بعدما كانت الأولى التي وصلت إلى مدينة جنيف بسويسرا لتغطية لقاءي الجزائر ضد أرمينيا ورومانيا، ووفاء لقرائها، كانت يومية "الخبر الرياضي" كذلك أول جريدة رياضية جزائرية تصل إلى البرازيل تمهيدا لتغطية تربّص الخضر ومجريات المونديال، حتى تنقل كل كبيرة وصغيرة لمشجعي المنتخب الجزائري الذين سيشاهدون النهائيات على شاشات التلفزيون وتقدم النصائح لأولئك الذين سيصلون إلى بلد "السامبا" بعد أيام للوقوف وراء رفقاء بوقرة وتشجيعهم على الظهور بقوة من أجل المرور إلى الدور الثاني في أكبر محفل كروي عالمي، ومهما قيل وسيقال عن البرازيل إلا أن زيارة هذا البلد تشعرك بأنك تتواجد في مهد الكرة وموطن غير عادي تتعايش فيه مئات الأطياف عبر مساحة شاسعة جعلت منها الأكبر في أمريكاالجنوبية. الوصول إلى ساو باولو بعد أكثر من 14 ساعة طيران بداية رحلتنا إلى البرازيل، انطلقت في حدود الساعة السابعة مساء من مطار هواري بومدين الدولي عبر طائرة "إير بيس" التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، حيث كنا مجبرين على المرور عبر مطار "شارل ديغول" الدولي بباريس قبل الوصول إلى مطار ساو باولو في رحلة متعبة دامت حوالي 14 ساعة ونصف الساعة في السماء ليكون الوصول إلى البرازيل في حدود الساعة منتصف النهار من اليوم الموالي. الرحلة من باريس إلى ساو باولو كانت مكتظة ودامت 11 ساعة كاملة على عكس الرحلة الأولى القصيرة والتي قادتنا من الجزائر نحو العاصمة الفرنسية، فإن الشطر الثاني من برنامج السفر نحو بلد "السامبا" كان في رحلة عبر طائرة "بوينغ 777″ وهي الرحلة التي كانت مكتظة عن آخرها بمسافرين من مختلف جنسيات العالم مع تقدم ملحوظ للبرتغاليين كما أنها كانت جد شاقة، حيث دامت حوالي 11 ساعة كاملة قبل أن تعلن مضيفة الطائرة بلكنة فرنسية مفهومة وابتسامة عريضة وصولنا إلى مطار أكبر مدينة بالبرازيل وهو مطار ساو باولو الدولي. الخطوط الجويّة الفرنسية في المستوى وقدّمت طعاما حلالا للجزائريّين بالعودة للحديث عن الخدمات التي تقدّمها الخطوط الجوية الفرنسية خلال رحلتها من باريس إلى ساو باولو ورغم انتقادنا لحجم الكراسي في الدرجة السياحية إلا أنها جد مقبولة خاصة فيما يخص الوجبات المقدمة، حيث تراعي ذات المؤسسة ديانات وحتى الحالة الصحية لكل مسافر، حيث يكفي أن تقوم بإبلاغ إدارة المؤسسة بنوعية الوجبة التي تريد تناولها قبل انطلاق الرحلة ب48ساعة حتى تجد كل شيء مرتبا وهو ما حدث معنا، حيث كانت تملك مضيفة الطائرة قائمة اسمية للمسافرين الذين طلبوا وجبات خاصة ومنهم 11 إعلاميا جزائريا بالإضافة إلى بعض الشيوخ والعجائز الذين يعانون من أمراض مزمنة تحتم عليهم تناول وجبات تخلو من السكريات وحتى الأحماض. شاشة لكلّ مسافر تحتوي على أغاني الشاب خالد وسعاد ماسي تتوفر ذات الطائرة التي قامت بنقلنا من باريس نحو ساو باولو على شاشة لكل مسافر وهي الشاشة التي تحتوي على عدة أيقونات تتيح لك مشاهدة أفلام عالمية أو لقاءات كروية أو الاستماع إلى الموسيقى الإنجليزية، الفرنسية، البرتغالية وحتى العربية وعند نقرك على أيقونة الموسيقى العربية تجد أغاني للمطرب الجزائري العالمي "الكينغ الشاب خالد" وألبوم "c'est la vie " وحتى المطربة المغتربة سعاد ماسي وبعض المطربين العرب على شاكلة جورج وسوف ونانسي عجرم. فيديوهات لتقديم مجموعات المونديال ومنتخب البرازيل في المقدّمة في سياق ذي صلة وبالحديث عن البرامج التي تضعها ذات الشاشة تحت تصرف المسافر، نجد أيقونة للفيديوهات وكذا الأشرطة وفي مقدمتها أشرطة كرة القدم التي تتحدث عن نهائيات كأس العالم وكيفية تأهل كل منتخب من المنتخبات ال32 إلى أكبر محفل كروي عالمي وعلى اعتبار أن الرحلة متجهة نحو ساو باولو البرازيلية، فإن منتخب "السيليساو" أخذ الحيز الأكبر على حساب بقية المنتخبات، حيث بالإضافة إلى بث فيديوهات التأهل فقد منحت الفرصة لأغلب اللاعبين ومنهم النجم نيمار دا سيلفا جونيور واللاعب السابق لتشيلسي دافيد لويز وغيرهما للحديث عن تكهناتهم فيما يخص نتائج الدورة التي تنطلق يوم 12 جوان الجاري. مضيفو الطائرة تفاجؤوا للتنقل المبكّر للوفد الإعلامي الجزائري إلى البرازيل من خلال دردشتنا خلال ساعات الرحلة مع بعض مضيفي الطائرة الذين استفسروا عن سبب التواجد الخاص لبعض الجزائريين على متن الطائرة أعلمناهم بأننا صحفيون بصدد التنقل إلى البرازيل مبكرا لإعداد "روبورتاجات" خاصة عن البلد وتغطية تربص المنتخب الجزائري الذي ينطلق بمدينة "سوروكابا" يوم الثامن من الشهر الجاري وهو ما فاجأهم وجعلهم يطلبون منا المزيد من المعلومات عن مشاركة المنتخب الجزائري وحتى "الديكة" لاسيما لأولك الذين يملكون الجنسية الفرنسية وينتظرون الكثير من تشكيلة ديشان لردّ الاعتبار للكرة المحلية بعد نكسة مونديال جنوب إفريقيا قبل أربع سنوات مع المدرب دومينيك. استحسنوا الأمر وأشادوا باحترافيّة المؤسّسات الإعلامية في الجزائر لم يجد ذات المضيفين الذين تواصلوا معنا بشكل جيد وظلوا يسألون عن حالتنا طوال مدة الرحلة ويقدمون لنا خدمات إضافية مقارنة ببقية الركاب إلا أن يشيدوا باحترافية المؤسسات الإعلامية الجزائرية التي كانوا يظنون أنها ستغيب عن تغطية الحدث كما تمنوا لنا وللمنتخب الجزائري التوفيق في المهمة التي قدمنا من أجلها. الوصول إلى المطار بعد رحلة متعبة واكتظاظ كبير في مكاتب ختم جوازات السفر رغم استسلامنا للنوم في بعض أوقات الرحلة ومحاولتنا القضاء على الوقت من خلال الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة بعض الأفلام والأشرطة الخاصة بالمنتخبات المونديالية إلا أن ذلك لم يكن ليغيّر من الأمر شيئا، حيث نال منا التعب بما أن السفر قطعة من العذاب وكان وصولنا إلى مطار ساو باولو في ساعة مبكرة من الصباح تتساوى ومنتصف النهار في الجزائر لنتفاجأ بتواجد آلاف المسافرين موزّعين عبر مكاتب ختم جوازات السفر. الشرطة البرازيلية منحت الأولويّة للوافدين من أجل نهائيّات كأس العالم بما أن نائب رئيس "الفاف" جهيد زفزاف وبعض مرافقيه من عمال الاتحاد الجزائري لكرة القدم رافقونا على متن الرحلة، فقد شاهدناهم يتقدمون نحو شباك خاصّ خال من المسافرين لختم جوازات سفرهم دون تكبد عناء أخذ طوابير طويلة ولمّا استفسرنا عن الأمر علمنا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وضع بالتنسيق مع مصالح شرطة الحدود البرازيلية شبابيك خاصة تمنح الأولوية للرسميين من عمال الاتحادات الكروية ورؤسائها بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المعتمدة من طرف هيئة بلاتير لتغطية الحدث. وأنقذت الوفد الإعلامي الجزائري من طوابير كانت ستدوم لساعات بعد استفسارنا عن الأمر وتأكدنا من امتلاكنا أولوية المرور ودخول الأراضي البرازيلية عبر الشبابيك الخاصة، تقربنا من مصلحة ختم جوازات السفر لنُنهي المشكلة في ظرف دقائق معدودات، حيث قمنا بتقديم اعتماد تغطية المونديال للشرطية المكلفة لتنقذنا "الفيفا" من عناء الانتظار لساعات طويلة في الطوابير على اعتبار أن مطار ساو باولو ورغم وضعه لمئات عناصر الأمن لتسهيل عملية ختم جوازات السفر إلا أن حالة الاكتظاظ التي يعيشها موازاة مع اقتراب موعد المونديال جعلته يعيش ظروفا طارئة تسبّبت في معاناة المسافرين الوافدين إلى البرازيل. "الفيفا" وضعت مكتبا خاصّا للرسميّين بمطار ساو باولو الدولي بعد ختم جوازات السفر، كان لزاما علينا الخروج من المنطقة الدولية والخروج نحو بهو المطار وهناك شدّ انتباهنا تواجد مكتب خاص مزين برايات المونديال ويحمل شعارات الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث تقربنا من العاملين به لمعرفة بعض التفاصيل التي قد تهمنا وتسهل من مهمتنا لكننا تفاجأنا بأن المكتب مخصص فقط لكبار الشخصيات ورؤساء الاتحادات الدولية وكذا المنتخبات المونديالية. وأخطأت عندما وضعت أعوانا يتحدّثون اللغة البرتغالية فقط وجدنا صعوبة كبيرة في التواصل مع الأعوان الذين وضعتهم "الفيفا" ولجنة تنظيم المونديال في المكتب المخصّص لاستقبال وتسهيل مهمة رؤساء الاتحادات والمنتخبات المونديالية على أساس أنهم لا يتحدثون إلا اللغة البرتغالية في الوقت الذي لا يجيدها أغلب القادمين إلى البرازيل بمناسبة العرس الكروي العالمي، حيث وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت لذات الهيئة بمناسبة قرعة المونديال منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب عامل اللغة إلا أن "الفيفا" ولجنة التنظيم لم تكلفا نفسيهما عناء البحث عن أعوان استقبال يجيدون الحديث باللغة الإنجليزية. رغم ذلك هم بسطاء وبشوشون يرحّبون بالجميع في بلد "السامبا" على عكس ما يحدث في الجزائر وفي بعض البلدان المتخلفة لما يتعلّق الأمر بمشكل في التواصل، فإن أعوان الاستقبال الذين وضعتهم "الفيفا" تحت تصرف الاتحادات الكروية ببهو مطار ساو باولو كانوا جد بسطاء وحاولوا جاهدين معرفة ماذا نريد ولم تغادر البشاشة والابتسامة محياهم وطلبوا أخذ صور تذكارية معهم عندما فهموا أننا صحفيّون جزائريّون قدمنا لتغطية المونديال. اللغة مشكل كبير في التّواصل مع البرازيليّين واللغة الإسبانية قد تنقذ الموقف في ذات السياق، وجب أن نشير ونؤكد للمناصرين الجزائريين الذين سيحلون بالبرازيل الأسبوع القادم في مهمة تشجيع أشبال حاليلوزيتش أنهم سيجدون مشكلا كبيرا في التواصل مع البرازيليين مثلما حدث معنا ساعة وصولنا إلى المطار ولولا أن بعض العاملين يفهمون اللغة الإسبانية التي تقترب كلماتها ومعانيها من اللغة البرتغالية لكانت الأمور أصعب بكثير ولحسن الحظ أن زميلي طارق قادري الذي رافقني في المهمة يتحدّث الإسبانية بطلاقة وهو ما جعلنا نتمكن من قضاء مختلف حوائجنا بالأراضي البرازيلية. لا أثر للغة الإنجليزية رغم أنها اللغة المعترف بها عالميّا في الوقت الذي يظن فيه البعض أن إجادة الحديث وفهم اللغة الإنجليزية قد يجنبه مشكلة التواصل مع البرازيليين، نؤكد للجميع أن أغلب أعوان الاستقبال سواء في المطار أو الفنادق وحتى مالكي المحلات في بلد "السامبا" لا يتقنون اللغة الإنجليزية ويضطرون في بعض الأحيان للتواصل مع السياح بالإشارات وكتابة الأرقام لإيصال رسائلهم إلى زوار بلادهم. محلات المطار تزيّنت بالألوان الصفراء والخضراء وتعيش على وقع المونديال بعيدا عن مشكل التواصل ورغم أن البرازيل لم تضبط لحد الساعة عقاربها على وقع المونديال إلا أن المحلات المتواجدة بمطار ساو باولو، استبقت الأحداث وتزينت بالرايات الصفراء الخضراء والأعلام البرازيلية وشرعت في بيع أقمصة كل المنتجات التي لها علاقة بالحدث الكروي محاولة استمالة الزوار لاقتنائها من خلال وضع كتابات تؤكد بأن أسعار المنتجات مخفضة بسبب نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها البرازيل بداية من الأسبوع القادم. التجار يريدون استغلال المناسبة لجني أموال طائلة على حساب السيّاح يريد مالكو المحلات والتجار الذين يمتلكون مساحات داخل بهو مطار ساو باولو استغلال مناسبة برمجة نهائيات كأس العالم ببلد السامبا لمضاعفة أرباحهم وجني أموال طائلة على حساب السيّاح القادمين من مختلف بقاع العالم مستغلين الحركة غير العادية التي يعيشها مطار ساو بالو لاستقطاب المسافرين والترحيب بهم وحثهم على شراء مختلف حاجياتهم من هناك قبل التنقل نحو الوجهات التي اختاروها. تبديل العملة في وكالات البنوك بالمطار يفقد المسافر حوالي 4500 دينار جزائري عن كل 100 أورو بعدما أنهينا إجراءات ختم جوازات السفر وأخذنا إطلالة صغيرة على ما تبيعه بعض المحلات ببهو مطار ساو باولو كان لزاما علينا التنقل نحو مكاتب البنوك المتواجدة هناك لتبديل العملة الصعبة الأورو إلى العملة المحلية الريال البرازيلي وهنا تفاجأنا بأن تبديل العملة داخل محيط المطار قد يكلفك خسارة ما يقارب 4500 دينار جزائري عن كل 100 أورو بسبب الضريبة العالية التي تقوم باقتطاعها ذات الوكالات مقارنة بتلك المتواجدة خارج المطار وهو ما جعلنا نكتفي بتبديل مبلغ بسيط يكفينا لسد حاجياتنا الأولية للوصول إلى مدينة "سوروكابا" وتسديد تكلفة التنقل وشراء شريحة هاتف وتناول وجبة الغذاء. "الخبر الرياضي" تنصح الأنصار بالتنقل إلى البنوك في وسط المدينة أو مكاتب الصّرف على ضوء المعطيات السالفة الذكر، فإن يومية "الخبر الرياضي" التي تتواجد منذ يومين بالأراضي البرازيلية تنصح في هذا السياق المناصرين الجزائريين القادمين سواء مع الديوان السياحي عبر رحلات منظمة أو أولئك القادمين في رحلات غير منظمة بتفادي تبديل العملة في وكالات البنوك المتواجدة داخل المطارات وضرورة التنقل نحو البنوك ومكاتب الصرف المتواجدة في وسط المدينة أو في الفنادق التي سيقيمون بها خلال مدة تواجدهم بالبرازيل. 100 أورو تمنح لصاحبها حوالي 300 ريال برازيلي فقط حتى نعطي صورة واضحة عن سعر الصرف هنا بالبنوك المتواجدة خارج المطارات، فإن 100 أورو تساوي 300 ريال برازيلي فقط في الوقت الذي تصل إلى 263 فقط في حال قمت بالعملية داخلها ويكفي أن نقول أن أبسط مناصر سيقوم بصرف حوالي 600 أورو لتعرف أن الفارق سيكون كبيرا بين المبلغين أما عن المناصرين الذين سيحملون معهم عملة الدولار الأمريكي فإنهم سيتحصلون مقابل كل 100 دولار على 250 ريال برازيلي في حال كان تبديل العملة خارج المطار أما إن كان عكس ذلك فإنهم لن يحصلوا إلا على مبلغ 209 ريال برازيلي. التنقل إلى "سوروكابا" عبر سيارات الأجرة باهظ ويكلّف حوالي 3 ملايين سنتيم جزائري بعد أن قمنا بصرف العملة المحلية، اتجهنا نحو محطة سيارات الأجرة لمواصلة مسيرتنا نحو مدينة "سوروكابا" التي اخترناها حتى تكون مقرا لإقامتنا بالقرب من مقر تحضيرات المنتخب الجزائري لكننا تفاجأنا بالأسعار الباهظة المعتمدة هنا في البرازيل، حيث طلب منا سائق السيارة حوالي 600 ريال برازيلي أي ما يعادل 3 ملايين سنتيم جزائري لمسافة 130 كيلومتر، وهو مبلغ كبير مقارنة بالأسعار المعتمدة في الجزائر، حيث أن التنقل من وهران إلى قسنطينة على مسافة 900 كيلومترا سيكلفك نصف هذا المبلغ ورغم محاولتنا طلب تخفيض المبلغ من سائق إلى آخر إلا أن الجميع رفض ذلك بحجة غلاء سعر الوقود والضريبة المرتفعة وكذا الازدحام المروي الكبير الذي قد يجعلهم يقطعون هذه المسافة خلال 9 ساعات كاملة ما يعني ضياع يوم من العمل. والحصول على سيارة من وكالات كراء السيّارات ببطاقات الائتمان فقط موازاة مع المعطيات سالفة الذكر، كان لزاما علينا التفكير في مخرج آخر يجعلنا نصل إلى مدينة "سوروكابا" بأقل الأضرار ووجدنا أن أحسن حل لتفادي إهدار أموال طائلة في مصاريف التنقل عبر سيارات الأجرة هو الحصول على سيارة من وكالات كراء السيارات المتواجدة بقوة داخل مطار ساو باولو لكن صدمتنا كانت كبيرة بعد رفض مسيري هذه الوكالات منحنا ما نريده بسبب عدم امتلاكنا لبطاقات ائتمان تجعلها قادرة على استرجاع حقوقها المادية في حال تعرض السيارة لأي مكروه لا قدر اللمولى خلال مدة كراء السيارة. بطاقات "فيزا كارد" بنك الخليج غير معترف بها ووضعتنا في ورطة رغم أن غالبية أعضاء الوفد الإعلامي الذي حل منذ يومين بالبرازيل لتغطية تحضيرات الخضر لا يملكون بطاقات ائتمان إلا أن عنصرين كانا يملكانها وكانا يظنان أنهما سينقذاننا إلا أن العكس هو الذي حصل بما أن النظام البنكي المعتمد هنا رفض الاعتراف ببطاقات "فيزا كارد" التي تمنحها وكالة بنك الخليج المتواجدة بالجزائر وهو ما جعلنا نلغي هذه الفكرة من جديد من رؤوسنا. شراء شريحة هاتف في البرازيل أصعب من الحصول على تأشيرة دخول فضاء "شنغن" بعد رفض منحنا سيارة من طرف وكالات كراء السيارات، اتجهنا لاقتناء شرائح الهاتف النقال لتسهيل عملية التواصل فيما بيننا ومع أهالينا وهنا صادفنا مشكل جديد يتطلب منا الحصول على رقم تعريف إحصائي في البرازيل من أجل شراء شريحة "سيم" وهذا الرقم لا يمتلكه إلى المقيمون بالبرازيل لنقتنع في الأخير أن اقتناء شريحة الهاتف النقال في البرازيل أصعب من الحصول على تأشيرة دخول فضاء "شنغن" بالنظر إلى الإجراءات الأمنية المشددة المعمول بها في هذا المجال حتى تتمكن السلطات من القبض على المجرمين في حال ارتكاب أعمال خارجة عن القانون. "الخبر الرياضي" تستنجد بجزائريّ مقيم بالبرازيل لحل إشكال السيارة وشريحة الهاتف بعد أن أغلقت كافة الأبواب في وجوهنا تحتم علينا الاتصال بأحد الجزائريين المقيمين بمدينة ساو باولو والذي تجمعنا به علاقة صداقة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث أعلمناه بشتى المشاكل التي صادفتنا وهنا قرر التدخل وطلب منا التنقل إلى مكان عمله من أجل مساعدتنا على حل إشكال كراء السيارة واقتناء شرائح الهاتف النقال. فاروق جزائري عامل بالبرازيل تكفّل بكراء سيارات لجميع أعضاء الوفد الإعلامي بعد مسيرة فاقت الساعة والنصف من الزمن في مسافة لم تتعدى ال40 كيلومترا، وصلنا عند صديقنا فاروق الذي أخذ على عاتقه مهمة التكفل بكراء سيارات لأعضاء الوفد الإعلامي الجزائري واقتناء شرائح الهاتف النقال وظل إلى جانبنا طيلة أكثر من ثلاث ساعات كاملة حتى يوفر لنا المطلوب وهو ما تم في نهاية الأمر، حيث قام باقتناء شرائح هاتف ل11 فردا باسمه الخاص لتجنيب الجميع إجراءات إدارية ودفع أموال زائدة. ينحدر من بلدية قايس بخنشلة ومقيم بساو باولو منذ أربع سنوات جدير بالذكر، أن الجزائري المقيم هنا بساو باولو والذي كان دليلنا في اليوم الأول من تواجدنا بالبرازيل اسمه فاروق وينحدر من بلدية قايس بولاية خنشلة ويقيم هنا منذ أربع سنوات، حيث عانى في البداية على حد قوله لاسيما بسبب عدم إتقانه اللغة البرتغالية لكنه سرعان ما قام بدراستها وشرع في رحلة البحث عن العمل وهو ما وجده لتبدأ رحلة الألف ميل عبر خطوة ويندمج فاروق في هذا المجتمع بسرعة كبيرة. سئم العيش في الجزائر مهمّشا ورفع التحدّي، تزوج في البرازيل ووضعيّته المادية جدّ مستقرة حاليا عن الأسباب التي جعلت فاروق يغادر الجزائر نحو المجهول إن أمكن القول ذلك، لاسيما أن الجالية الجزائريةبالبرازيل تكاد تكون منعدمة واللغة مختلفة تماما شأنها شأن العادات والتقاليد بالإضافة إلى عدم توفر الأمن لاسيما بمدينة ساو باولو، كشف لنا ذات المتحدث أنه سئم العيش في الجزائر موازاة مع "الحقرة" والتهميش التي تعيشها المنطقة التي ينحدر منها وهي بلدية قايس بخنشلة وقرر الارتباط والزواج هنا بالبرازيل لتتحسن أوضاعه المالية والمعيشية وأصبح مستقرا في حياته لكنه لم ينس الجزائر التي قال أنه كان في زيارة لها قبل ثلاثة أشهر فقط. التنقل بعدها إلى "سوروكابا" على مسافة 130 كيلومتر في مدة ساعة ونصف من الزمن بعد استلامنا للسيارات التي قمنا بكرائها، كان الموعد مع شطر جديد في الرحلة التي دامت بكاملها قرابة يومين كاملين، وانطلقنا من المركز الاقتصادي لمدينة ساو باولو نحو مدينة "سوروكابا" على مسافة 130 كيلومتر قضيناها في وقت قياسي مقارنة بالواقع المعاش هنا في البرازيل، حيث قضينا ساعة ونصفا فقط من الزمن لنلتحق بالفندق الذي سنقيم به خلال مدة تواجدنا هنا بالبرازيل. الحظ كان إلى جانبنا لتواجد البرازيليّين في البيوت لمشاهدة لقاء "السيليساو" وبنما لما سألنا عن السبب الذي جعل الطريق تكاد تكون خالية ساعة تنقلنا من مدينة ساو باولو إلى "سوروكابا"، علمنا من صاحب الفندق الذي نقيم به أن تواجد ملايين البرازيليين بأماكن عملهم أو بمنازلهم لمتابعة لقاء رفقاء نيمار ضد منتخب بنما هو الذي جعلنا ننجو من مقصلة الازدحام المروري التي قال أنها تدوم لساعات طويلة في بعض الأحيان. الفوز برباعية أسعد الجميع والكل يحلم بمعانقة رفقاء نيمار للكأس الغالية أسعد الفوز المحقق من طرف أشبال سكولاري وفيريرا بنتيجة رباعية دون مقابل على حساب منتخب بنما العشرات من البرازيليين الذين التقيناهم سواء بالفندق أو حتى بالمساحات التجارية الكبرى وهو ما جعلهم يحلمون بمعانقة الكأس الغالية للمرة السادسة، خاصة في ظل امتلاك التشكيلة لعناصر قوية واستفادتها من عاملي الأرض والجمهور طيلة مجريات الدورة. إسبانيا لا حدث والكل يخاف المنتخب الألماني وواقعيّته فوق أرضية الميدان عن المنتخبات التي يخشاها البرازيليون والتي يرون أنها قادرة على خطف الكأس من منتخب "السيليساو" بعقر داره، أكد غالبيتهم أن منتخب ألمانيا يعتبر المنتخب الأصعب من بين ال31 منتخبا الذين قد يواجههم رفقاء نيمار في حين قللوا من شأن المنتخب الإسباني رغم حيازته للكأس السابقة وامتلاك تشكيلة "لاروخا" لاعبين كبارا يصنعون أفراح كبار الأندية العالمية . غالبيتهم اقتنى تذاكر اللقاء الافتتاحي ولا يريدون تفويت فرصة الاحتفال بالفوز على كرواتيا علمنا أن الغالبية العظمى لاسيما من سكان مدينة ساو باولو وحتى "سوروكابا" قاموا باقتناء تذاكر المباراة الافتتاحية التي تلعب يوم ال12 من الشهر الجاري وذلك رغم غلائها بالنسبة للطبقة البسيطة التي لا تملك قوت يومها، حيث لا يريدون تضييع فرصة الاحتفال بفوز كبير وساحق على منتخب كرواتيا تمهيدا للحصول على الكأس، جدير بالذكر أن اللقاء الافتتاحي سيلعب بشبابيك مغلقة وسيشهد تغطية إعلامية لا مثيل لها من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية. البرازيل تمتلك شبكات طرقات عالمية وحوالي 90 كيلومترا من الطريق السيار بين ساو باولو و"سوروكابا" رغم عديد المشاكل التي يعاني منها المواطن البرازيلي وحتى الزائر لهذا البلد إلا أن الحقيقة التي يجب أن تقال ويعرفها الجزائريون هي أن البرازيل تمتلك شبكات طرقات عالمية جعلتها تدخل مصاف الكبار في هذا المجال، حيث يكفي فقط الحديث عن وجود 90 كيلومترا من الطريق السيار من أصل 130 الرابطة بين ساو باولو و"سوروكابا" لتتأكد من الأمر، حيث تصادفك محوّلات كثيرة وجسور وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تجعل حركة المرور انسيابية في بلد يعيش به مائتا مليون شخص. رغم ذلك المنطقة لا تزال تعاني من الاكتظاظ والخضر قد يجدون مشكلا كبيرا في الوصول إلى مقرّ إقامتهم لكن وعلى الرغم من المجهودات التي تبذلها وزارة النقل في مجال الطرقات إلا أن ذلك لم يقض تماما على مشكل الازدحام المروري الذي يعتبر من بين أكبر المشاكل التي تنغص حياة البرازيليين لاسيما بالمدرن الكبرى كساو باولو، ريو دي جانيرو والعاصمة برازيليا ما جعل المسؤولين على البلد يضطرون إلى وضع ترتيبات خاصّة تمنع حتى بعض السيارات من التواجد بوسط المدن في أيام معينة.