يثبت لياسين بن طيبة كادامورو مدافع ريال سوسييداد تمسكه بالجزائر وهو ما وقفنا عليه أمس على هامش الحوار الذي أجريناه عندما أخذ صورا تذكارية بالعلم الوطني الذي لفه على نفسه إضافة إلى وشاح بالألوان الوطنية المعروف لدى أنصار "الخضر" وبدا مسرورا وهو يأخذ صورا تذكارية بالعلم الجزائري. وبعد ذلك طلب منا كادامورو بلباقة : "هل يمكنني ان احتفظ بالعلم الوطني من فضلكم لانني أريد أن أحمله معي إلى مدينة تولوز عند والدتي" طلب وشاحا آخر لعائلته... وفي الوقت الذي منحنا كادامورو العلم الجزائري والوشاح هدية منا، لم يتردد مدافع سوسييداد في طلب وشاح آخر بعدما أعجب به وبالشعار المكتوب عليه، حيث أكد لنا أنه سيحتفظ بالعلم الوطني والوشاح في مسقط رأسه بتولوز عندما يعود حتى يمنحه لوالدته، بينما الوشاح الثاني قال إنه سيحتفظ به في إسبانيا ويعلّقه وهو ما جعلنا نمنحه أكثر من وشاح ل"الخضر"، الأمر الذي أسعد لياسين بن طيبة كادامور كثيرا. شرح لمصورة إسبانية معنى "وان.. تو.. ثري.. فيفا لالجيري" وصادف تواجدنا مع كادامورو وجود صحفية إسبانية كانت حاضرة من أجل مدافع سوسييداد وفاجأتنا بسؤال عن عبارة: "وان.. تو.. ثري... فيفا لالجيري" وهو الشعار المعروف لدى أنصار "الخضر" وبلغ صيته كل مكان وقادها الفضول لتسأل عن معناها. وفي الوقت الذي كنا نتأهب لنشرح للمصورة الصحفية معنى الشعار سبقنا لذلك كادامورو وشرع يشرح معنى الشعار وأكد لها أنه كلمات يتغنى بها كل الجزائريين من أجل تشجيع الجزائر وتؤكد وفاءهم وحبهم للجزائر وأكد أنه هذا الشعار له قيمة كبيرة لدى الجزائريين واشتهروا كثيرا وصنع الحدث في العديد من مرات. سلّمناه هدية فضل فتحها في البيت لأنه يحب المفاجآت ولم يكن العلم الجزائري والوشاح الفريق الوطني هما الهدية الوحيدة التي سلّمناها لكادامورو ولكن كانت هناك هدية أخرى تمثلت في لوحة داخل غلاف خاص منحنها إياه وهو ما أفرح لياسين كثيرا. لكنه فضّل أن لا يفتح الهدية في حينها وأكد لنا أنه يفضل تأجيل الأمر إلى غاية عودته إلى البيت لأنه يحب المفاجأة ويفضّل أن يبقي على المفاجأة إلى وقت لاحق من أجل فتح الهدية معربا عن فرحته بالهدية. تجوّل في شاطئ "كوشا" وشبهه ببوسماعيل وقادنا كادامورو في رحلة بشاطئ "كوشا" الذي يبدو أنه له قيمة كبيرة لديه، ففي وقت تحدثنا معه سألنا إن كان يشبه شاطئ "كوشا" شواطئ بوسماعيل التي لم يزرها ولكنه يملك فكرة عنها وعن التقاليد المنطقة وبما تشتهر أيضا. وتعد بوسماعيل مسقط رأس والدته ولها مكانة خاصة عنده ما يفسر تكراره التساؤل إن كان شاطئ "كوشا" يشبه بوسماعيل. لم يتوقف عن الحديث عن الجزائر وفي طريقنا لم تتسن لنا فرصة الحديث من شدة حديث كادامورو وشغفه وهو ما جعلنا نتركه على راحته حيث تحدث بطلاقة وعن الفريق الوطني معربا عن شغفه ل"الخضر". ولم يتوقف كادامورو عن الكلام طيلة الطريق ونحن نستمع دون أن تكون لنا فرصة الحديث خاصة لما شرع في الحديث عن الفريق الوطني والتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا وتوقف عند المباراة التاريخية أمام المنتخب المصري في السودان التي تأهل "الخضر" على إثرها إلى مونديال جنوب إفريقيا. انبهر باحتفالات باب الوادي بعد التأهل إلى المونديال ولم يخف كادامورو انبهاره بالإحتفالات التي سادت الجزائر العاصمة بعد التأهل إلى المونديال وخاصة في أحياء باب الوادي، حيث أكد لنا أنه شاهد الاحتفالات والأجواء الرائعة التي صنعها الجزائريون إلى درجة أنه أكد لنا أننا محظوظون كثيرا بما أننا عشنا تلك الأجواء الرائعة عقب التأهل إلى المونديال جنوب إفريقيا والمغامرة التي قام بها المنتخب الوطني وبدا كادامورو معجبا وفي قمة الحماس ل"الخضر" ولعيش تلك الأجواء أو لو كان حاضرا. تحدث بالإسبانية احتراما للمصورة وكان كادامورو في كل مرة يتحدث باللغة الإسبانية أثناء جولاتنا أو حديثنا الهامشي، إلا أن في الحوار الذي أجريناه معه تكلم فيه معنا بلغة "فولتير" لكنه في بقية الحديث كان باللغة الإسبانية وهذا من باب الإحترام للمصورة الإسبانية التي لا تتقن اللغة الفرنسية وهو ما جعله يفضل الحديث باللغة الإسبانية وهي نقطة تحسب لمدافع سوسييداد وأراح المصورة الإسبانية. ما يساعده في الالتحاق ب"الخضر" كادامورو ينال اعتراف "الباسكيين" ويتجه نحو ضمان مكانة أساسية دائمة تحسنت نتائج نادي "ريال سوسيداد" خلال الآونة الأخيرة، حيث لم ينهزم الفريق الباسكي طوال سبع جولات متتالية في البطولة الإسبانية، وهو ما جعل وسائل الإعلام الإسبانية تشيد بسياسة المدرب الفرنسي "فيليب مونتانيي" والذي اعتمد على وجوه جديدة، من بينها الجزائري الياسين بن طيبة كادامورو، حيث شارك المدافع المرشح للالتحاق بالمنتخب الوطني أساسيا في آخر مباريتين أمام "إسبانيول" و"فالنسيا"، وقدم خريج مركز تكوين نادي "سوشو" مردودا أقنع به الطاقم الفني وحتى جماهير "ريال سوسيداد"، ما قد يشفع له بالاحتفاظ بمكانته الأساسية خلال قادم المواعيد. "مونتانيي" يتلقى الإشادة بفضله أشادت مختلف التقارير الإعلامية الباسكية، بالتقني الفرنسي "فيليب مونتانيي"، على إثر تحسن نتائج "ريال سوسيداد" في الجولات الماضية، رغم البداية السيئة التي خلفت ردودا غاضبة، لكن بروز كادامورو إضافة إلى شبان آخرين، جعل الباسكيين ينوهون بدور مدرب "فالنسيان" السابق الذي كان وراء اكتشاف هذه الأسماء، حيث غامر بزج المدافع الجزائري ضمن تشكيلته الأساسية، حتى ولو على حساب أسماء معروفة. أزاح "دي لابيلا" من التشكيلة الأساسية لم يتوقع أشد المتفائلين أن يستطيع كادامورو حجز مكانة أساسية في فترة وجيزة، نظرا لتواجد عناصر مهمة في الفريق الباسكي، في صورة "دانيال إسترادا" و"ألبيرتو دي لابيلا" اللذين يلعبان على الرواقين، قبل أن يستغل المدافع الجزائري الفرص التي منحها إياه مدربه الفرنسي "مونتانيي"، مزحزحا "دي لابيلا" من منصبه على الجهة اليسرى، حيث قدم كادامورو أداء كبيرا في مباريتي "أوساسونا" داخل القواعد وثم "فالنسيا" خارج الديار. يقترب أكثر من "الخضر" ومكانته موجودة هذا واقترب صاحب ال23 عاما أكثر من المنتخب الوطني الذي يعد حلمه منذ فترة طويلة مثلما صرح به في حواره مع "الهدّاف" قبل أشهر، لأن لاعب "ريال سوسيداد" بدأ في اكتساب ما يؤهله لتلقي دعوة "الخضر"، وهي المشاركة بانتظام مع ناديه، حتى أن الإمكانات التي أظهرها أعجبت كثيرا الجمهور الكروي الجزائري، حيث تأكد الكثيرون بأن كادامورو يمتلك مكانه ضمن الكتيبة الوطنية وقادر على تقديم الإضافة المرجوة من لاعب ينشط في "الليغا". "حليلوزيتش" وعد باستدعائه في حال صار أساسيا كنا قد تطرقنا في أعدادنا السابقة إلى قضية التحاق لاعب "ريال سوسيداد" ب"الخضر"، وهذا بعدما وعد "وحيد حليلوزيتش" باستدعاء كادامورو، في حال شارك بانتظام مع فريقه، وهو ما بصدد القيام به الآن، إثر كسبه مكانة أساسية في الجولات الماضية، في انتظار التأكيد في الأيام المقبلة، وبذلك قد يكون خريج مدرسة "سوشو" ضمن قائمة المدرب البوسني التي يعلن عنها بعد أيام استعدادا لمواجهة غامبيا في العاصمة بانجول شهر فيفري المقبل، خصوصا إذا ذكرنا أن "حليلوزيتش" لم يختر الأسماء لحد الآن مثلما صرح به مؤخرا.