عندما يستضيف برشلونة منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد غدا الأحد في لقاء القمة (الكلاسيكو) المقرر بينهما بالمرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم ، سيستعيد لويس إنريكي المدير الفني ذكرياته السعيدة مع مباريات الكلاسيكو والتي كان أبرزها في موسم 1998/1999 . ولا يختلف اثنان على أن إنريكي كان من بين اللاعبين الذين تركوا بصمة جيدة في مسيرتهم بالنادي الكتالوني كما خدمته الظروف على استعادة بعض شعبيته التي فقدها في النصف الأول من الموسم حيث انتفض مع الفريق في 2015 ليتخلص من كبوته ويحقق الانتصار تلو الآخر حتى تصدر مع الفريق جدول الدوري الأسباني. وفي موسم 1998/1999 ، سجل إنريكي هدفين رائعين قاد بهما برشلونة للفوز الكبير 3/صفر على ريال مدريد لتعزيز صدارته لجدول المسابقة قبل أن يواصل الفريق تقدمه بنجاح نحو منصة التتويج باللقب بفارق كبير أمام الريال بلغ 14 نقطة. وعندما يلتقي الفريقان غدا ، ستكون هذه المواجهة هي الاختبار الحقيقي لإنريكي الذي يتطلع لتكرار ما حققه كلاعب في موسم 1998/1999 وتعزيز صدارة برشلونة لجدول المسابقة كمدرب في هذه المرة من خلال الفوز في مباراة الغد وتوسيع الفارق مع الريال إلى أربع نقاط لتكون خطوة جيدة على طريق الفوز باللقب. وقبل 11 أسبوعا فقط ، كان إنريكي في مهب الريح بعد الهزيمة صفر/1 أمام ريال سوسييداد في الدوري الإسباني والتي هبطت بشعبية إنريكي لدى أنصار برشلونة بدرجة كبيرة وكادت تطيح به من تدريب الفريق خاصة وأنه وضع المهاجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا على مقاعد البدلاء ولم يشركهما في التشكيلة الأساسية للفريق. ووسعت هذه الهزيمة الفارق بين برشلونة ومنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد متصدر جدول الدوري الإسباني وقتها إلى ست نقاط كما ذكرت تقارير عدة أن هذه الهزيمة أثارت مشادات عديدة بين المدرب ولاعبيه وخاصة ميسي كما أشارت التقارير إلى أن العديد من اللاعبين تدخلوا لمنع الاشتباك اليدوي بين إنريكي وميسي. وذكرت تقارير إعلامية أن ليونيل ميسي طالب جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي بعد هذه الأحداث بتغيير إنريكي في نهاية الموسم وجلب مدرب آخر يروق لميسي. ولكن هذه التقارير واجهت نفيا من جميع العناصر داخل النادي وإن بدا مستقبل إنريكي وقتها في مهب الريح وتوقع كثيرون ألا يستمر مع الفريق لفترة طويلة. وإضافة لهذا ، أقال برشلونة بعد يومين من الهزيمة من سوسييداد مدير الكرة أندوني زوبيزاريتا الذي اختار إنريكي لقيادة الفريق بعد استقالة مارتينو من تدريب الفريق في حزيران/يونيو 2014 . ولكن وضع إنريكي الآن أصبح أقوى منه في أي وقت سابق بفضل الصحوة المفاجئة لبرشلونة الذي حقق الفوز في 14 من آخر 15 مباراة خاضها في مختلف المسابقات. ويتصدر برشلونة حاليا جدول الدوري الأسباني بفارق نقطة واحدة أمام الريال كما وصل الفريق لنهائي كأس ملك أسبانيا ولدور الثمانية في دوري الأبطال. ونال إنريكي شهرته أساساً في برشلونة من خلال رحيله عن ريال مدريد بنهاية عقده في 1996 ليسجل بعد انضمامه إلى برشلونة 73 هدفا في 207 مباريات خاضها مع النادي الكتالوني في ثمانية مواسم متتالية كما أسعد جماهير الفريق في هذه المواسم بجهده الوفير وعمله الدؤوب مع زملائه في الملعب. وإذا حقق برشلونة الفوز على الريال غدا ، سيكون هذا سببا إضافيا لزيادة شعبية إنريكي وربما يساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الإسباني في نهاية الموسم مما يعزز فرص إنريكي في الاستمرار مع الفريق بالموسم التالي خاصة وأنه منذ توليه مسؤولية برشلونة لم يلتق الريال سوى مرة واحدة وخسرها برشلونة 1/3 في لقاء الفريقين بالدور الأول للبطولة.