بإسدال الساتر عن سوق الانتقالات الشتوية عند الساعة الصفر من ليلة أول أمس، يكون لاعبو المنتخب الجزائري قد فرغوا من ميركاتو ساخت ارتبطت فيه أسماؤهم بعدة أندية قوية في مختلف البطولات الأوروبية ليفلح غالبيتهم في تغيير أنديتهم بحثا عن أكبر عدد ممكن من التنافسية حتى يضمنوا مكانا لهم في طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المتنقلة إلى البرازيل يوم 5 جوان القادم، حيث كان 7 لاعبين من التشكيلة الوطنية في الموعد بعدما أخذوا بنصائح الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بضرورة الانتقال إلى فرق تتيح لهم فرصة اللعب بانتظام في الوقت الذي تبقى وضعية البعض منهم مرشحة للتعقد أكثر بسبب بقائهم حبيسي دكة الاحتياط في الفرق التي ينشطون فيها. مجاني دشن الميركاتو عند انطلاقه وعاد إلى فرنسا بحثا عن التنافسية بداية الميركاتو الشتوي بالنسبة للدوليين الجزائريين، انطلقت باسم كارل مجاني الذي قرر بعد نصف موسم فاشل على طول الخط مع فريق أولمبياكوس اليوناني العودة إلى البطولة الفرنسية التي ألف أجواءها، حيث وقع لفريق فالنسيان مع أولى ساعات سوق الانتقالات الشتوية بحثا عن التنافسية وهو ما أفلح فيه مبدئيا بعد أن دخل قائمة ال11 من بابها الواسع في انتظار التأكيد خلال الأربعة أشهر المتبقية من عمر الموسم الكروي. كادامورو من جحيم سوسييداد نحو جنة مايوركا في القسم الأسفل من جهته أيضا، فإن المدافع لياسين بن طيبة كادامورو الذي عانى الأمرين بداية الموسم الجاري مع فريقه ريال سوسييداد الإسباني، اكتفى بالمشاركة في دقائق معدودات هذا الموسم ليقرر أن ينزل إلى القسم الثاني ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مفضلا فريق جزيرة مايوركا الناشط في الدرجة الثانية من أجل ضمان مكان أساسي ولعب أكبر عدد ممكن من الدقائق عله يضمن تواجده في مونديال البرازيل وهو ما وفق فيه إلى حد ما بعد مرور أسبوعين أو أكثر على انضمامه لذات الفريق. جبور يغادر تركيا ويزامل عبدون في إنجلترا بحثا عن استرجاع حسه التهديفي رغم أن كل المؤشرات كانت توحي ببقائه في فريق سيفاس سبور التركي في ظل العلاقة الطيبة التي تجمعه بالمدرب البرازيلي روبرتو كارلوس رغم ظهوره المحتشم في أغلب اللقاءات التي ظهر فيها خلال النصف الأول من الموسم الكروي إلا أن المهاجم الدولي الجزائري رفيق جبّور المعروف عنه كثرة مشاكله آثر أن يعود إلى فريقه أولمبياكوس المالك لعقده والذي اضطر إلى بيعه لفريق نوتنغهام فورست الإنجليزي الذي طلب خدماته قبل 6 أشهر من الآن ليعود ويزامل صديقه جمال عبدون عله يسترجع مستواه الذي عرف به في فريق ميناء بيراوس ويستعيد حسه التهديفي لعله يقنع حاليلوزيتش بوضعه ضمن القائمة المعنية بخوض نهائيات كأس العالم الصائفة القادمة. مصباح يغادر احتياط بارما مكرها نحو ليفورنو الضعيف بعد أن ارتبط اسمه بكثير من الفرق خلال الميركاتو الصيفي، عاد اسم الدولي الجزائري جمال مصباح ليصنع الحدث في الميركاتو الشتوي بعدما طلبت خدماته عدة فرق إيطالية منها وفرنسية ليستقر في الأخير على فريق ليفورنو الذي انتقال إليه في الأيام الأخيرة من مرحلة الانتقالات الشتوية عله يفلح في حجز مكان أساسي بعدما فشل في ذلك مع الميلان وحتى بارما لكن يبدو أن ابن زيغود يوسف سيفلح في مبتغاه بعدما اختار فريقا لا حول ولا قوة له ولا يضم منافسين من العيار الثقيل بإمكانهم إزاحته من التشكيلة الأساسية. يبدة يفاجئ الجميع بعودته إلى إيطاليا في مغامرة محفوفة بالمخاطر على عكس أغلبية اللاعبين الذين تحدثت الصحافة الأوروبية كثيرا عن قرب تغيير أنديتهم وربطت أسماءهم بعدة فرق فإن متوسط ميدان الخضر حسان يبدة فاجأ الجميع بمغادرته لفريق غرناطة الإسباني المتواضع نحو فريق أودينيزي القوي الناشط في الكالتشيو، حيث استغل امتلاك الفريق الأندلسي لنفس مالك فريق مدينة أوديني ليكمل الموسم الجاري في البطولة التي سبق أن تألق فيها منذ أكثر من موسمين مع فريق نابولي لكن يبدو أن لاعب الخضر يكون قد خاطر بالانضمام إلى ذات الفريق وإلى البطولة التي تعتمد على الجانب البدني في الوقت الذي لا يزال يعاني في هذا الشأن وخير دليل على ذلك غيابه عن لقاء فيورونتينا بسبب معاناته صحيا. غلام يتنقل في أغلى صفقة إلى نابولي ويهدف إلى التأكيد ورفع مستواه لاعب آخر، فاجأ الكثيرين بتغييره لفريقه في الأيام الأخيرة من الميركاتو الشتوي وهو المدافع فوزي غلام الذي تحدث قبل 10 أيام من الآن عن رغبته الملحة في مواصلة مشواره مع فريق القلب نادي سانت إيتيان الفرنسي الذي يعتبر أحد أعمدته ويجد فيه راحته، حيث قرر أن يرفع تحد جديد وينتقل إلى نادي نابولي أحد أقوى أقوياء»الكالتشيو» بأغلى صفقة قاربت قيمتها 5.5 ملايين أورو في رحلة تأكيد مستواه والبرهنة للناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش أنه ملك الرواق الأيسر ولا مكان لمصباح معه. بلفوضيل في الوقت بدل الضائع، يريح نفسه ويريح الجميع مغادرا جحيم الإنتر لعل اللاعب الأكثر جدلا في المنتخب الجزائري والذي صاحب قدومه لحمل قميص الخضر ضجة إعلامية ومشاكل بين رئيس الفاف والناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لا يزال يصنع الحدث في مختلف خرجاته وآخرها رغبته في الرحيل عن قلعة «النيراتزوري»، حيث ارتبط اسمه خلال الشهر المنقضي بأكثر من عشرة فرق ووصل به الأمر إلى حد اجتياز الفحص الطبي مع فريق كوينز بارك رانجرز الإنجليزي قبل أن يرفض التوقيع بسبب بعض مطالب إدارة ذات الفريق ويحول وجهته نحو فريق ليفورنو لتدخل سباق ضمه فرق أخرى على غرار ساسولو وكاتانيا قبل أن يحسم فريق ليفورنو صفقته ثلاث ساعات فقط قبل إسدال الستار عن الميركاتو الشتوي لينتقل بذلك إلى ذات الفريق الضعيف ليزامل مواطنه جمال مصباح لمدة 6 أشهر من شأنها أن تكسبه ما يحتاجه من التنافسية حتى يرضى عنه المسؤول الأول عن الطاقم الفني للخضر ويصطحبه معه إلى مونديال البرازيل. لحسن، مبولحي، سليماني وغيلاس مهددون بنصف موسم أسود في الوقت الذي قرر فيه عدة لاعبين جزائريين مغادرة فرقهم بحثا عن أكبر وقت من التنافسية، فشل البعض الآخر في تغيير وضعيتهم و رضي البعض الآخر بالوضع الذي يعيشونه آملين أن يفلحوا في ضمان مكان أساسي في فرقهم خلال المرحلة الثانية من الموسم الجاري وفي هذا الشأن نجد أن بعض اللاعبين قد يغيبون عن المونديال لذات السبب في حال نفذ «حاليلو» تهديداته وعلى رأس هؤلاء، نجد متوسط ميدان خيتافي الإسباني مهدي لحسن الذي رغم أنه أعلن صراحة رغبته في الرحيل هذا الشتاء إلا أن شح الاتصالات التي وصلته جعلته يرضى بما كتبه المولى له في فريق الضاحية المدريدية ، حيث سيكون مطالبا بالعمل من أجل إقناع مدربه لويس غارسيا بلازا بإعادته إلى قائمة ال11 شأنه شأن مهاجم نادي بورتو نبيل غيلاس الذي وصله اتصال واحد من فريق نانت الفرنسي رفضه مسؤولو «التنين» البرتغالي ليواصل بذلك احتياطيا مع بقاء الكولومبي جاكسون مارتيناز وهي نفس السمة التي سيقاسمها مع زميله في المنتخب والبطولة البرتغالية إسلام سليماني رغم أن هذا الأخير أحسن بقليل، حيث يشارك بديلا ويسجل مع سبورتينغ لشبونة كلما أتيحت له الفرصة. من جهته فإن حارس الخضر رايس وهاب مبولحي الذي لم يشارك سوى في ثلاث مناسبات مع فريقه عقب إصابة الحارس الأول لسيسكا صوفيا البلغاري، قرر البقاء مجددا بصوفيا لكنه سيتحمل دون شك عواقب خياره بما أن البطولة هناك تنتهي مبكرا وسيضطر إلى البقاء لمدة 3 أشهر دون منافسة قبل التحاقه بتربص الخضر الذي يسبق المونديال. البقية اختاروا الاستقرار والمحافظة على أماكنهم الأساسية على عكس بعض اللاعبين الذين غادروا بحثا عن التنافسية وبعض اللاعبين الذين لم يوفقوا في إيجاد فرق تضمن لهم اللعب كأساسيين، فضل أعمدة المنتخب الجزائري عدم المغامرة بالانتقال نحو فرق جديدة تمثل بالنسبة إليهم المجهول مفضلين الاستقرار والمحافظة على أماكنهم الأساسية في فرقهم السابقة وهو ما حدث مع كل القائد بوقرة، فيغولي، بودبوز، براهيمي، قادير، سوداني، ماندي، تايدر، حليش وبلكالام وغيرهم كثر. «حاليلو» أسعد الناس وسيشرع في إعداد قائمة سلوفينيا مرتاح البال على ضوء المعطيات السالفة الذكر، يمكن القول أن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي لطالما تحدث عن الوضعية الصعبة التي يعيشها غالبية أشباله على دكة احتياط فرقهم سيكون دون شك أسعد الناس بتغيير كل من غلام، مصباح، بلفوضيل، جبور ومجاني لفرقهم هذا الشتاء حتى يشرع بأريحية في إعداد القائمة المعنية بأول لقاء تحضيري للمونديال يوم 5مارس القادم ضد منتخب سلوفينيا بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة خاصة أن أغلب اللاعبين خافوا على مستقبلهم مع المنتخب ومشاركتهم في المونديال ببلد «السامبا» وأخذوا بنصائحه.
