واصل آرسنال مسيرته الناجحة بالفوز العريض الذي حققه على ضيفه ليفربول بعد ظهر اليوم السبت بأربعة أهداف لهدف في افتتاح مباريات الجولة ال31 من البريميرليج. رجال آرسين فينجر سعوا للانتقام من الهزيمة المذلة التي تعرضوا لها على ملعب أنفيلد روود ببداية العام الماضي (1/5) فتمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف في غضون تسع دقائق خلال الشوط الأول، إلا أن الأداء تراجع بعض الشيء في الشوط الثاني حيث تمكن ليفربول من تسجيل هدف حفظ ماء الوجه إثر ركلة جزاء. لكن الكم لن يهم آرسنال أكثر من الكيف، بما أنه ضاعف بهذا الفوز من صعوبة ترشح ليفربول إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في المباريات المتبقية من الموسم، حيث تجمد عملاق الميرسيسايد في المرتبة الخامسة برصيد 54 نقطة بفارق نقطة واحدة عن ساوثامبتون وتوتنهام. وتقدم آرسنال إلى المركز الثاني برصيد 63 نقطة بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي الثالث وأقل من تشيلسي المتصدر ب 4 نقاط (مؤقتًا)، ليضمن فريق المدفعجية الترشح المباشر لدور مجموعات دوري أبطال أوروبا بنسبة كبيرة بعد أن كان ضيفًا دائمًا على مباريات المرحلة التأهيلية للبطولة في المواسم الماضية. وركز ليفربول في بداية المباراة على الهجمات المضادة بتكتيك (3-4-2-1)، فقد شارك عدد كبير من اللاعبين أصحاب النزعة الدفاعية في خط الوسط أمثال «هندرسون، لوكاس ليفا، آلين، مورينو»، واعتمد بريندان رودجرز على الثلاثي السريع «كوتينيو وماركوفيتش وسترلينج». في أول خمس دقائق، كادت شباك ليفربول تتلقى الهدف الأول عن طريق تصويبة أرضية من الويلزي «آرون رامسي» بعد أن قص الكرة من الحبيب كولو توريه على حافة منطقة الجزاء، لكن سيمون مينوليه أبدع في التصدي للكرة. ورد ليفربول بهجمة مرتدة نموذجية قادها الصربي ماركوفيتش في الدقيقة 19 رغم انفراده بالحارس الكولومبي أوسبينا، فضل التمرير إلى رحيم سترلينج الذي لم يلحق بالكرة حيث كانت التمريرة أطول من اللازم. وجرب البرازيلي «فيليب كوتينيو» حظه من حوالي 24 ياردة بتسديدة قوية بباطن القدم اليمنى في الدقيقة 21، إلا أن كرته انحرفت وهي في طريقها للمرمى لتمر جوار القائم الأيمن بياردة واحدة. وحصل رحيم سترلينج على تمريرة بينية جميلة من ماركوفيتش في عمق دفاع آرسنال عند الدقيقة 35، سددها سترلينج بتسرع جوار القائم الأيمن بثلاث ياردات أو أكثر بقليل. وفي الوقت الذي اقترب فيه ليفربول من تسجيل هدف التقدم، انقلبت اللعبة رأسًا على عقب حين تمكن آرسنال من افتتاح مهرجان أهدافه في الدقيقة 37 بتسديدة مقوسة من الظهير الأيمن الأرجنتيني الشاب «هيكتور بيريلين». لعبة الهدف بدأت بتمريرة طولية من منتصف الملعب لمسعود أوزيل وجدت آرون رامسي على الرواق الأيمن، وفي نفس التوقيت كان بيريلين يتقدم دون كرة داخل منطقة جزاء ليفربول ليضع رامسي الكرة أمامه، وبمهارة لاتينية عالية راوغ بيريلين وموه بجسده كل من مورينو وآلين قبل أن يطلق تسديدته الذكية التي ذهبت على أقصى يمين مينوليه الذي ارتمى لكن دون جدوى. ونجح مسعود أوزيل في تعزيز تقدم آرسنال في الدقيقة 39 من ركلة حرة مباشرة وضعها بيمناه في نفس زاوية مينوليه الذي حاول عليها بردة فعل بطيئة للغاية. واستغل التشيلي أليكسيس سانشيز الانهيار النفسي للاعبي ليفربول بإضافته للهدف الثالث في الدقيقة 44 من تسديدة قوية من وضع الحركة بعد تلقيه تمريرة جميلة من رامسي. مع بداية الشوط الثاني أجرى آرسين فينجر تغييره الأول بنزول جابرييل باوليستا بدلاً من لوران كوسيلني، ورد عليه رودجرز حين دفع بستوريدج بدلاً من ماركوفيتش، لكن آرسنال كاد ينجح في تسجيل الهدف الرابع أكثر من مرة بعدها، لعل أبرزها للفرنسي أوليفييه جيرو في الدقيقة 55 عندما حول عرضية من الجهة اليمنى برأسية رائعة تعملق مينوليه في ابعادها عن مرماه بكف اليد لتذهب إلى ركنية. وواصل آرسين فينجر محاولته للحفاظ على نتيجة المباراة بسحب آرون رامسي في الدقيقة 62 للدفع بالفرنسي «ماتيو فلاميني» بينما واصل بريندان رودجرز بنفس التشكيل مع تغيير في التكتيك من 3-4-2-1 إلى 4-4-2 وبالفعل نجح في السيطرة على الشوط الثاني وأجبر آرسنال على الانكماش والتراجع إلى الخلف. وفي الدقيقة 73 تراجع المستوى الهجومي لآرسنال أكثر وأكثر حين شارك داني ويلبيك بدلاً من مسعود أوزيل، حيث قلة عدد التمريرات التي ذهبت إلى أوليفييه جيرو، واعتمد آرسنال على المرتدات بشكل مبالغ فيه. وتمكن ليفربول من العودة في أجواء اللقاء عندما حصل سترلينج على ركلة جزاء صحيحة من بيريلين في الدقيقة 76 نفذها جوردون هندرسون بنجاح. وبدلاً من دفع رودجرز بجلين جونسون وفابيو بوريني لتنشيط الوسط والهجوم واللعب الكل في الكل لتحقيق التعادل، تابع بنفس التشكيل دون إجراء أي تغيير إضافي، ليتلقى ضربة موجعة في الدقيقة 84 حين قام الحكم «تايلور» بطرد الألماني إيمري جان بالبطاقة الصفراء الثانية. وتلقت شباك ليفربول الهدف الرابع في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل من ضائع من تصويبة مقوسة للاعب أوليفييه جيرو بعد تلقيه تمريرة من أليكسيس سانشيز، وقبل هذا الهدف بدقيقة واحدة كان القائم الأيمن لليفربول قد تصدى لهدف مؤكد من الإسباني سانتي كاثورلا إثر تسديدة أرضية جميلة في الدقيقة 90 من على حدود منطقة الجزاء.