اتفق معظم لاعبي المنتخب الوطني في خرجاتهم الصحفية الأخيرة التي تلت مهزلة مراكش على أن حالة عدم الاستقرار على العارضة الفنية وعدم التفكير بصفة مسؤولة في مستقبل محاربي الصحراء بعد نهاية مونديال العم مانديلا من الأسباب الرئيسية لتراجع مستوى المنتخب الوطني، ورغم أن العناصر الوطنية التي آثرت مواجهة الجماهير من خلال قبولها الظهور عبر وسائل الإعلام رفضت تحميل طرف معين مسؤولية تلك المهزلة، على خلاف رئيس الاتحادية الجزائرية الذي انتقد خيارات بن شيخة وحمله المسؤولية، غير أن كوادر الخضر رموا الكرة في مرمى المسؤولين داخل مبنى دالي إبراهيم وحملوا ولو بصفة ضمنية مسؤولية تراجع المنتخب الوطني وانهياره التام بعد نهاية المشاركة التاريخية في أكبر محفل عالمي إلى تسيير الفاف الخاطئ لمسألة العارضة الفنية للخضر بعد المونديال. بودبوز، مطمور، عنتر وبوقرة انتقدوا سياسة الاتحادية الملاحظ من خلال تصريحات عناصر المنتخب الوطني على سبيل المثال لا الحصر، أنّ الرباعي مطمور، بودبوز، بوقرة وعنتر يحيى حمل مسيري الكرة في الجزائري مسؤولية فقدان المنتخب الوطني لتوازنه من خلال عدم استقرار العارضة الفنية والتغيير المتكرر للأطقم الفنية، على غرار مطالبتهم للشيخ سعدان بعدم توقيف مسيرته مباشرة بعد نهاية المونديال الأخير والتي كرروها عقب تعادل تنزانيا شهر سبتمبر من العام الفارط، كما بذلت ركائز النخبة الوطنية رغم مرارة الهزيمة أمام المنتخب المغربي قبل عشرة أيام مساع حثيثة لجعل الجنرال يتراجع عن قراره بالانسحاب من تدريب الخضر، حيث طالبته بالبقاء على رأس المنتخب ومواصلة المغامرة على الأقل حتى شهر أكتوبر موعد نهاية هذه المرحلة التصفوية . الفاف وفية لعادتها في تكسير "ريتم" المنتخب كلام عناصر المنتخب الوطني يجرنا للعودة قليلا إلى الوراء وخاصة سنة 2007 على هامش الإخفاق أمام المنتخب الغيني والخسارة بملعب 5 جويلية ما تسبب في حرمان المنتخب الوطني من حضور نسخة كأس إفريقيا 2008 بغانا، حيث قرر بعد ذلك المدرب الفرنسي السابق جون ميشال كفالي بعد ضغوطات كبيرة رمي المنشفة وكلنا نتذكر موقف زملاء زياني في غرف تغيير الملابس عندما رفضوا كلية الحديث عن إقالة أو استقالة المدرب السابق لنادي نيم، ليس دفاعا عنه كشخص ولكن حفاظا على الديناميكية الكبيرة التي عرفها المنتخب آنذاك، غير أن تلك الأخطاء لم تستفد منها الاتحادية كثيرا وعاودت نفس الخطأ السنة الماضية عندما دفعت أطراف داخل الهيئة المسيرة لكرة القدم الجزائرية الشيخ سعدان للانسحاب في الصبيحة التي أعقبت تعادل زملاء قديورة أمام المنتخب التانزاني. روراوة لم يعرف تسيير فترة ما بعد سعدان إقالة بن شيخة بعد 7 أشهر فقط من تعيينه على رأس المنتخب الوطني وتواجد الخضر في مؤخرة مجموعتهم الرابعة بحظوظ شبه منعدمة في التأهل إلى الكان القادم، أثبتا بشكل واضح فشل خيارات الاتحادية الجزائرية وعدم إجادتها لتسيير مرحلة ما بعد المونديال أو بالأحرى ما بعد المدرب الأسبق رابح سعدان، فبعد المشاركة في المونديال والعودة القوية على مستوى الساحة الإفريقية، تسببت سياسة اللااستقرار على مستوى العارضة الفنية للخضر في تحطيم منتخب كان بالأمس القريب يوصف بالمنتخب المتماسك ذي الروح الكبيرة، وعوض أن يتم تعويض رحيل سعدان بمدرب كبير يتوافق مع المستوى الذي بلغه الخضر منحت مسؤوليته الفنية إلى مدرب عديم التجربة والخبرة، جنى على نفسه وقضى على أحلام محبي الفريق الوطني في رؤية زملاء يبدة في الكان القادم.