عقد المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش ندوة صحفية ظهيرة أمس بملعب 5 جويلية، تحدث من خلالها عن كل شيء يخص المنتخب، معرجا على أدق التفاصيل... «قرار قبولي تدريب الجزائر لم يكن سهلا وأعلم أن المهمة ستكون صعبة» استهل الناخب الوطني الجديد حديثه إلى الصحافة بالتأكيد على أن قراره قبول تدريب المنتخب الوطني لم يكن سهلا على الإطلاق بسبب الأهداف التي وضعها رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة والتي تنص على بلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا عام 2013 وكذا الدور الثاني من مونديال البرازيل عام 2014، ولم يخف التقني الفرانكو- بوسني أنه كان مترددا كثيرا قبل أن يقرر خوض هذا التحدي الجديد مع الخضر. «الشروط التي حددها لي روراوة يصعب الوصول إليها» كما أضاف المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار، أن الأهداف التي وضعها الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تعد صعبة كثيرا، خاصة فيما يتعلق بالتتويج بكأس إفريقيا في حال تنظيم الجزائر لهذه التظاهرة وكذا المرور إلى الدور الثاني من مونديال بلاد « السامبا»، وهذا راجع للتطور الكبير الحاصل على مستوى المنتخبات الأخرى بالمقارنة مع المنتخب الجزائري وهذا الأخير يؤكد هذه الفرضية. «أمضت ثلاث سنوات وأتمنى أن أصل إلى نهاية عقدي» عن العقد الذي أمضاه مدرب زغرب السابق، أكد حاليلوزيتش على أن العقد الذي يربطه بالاتحادية الجزائرية يمتد إلى ثلاث سنوات كاملة، وقد تم الاتفاق حول جميع البنود بما فيها المالية وكذا أهداف المنتخب من وراء هذا العقد، ولم يخف الناخب الوطني الجديد رغبته في إكمال العقد مع المنتخب إلى نهايته لا سيما وأنه جاء بمشروع للمنتخب ويريد تطبيقه على المدى البعيد. «رغم صعوبة المهمة قبلت، فالمدرب الذي لا يخاطر ليس بمدرب» في ذات السياق، أكد وحيد حاليلوزيتش أنه يحب كثيرا التحديات الكبيرة والمهمات الصعبة كما أشار في صلب كلامه إلى أن المدرب الذي لا يغامر في مثل هذه الظروف لا يصلح أن يطلق عليه اسم المدرب، وعليه أصر أنه قبل تدريب المنتخب الوطني الجزائري رغم الصعوبات الكبيرة التي تنتظره مع زملاء القائد عنتر يحيى. «لم أقرر بعد من سيكون مساعدي من البطولة ولدي كل الوقت» فيما يخص الحديث المتكرر عن هوية المساعد الذي سيكون إلى جانب « وحيد»، أكد هذا الأخير أنه لم يحسم قراره بعد لأن الوقت ما زال كافيا لدراسة كل الاحتمالات الممكنة ومنها اختيار الرجل الذي يراه مناسبا لمساعدته في أداء مهامه على أكمل وجه، خاصة وأنه يريد أن يقع على الاختيار الأصح منذ البداية. «طلبت لاعبا سابقا له خبرة، ولعب كوسط هجومي أو مهاجم» لكن في المقابل، أصر التقني الفرانكو- بوسني على طلبه أن يكون مساعده الجديد لاعبا دوليا سابقا وله من الخبرة ما يسمح له بتقديم آراء تفيد المنتخب الوطني كثيرا، على أن يكون قد لعب سابقا في مركز وسط الميدان الهجومي أو مهاجم صريح، خاصة وأنه كما قال يعتزم أن يحل معضلة الهجوم التي أثرت كثيرا في نتائج « الخضر». «عمل كبير ينتظرني أنا وكل طاقمي الفني ولن تكون مهمتنا سهلة» في المقابل، اعترف الناخب الوطني الجديد أن عملا كبيرا مازال ينتظره من جميع النواحي، كما اعترف أن المهمة التي تنتظر الطاقم الكلي للمنتخب لن تكون سهلة على الإطلاق ورغم ذلك بدا حاليلوزيتش متفائلا بإمكانية تقديم الإضافة الضرورية للكرة الجزائرية. «بدأت العمل مع طاقمي الفني وأصدرت بعض القرارات» أكد حاليلوزيتش أنه باشر عمله مع الطاقم الفني قبل وبعد إمضاء العقد الرسمي بينه وبين الاتحادية، كما أكد أنه أصدر بعض القرارات التي تخص المنتخب الوطني لكنه رفض في المقابل إطلاعنا على فحوى هذه القرارات. «سأعمل مع هذا الطاقم لغاية ديسمبر وأقيم الجميع وبعدها قد أغير بعض العناصر» كما أعرب التقني البوسني عن ثقته في الطاقم الذي يعمل معه في المنتخب، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على ضرورة التغيير في حال رأى نقصا في جانب من الجوانب، حيث ستكون فترة الستة أشهر المقبلة كافية للمدرب لتقييم عمل كل طرف. «روراوة أصر على قدومي وشلابي لعب دورا كبيرا في إقناعي رفقة بعض الجزائريين» عاد حاليلوزيتش إلى قبوله فكرة الإشراف على المنتخب، واعترف أن إصرار روراوة على خدماته كان له تأثير كبير في قراره النهائي، بالإضافة إلى شلابي وبعض أصدقائه من الجزائر وكذا المهجر. «أعرف حب الجزائريين لمنتخبهم وهو ما يضاعف أكثر مسؤوليتي» كما قال المدرب السابق» لباريس سان جيرمان» أنه يدرك تماما عشق الجزائريين لكرة القدم خاصة منتخبها الأول، وهذا حتما سيزيد من المسؤولية الملقاة على عاتقه لأنه مطالب بتحقيق نتائج إيجابية مع المنتخب. «تدريب منتخب صعب مقارنة بالنوادي نظرا لقصر الوقت وقلة تواريخ الفيفا» هذا ولم يتوان الناخب الوطني الجديد في التأكيد على صعوبة الإشراف على المنتخبات الوطنية بالمقارنة مع النوادي، لا سيما بالنظر إلى التواريخ التي تتحكم فيها الفيفا والتي غالبا ما تتيح وقتا قصيرا من أجل تجسيد المشروع مع اللاعبين. «ألغيت لقاء تونس لأننا لسنا بحاجة إليه وسنكتفي بحصص تعارف» كما أكد « حاليلو» أنه كان وراء قرار إلغاء المباراة الودية أمام تونس وذلك لعدم حاجة المنتخب الوطني لأي مباراة في هذا الوقت، حيث قال أنه سيكتفي بحصة تعارف مع اللاعبين وهذا الأمر مهم جدا في البداية. «سأتحدث مع اللاعبين في التربص القادم وسأركز على الانضباط» أكد المدرب الوطني أنه سيستغل تواجد اللاعبين معه في التربص المقبل من أجل الحديث أكثر بينه وبين زملاء بودبوز حتى يضع النقاط على الحروف، ولم يخف كونه سيركز أكثر على الانضباط. «تحدثت مع المساعدين، وطلبت منهم أن نكون قدوة للاعبين» في ذات السياق، قال حاليلوزيتش أنه تحدث مع مساعديه حول هذه النقطة كثيرا، ويأمل في أن يكون هؤلاء المساعدون قدوة للاعبين في مسألة الانضباط. «قسّمت المهام على كل فرد وقلت لهم أنني لا أتسامح مع أحد في العمل» لتفادي أي سوء تفاهم ممكن أكد المدرب الوطني أنه قام بتقسيم العمل حسب المهام المنوطة بكل واحد منهم، وذلك كي يكون كل شيء مرتب وأكد في المقابل أنه لن يتسامح حيال أي تهاون أثناء العمل. «عملنا يجب أن يكون فعالا كي نرفع من مستوى المنتخب» كما اعترف حاليلوزيتش أن الوقت لن يكون كافيا لتغيير العديد من الأمور، لذا أكد على ضرورة أن يكون أي عمل ذا فعالية حتى يرتفع مستوى المنتخب أكثر في المستقبل. « سنذهب إلى تنزانيا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية ولم لا الفوز» عن المباراة المقبلة للخضر أمام نظيره التانزاني، ألح الناخب الوطني على أنه لن يشارك فيه بغية تقليل الأضرار بل من أجل تحقيق نتيجة إيجابية ولم لا الفوز كما قال «حاليلو» . « لم أكن أعلم أن الجزائر فيها 40 مليون نسمة فهذا سيزيد من مسؤوليتي» كما أبدا التقني الفرانكو بوسني اندهاشه من حب الشعب الجزائري لكرة القدم، وأكد أنه لم يكن يعلم أبدا أن الجزائر فيها 40 مليون نسمة( باحتساب الجزائريين في المهجر) وأكد أن هذا سيكون عامل ضغط إضافي عليه. «لسوء الحظ النتائج هي التي ستحدد مصيري وستحكمون علي من خلالها» عن أهداف المنتخب الوطني، قال حاليلوزيتش أنه في كرة القدم النتائج وحدها هي التي تقيم المدرب، ولن يختلف الأمر في المنتخب الوطني، لذا هذه النتائج هي وحدها من ستحدد مصيره في النهاية. « في كوت ديفوار وزغرب تعلمت أن النتائج لا تعني البقاء حتى النهاية» كما أكد أن التجربة وحدها هي من علمته هذه الحقيقة لأنه سبق وأن عاشها في منتخب كوت ديفوار وكذا فريق دينامو زغرب التي لم ترحمه فيها النتائج أبدا خاصة في منتخب الفيلة. «هزيمة واحدة أمام الجزائر أقالتني، و19 نقطة فارق في البطولة لم ترحمني في زغرب» ليؤكد هذه الفرضية استدل الناخب الوطني بما حصل له في منتخب كوت ديفوار، حيث لم تشفع له حصيلة 27 لقاء بالفوز أمام خسارة واحدة كانت أمام الخضر بالذات، ونفس الشيء يقال عن مشواره مع زغرب. « لسوء الحظ التأهل لكان 2012 شبه مستحيل لكننا سنحاول» حول حظوظ المنتخب الوطني في تصفيات «كان» 2012، اعترف حاليلوزيتش أن الجزائر أقرب للإقصاء من أي شيء آخر، لكن في المقابل أكد أنه لن يستسلم حتى آخر رمق. « سأعمل كثيرا في الخارج وسأتابع المحترفين واحدا بواحد» أما فيما يخص المنهج الذي سيتبعه مع اللاعبين، قال المدرب الوطني أنه سيعمل كثيرا على متابعة مردود اللاعبين باستمرار وكذا على انفراد حتى يمكن له في الأخير معرفة مستوى كل لاعب على حدة. « أحد المساعدين سيعمل في الجزائر لمعاينة المحليين وسأحضر شخصيا مواجهات البطولة» كما أكد في المقابل أنه لن يقصي اللاعب المحلي أبدا مادام الكل جزائريا، وسيعمل على معاينتهم هم كذلك من خلال أحد المساعدين الذي سيقوم بهذه المهمة. «ثقتي كبيرة في تاسفاوت، أعرفه كلاعب وسيمنحنا الإضافة» أثنى حاليلوزيتش كثيرا على المناجير العام للمنتخب الوطني تاسفاوت، وأكد أنه يعرفه كلاعب وسيعمل على الاستفادة من خبرته التي ستفيد حتما المنتخب الوطني. « كل واحد له عمله الخاص ومن يظن نفسه سيخلد في المنتخب فهو مخطئ» في إشارة واضحة إلى بعض الأطراف التي تعمل في المنتخب الوطني منذ مدة طويلة ولم تقدم أشياء كثيرة، أكد المدرب السابق للفيلة أنه سيعمل بمبدأ الكفاءة ومن لا يراه مناسبا لن يخلد في المنتخب مثلما يتوقع البعض. « لست ديكتاتورا كما قيل عني في فرنسا والعلاقات الإنسانية تهمني» أوضح «حليلو» على أنه سمع الكثير من الكلام حول شخصيته التي وصفها البعض بالديكتاتورية، وقد نفى أي صلة له بهذا الوصف واعتبر أنه مثل باقي البشر يهتم بالعلاقات الإنسانية كثيرا عكس ما روج له. «متيقن من العمل الذي أقوم به لكن النتائج ليست مرتبطة بي فقط» كما عبر عن ثقته الكبيرة في قدراته لقيادة الفريق الوطني لتحصيل نتائج إيجابية، لكن في المقابل ربط هذا بظروف أخرى قد تحول دون تحقيقه لما يرجوه الجميع في الجزائر. «ألغينا البند الذي يقول أنه بإمكاني الرحيل عند نهاية كل موسم بطلب من روراوة» أشار التقني البوسني أنه يريد العمل في الجزائر لأطول فترة ممكنة ولم لا حتى نهاية عقده، وعليه قام بالتشاور مع روراوة الذي أصر على إلغاء البند الذي ينص على إمكانية مغادرته للمنتخب بعد نهاية كل سنة.