أجهز مانشستر يونايتد على ضيفه توتنهام بثلاثية نظيفة –مع الرأفة- في قمة الجولة ال29 من الدوري الإنجليزي التي أقيمت على ملعب أولد ترافورد بعد عصر اليوم، ليُحافظ اليونايتد على المركز الرابع بوصوله للنقطة 56 بفارق نقطة عن ثالث الترتيب العام آرسنال، أما السبيرز، فقد تقلصت حظوظه في المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال بتجمد رصيده عند 50 نقطة وفي المركز السابع. بدا اليونايتد الأكثر تنظيماً واستحواذاً في الدقائق العشر الأولى التي هيمن خلالها روني ورفاقه على كل متر في الملعب، وفي المقابل، بدا الفريق الضيف مرتبكاً بصورة مبالغ فيها، ما أعطى الشياطين الحمر الفرصة لتسيد المباراة تماماً، ووضح ذلك من خلال المحاولات التي قام بها رجال فان خال على مرمى الحارس الفرنسي هوجو لوريس منذ الدقيقة الأولى وحتى نهاية الشوط الأول. ترجم زعيم إنجلترا على المستوى المحلي تفوقه الكاسح على الديوك بهدف التقدم الذي أحرزه ذو الأصول العربية مروان فيلايني عند الدقيقة العاشرة، وجاء الهدف عن طريق هجمة منظمة وسريعة انتهت بتمريرة حريرية في العمق من ملك التكتيك العائد من الإصابة "مايكل كاريك" لفيلايني الذي هرب من مصيدة التسلل، ثم افتحم منطقة الجزاء، وفي الأخير سدد بقدمه اليسرى –على طريقة المهاجمين الكبار- كرة أرضية زاحفة على يسار حامي عرين الضيوف الذي حاول مع الكرة، لكن دون جدوى. استمر حصار مانشستر يونايتد لضيوفه، إلى أن أتى موعد الهدف الثاني عن طريق ركلة ركنية أرسلها ماتا على رأس فيلاني الذي حولها في المرمى، لترتد من الدفاع ولم تَجد سوى كاريك الذي تابعها برأسية في المكان المستحيل على هوجو لوريس، لتُعلن الدقيقة 18 عن تقدم أصحاب الأرض وسط فرحة هستيرية للجماهير السعيدة بأفضل عرض قدمه فريقها منذ رحيل شيخ المدربين سير أليكس فيرجسون. حاول المدرب الأرجنتيني بوكيتينو إنقاذ ما يُمكن إنقاذه بإشراك ديمبلي على حساب تاونسند بعد مرور نصف ساعة على زمن الشوط الأول، لكن الوضع ظل كما هو عليه، ولم يتحسن أداء توتنهام، وفي المقابل واصل اليونايتد ضغطه الهائل بحثاً عن رصاصة الرحمة الثالثة، وبالفعل شهدت الدقيقة 34 رابع الأهداف بمساعدة بن طالب الذي مرر بالخطأ لروني الذي استغل الهفوة ومر من دفاع السبيرز بأكمله، وفي النهاية سدد بقدمه اليمنى على يمين الحارس المغلوب على أمره، ليقتل شياطين مانشستر المباراة إكلينيكياً بالهدف الثالث. بعد أن تأكد الفريق المحلي أن كل شيء قد حُسم، اكتفى لاعبوه ببذل أقل مجهود على مدار الشوط الثاني، وفي المقابل تحسن أداء الفريق اللندني نوعاً ما، لكنه استحوذ على الكرة بشكل سلبي، ولم يخلق ولو فرصة واحدة مُحققة على مرمى الحارس دي خيا. وانحصر اللعب في وسط الميدان في أغلب أوقات الشوط الثاني الذي غابت فيه المتعة والإثارة تماماً، وهذا لشعور كلا الفريقين أن المباراة قد انتهت، فاليونايتد لعب بشكل اقتصادي لتفادي تعرض أي لاعب لإصابة قبل قمة ليفربول، فيما وضح استسلام الضيوف الذين سيطر عليهم اليأس والإحباط بسبب أحداث الشوط الأول، لينتهي بعد ذلك اللقاء بفوز سهل وعريض لليونايتد وصل قوامه لثلاثة أهداف أتت في غضون نصف ساعة فقط.