وإغرائهم من أجل حمل القميص الوطني بعد أن أصبحوا لاعبين معروفين. التجربة المغربية مع فيربيك أثبتت نجاحها وعلى الفاف اتباع سياسة مماثلة بعدما أثبتت السياسة التي اعتمدتها «الفاف» في التنقيب عن المواهب الشابة في الخارج فشلها الذريع، بات من الضروري الآن على الاتحادية التفكير في تجربة جديدة من أجل اختيار أحسن العناصر المغتربة وضمها للخضر، حيث سيكون عليها الاختيار من بين عديد التجارب الناجحة في هذا المجال، وعلى رأسها التجربة المغربية التي تعتبر الأنجع على الإطلاق، بعد أن عيّنت الجامعة الملكية المغربية المدير الفني الهولندي «بيم فيربيك» الذي خصص مجمل عمله في التنقيب على المواهب الشابة في أوروبا، وعرف بعدها كيف يقنعهم بترك منتخبات فرنسا وبلجيكا وهولندا مقابل حمل قميص منتخب «أسود الأطلس»، وهو ما ظهر جلياً مؤخراً في مونديال الإمارات لأقل من 17 عاماً، أين حقق المنتخب المغربي الشقيق نتائج باهرة بلاعبين مميزين على غرار البوعزاتي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، نبيل جعدي من أندرلخت البلجيكي ويونس بن مرزوق مهاجم جوفنتوس الإيطالي وغيرهم.