تواصل يومية «الخبر الرياضي» في نشر ركن «فنك في المونديال»، تقوم فيه بسرد السير الذاتية لأشبال حاليلوزيتش المرشحين للعب نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وبعدما بدأنا بالوافدين الجدد على النخبة الوطنية، «رياض محرز» مهاجم نادي ليستر سيتي و»نبيل بن طالب» لاعب خط وسط فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، ثم بعدها نجوم الخضر سفيان فيغولي، سفير تايدر ورفيق حليش. يأتي الدور على «لياسين كادامورو بن طيبة» مدافع «ريال مايوركا» الإسباني الذي يتواجد ضمن قائمة «الخضر» ولا يزال يحظى بثقة الناخب الوطني رغم عدم مشاركته كثيراً مع فريقه الجديد، الذي انضم له في الميركاتو الشتوي على سبيل إعارة قادماً من نادي ريال سوسيداد. لياسين كادامورو بن طيبة صاحب ال26 ربيعاً وابن مدينة تولوز ولد المدافع الدولي الجزائري «لياسين كادامورو بن طيبة» يوم 05 مارس 1988 بمدينة تولوز الفرنسية، هو لاعب ينشط كمدافع متعدد المناصب، كونه يجيد شغل منصب مدافع محوري وظهير أيمن وحتى على الجهة اليسرى من الخط الخلفي. يبلغ من الطول مترا و86 سنتيمترا كما أن وزنه لا يتعدى 76 كغ، يملك إمكانات فنية وبدنية كبيرة، رشحه الكثيرون لأن يكون معوض قائد الخضر المعتزل «عنتر يحي» غير أن الإصابات الكثيرة التي كان عرضة لها أثرت على مشواره. أصول والده إيطالية ووالدته جزائرية الأصل من بوسماعيل «تيبازة" أما عن المنطقة التي ينحدر منها اللاعب «لياسين كادامورو بن طيبة»، فإن أصوله وأصول والده من إيطاليا، أما والدته فهي فرنسية من أصول جزائرية، تنقلت إلى تولوز وعمرها 7 سنوات، وتعود أصولها إلى مدينة بوسماعيل بولاية تيبازة، وهو ما جعل منه لاعبا يملك ثلاث جنسيات، أي بإمكانه تقمص ألوان الخضر أو المنتخب الفرنسي أو المنتخب الإيطالي، عكس بعض اللاعبين المغتربين الذين لطالما تكون لهم علاقة مباشرة بفرنسا فقط، حيث يكون والدهم أو والدتهم من مواليد فرنسا. انتقل في سن ال 14 لمركز تكوين سوشو قبل أن ينتقل إلى إسبانيا نشأ «لياسين» كغيره من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، في أحد أحياء مدينة تولوز التي تقيم فيها بقوة الجالية الجزائرية، ونظرا لشغفه بكرة القدم، دخل مركز تكوين فريق سوشو وعمره 14 سنة، ولعب إلى غاية الفريق الرديف، قبل أن يتنقل في سن العشرين إلى مركز تكوين نادي ريال سوسيداد الإسباني، وبقي يلعب للفريق الثاني، قبل أن يُوقّع عقدا احترافيا صيف عام 2011، ومن وقتها صار يثير اهتمام الجماهير الجزائرية التي تعرّفت عليه عند مشاركاته في لقاءات فريقه في «الليغا". فشل في الاختبارات مع لوهافر ثم نجح في سوسيداد بفضل «مونتانيي" يمكن القول أن «كادامورو» مرّ بظروف صعبة، قبل أن يلقى هذا النجاح، حيث لم يتسن له الظفر بعقد احترافي في فريق سوشو الذي رفضه مسؤولوه بحجة عدم اقتناعهم بمستواه، كما قام بتجارب فاشلة مع لوهافر الفرنسي، ثم انتقل إلى ريال سوسيداد الذي لعب مع فريقه الرديف، قبل أن يمضي صيف 2011 على أول عقد احتراف في مشواره. الدولي الجزائري كان أكد من قبل أنه تمكن من بلوغ المستوى العالي من خلال مدربه السابق في سوسيداد «فيليب مونتانيي»، الذي وضع فيه الثقة اللازمة. اكتشف المستوى العالي ضد «البارصا»، لعب 25 دقيقة وأبهر الجميع اكتشف اللاعب المستوى العالي لأول مرة يوم 10 سبتمبر 2011، عندما دخل كبديل في آخر 25 دقيقة ضد العملاق الإسباني برشلونة، وقد صنع حينها الحدث في المنتديات وشبكة «الفايسبوك»، بعد المستوى الرائع الذي ظهر به وساهم في فرض التعادل على النادي «الكاتالوني» بنتيجة (2-2). وبعد شهر ونصف من ذلك التاريخ فُتحت الأبواب أكثر أمام هذا الشاب صاحب 26 سنة، بعد أن واجه النادي الإسباني العملاق الآخر ريال مديد وخسر أمامه بهدف يتيم، وهما محطتان بارزتان بالنسبة للاعب. وشم في صدر كادامورو أثار جدلاً واسعاً بشأن دينه واللاعب يوضح الحديث عن أول مباراة رسمية لعبها مدافع «الخضر» مع فريقه «الباسكي» بدوري الأضواء ضد «البارصا»، يقودنا حتما للحديث عما حصل بعد نهاية اللقاء والذي شكل مفاجئة غير سارة للجمهور الجزائري الذي كان يرى فيه أحد اللاعبين الشبان الذين سيعوضون اللاعبين الراحلين إلى الخليج، فعندما نزع اللاعب قميصه وتبادله مع دانيال ألفيس اتضح جليا وشم في شكل الصليب على صدره، و هو ما جعل جدلا كبيرا يدور حول دينه.قبل أن يوضح اللاعب أن الوشم فيه أسماء بعض أفراد عائلته. دقائق معدودات في الاحتراف جعلته دوليا واستدعي لأول مرة ضد غامبيا بعدما قام الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بمعاينته عن كثب واقتنع كثيراً بإمكاناته، تمكن كادامورو من تحقيق حلم الالتحاق بصفوف الخضر، وحمل صفة لاعب دولي، وهو أمر لم يتح له حتى مع الفئات الشبانية لمنتخب فرنسا، وقد تحقّق له ذلك بالرغم من أنه لم يلعب كثيرا كلاعب محترف في بداية مشواره الرياضي مع ريال سوسيداد الإسباني، حيث وجه له التقني البوسني الدعوة لأول مرة في لقاء غامبيا بالعاصمة «بانجول» يوم 19 فيفري 2012 لحساب ذهاب الدور التصفوي الثاني المؤهل ل «كان» 2013. لم يسبق له زيارة الجزائر قبل اختياره لها وأنصار الخضر انقسموا بشأنه الغريب في الأمر أن كادامورو والذي تنحدر أصول والدته من عائلة بن طيبة ببوسماعيل لم يسبق له زيارة الجزائر أبدا منذ نشأته، وذلك إلى غاية استدعائه من طرف مدرب «الخضر»، وهي الفرصة التي جعلته يسارع إلى استخراج جواز سفر جزائري ومكنته من زيارة بلد والدته لأول مرة على هامش تربص المنتخب الوطني. التحاق خريج مركز تكوين سوشو الفرنسي بصفوف النخبة الوطنية بداية 2012 جعل الجماهير الجزائرية تنقسم بشأنه بين مؤيد لقدومه على أمل تقديم الإضافة وأمام معارض لكونه لم يزر الجزائر منذ نعومة أظافره. إصاباته المتكررة حرمته من فرض نفسه في صفوف منتخب الخضر لم يكن «كادامورو» محظوظا مع المنتخب الوطني،بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها، حيث ومنذ التحاقه بصفوف «الخضر» في 2011، وهو يعاني من نفس المشكلة التي منعته من لعب عديد اللقاءات، على غرار ما حدث له في المباراة الأولى له بألوان الجزائر أمام منتخب غامبيا ببانجول، فضلا عن إصابته خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة. وأصبحت وضعية الجزائري تطرح أكثر من علامة استفهام، وهذا جراء الإصابات المتكررة التي يتعرض لها في كل مرة. والتي تقف حجر عثرة أمامه لفرض نفسه في المنتخب. تهميشه في فريقه «الباسكي» جعله ينتقل إلى مايوركا في الدرجة الثانية الإسبانية بعد التهميش غير المفهوم الذي تعرض له مدافع المنتخب الوطني في ناديه ريال سوسيداد من قبل مدربه، قرر الأخير تغيير الأجواء في فترة الميركاتو الشتوي الفارط، حيث انتقل إلى ريال مايوركا الإسباني الناشط في الدرجة الثانية على شكل إعارة لمدة 6 أشهر، مع أفضليّة شراء عقده الصائفة القادمة. حيث جاء «كادامورو» بنية لعب ورقة الصعود إلى دوري الأضواء «الليغا»، غير أن النتائج المخيبة للآمال لفريقه جعلته يلعب في الجولات الأخيرة على تفادي السقوط إلى القسم الثالث. الجزائري مرتبط مع ريال سوسيداد حتى جوان 2016 وقد يعود مجدداً الجدير بالذكر أن الشيء الذي جعل كادامورو يقبل بالانتقال إلى فريق مايوركا بنظام الإعارة هو عدم وجود فرق مستعدة لشراء عقده في فترة الميركاتو الشتوي، لاسيما أنه لا يزال مرتبطا بعقد يمتد إلى غاية 30 جوان من سنة 2016 مع فريق ريال سوسييداد، وهو ما يعني أن سعره لن يكون في متناول بعض الفرق التي تتحفظ هي الأخرى في المغامرة بشراء عقد لاعب لا يشارك بانتظام في فريقه الأصلي منذ أكثر من سنة كاملة، ما يؤكد أن الجزائري سيعود بنسبة كبيرة لفريقه «الباسكي". يملك عدة عروض من الدوري الفرنسي «الليغ1»، يحبذ البقاء في إسبانيا ولكن… كان مدافع المنتخب الوطني قد أجاب عن أسئلة معجبيه مؤخراً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايس بوك»، حيث تحدث عن مستقبله مع ريال سوسيداد الإسباني في ظل التهميش الذي لاقاه من قبل المدرب «جاغوبا أراستي»، قبل الانتقال بعدها إلى مايوركا بنظام الإعارة، مؤكدا بأنه يملك عدة عروض من فرق الناشطة في الدوري الفرنسي «الليغ1» ترغب في التعاقد معه، غير أنه يحبذ البقاء في إسبانيا ولو أن الإشكال هو أن الفرق قد تتحفظ على المغامرة بشراء عقده، بالنظر إلى معاناته من نقص المنافسة. «كاريراس» لا يثق فيه تماماً وقد يدخل تربص المنتخب الوطني ب 720 دقيقة مدرب نادي مايوركا الإسباني لا يثق إطلاقاً في إمكانيات «كادامورو»، حيث أن لديه أسماء أخرى يراهن عليها التقني الإسباني صاحب 42 عاماً، ويثق فيها كي تقود النادي لتحقيق الهدف المسطر وهو ضمان البقاء في الدرجة الإسبانية الثانية وتفادي السقوط إلى القسم الأسفل على اعتبار أنهم يحتلون المركز 19 برصيد 46 نقطة، ويتواجد ضمن ثلاثي المؤخرة المهدد بالنزول. وهو ما قد يجعل الجزائري يبقى خارج الحسابات خلال الثلاث جولات المقبلة ويدخل تربص «الخضر» المقبل استعداداً للمونديال برصيد 720 دقيقة. وضعيته غير مرشحة للتحسن والناخب الوطني سيجد نفسه في مأزق مرة أخرى وضعية الدولي الجزائري لم تتحسن إطلاقاً منذ مدة طويلة، رغم أنه كان في الوقت القريب أحد العناصر الأساسية التي كان يعول عليها مدرب «مايوركا» من أجل تحقيق البقاء في الدرجة الثانية، حيث كانت الآمال معلقة عليه عند جلبه على شكل إعارة من فريق سوسيداد خلال جانفي الماضي للعب ورقة الصعود إلى «الليغا»، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب ويجد «كادامورو» نفسه يلعب على تفادي الهبوط. وبالتالي سيجد الناخب الوطني نفسه أمام ورطة كبيرة في ظل نقص المنافسة الذي يعاني منه خريج مركز تكوين نادي سوشو الفرنسي. البوسني يعول عليه كثيراً في المونديال وسيخضعه لبرنامج خاص في قادم التربصات يمكننا القول أن خيارات مدرب مايوركا الإسباني ستؤثر من دون أدنى شك على اللياقة البدنية ل «كادامورو» قبل مونديال البرازيل، بعد أن فقد مكانته الأساسية في تشكيلة المدرب «لويس كاريراس». حيث من المنتظر أن يخضع لاعب ريال سوسييداد السابق إلى برنامج استدراكي خاص خلال التربصات المقبلة استعدادا لنهائيات كأس العالم المقررة الصائفة القادمة في بلاد «السامبا» على أمل استعادة جاهزيته البدنية في ظل معاناته حالياً من نقص المنافسة، خاصة أن التقني البوسني يعول عليه كثيراً في هذا العرس العالمي.