أخيرا اهتدى المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش إلى الطريق الصحيح عندما قرر تنحية واحد من مدربي الحراس عبد النور كاوة أو حسان بلحاجي في نهاية السنة الجارية، حيث قال التقني البوسني لمساعديه بأنه سيختار واحدا من الاثنين ولا يمكن أن يبقى الطاقم الفني بمدربين للحراس. ما قرره حاليلوزيتش هو عين العقل وسبق أن تحدثت الخبر الرياضي عنه مرارا ونددت بذلك في أكثر من مناسبة في عهد بن شيخة ، الذي قرر ترقية زميله في طاقم منتخب المحليين دون أن يسرح بلحاجي، لنشاهد في تربصات الخضر ثلاثة حراس يدربهم تقنيان ، وهو مشهد غريب لم نشاهده حتى في النوادي الهاوية. والغريب أن المدرب الوطني السابق كان يبرر توظيفه لمدربين للحراس بالعمل الهام الموكل إليهما في محاولة منهم لتغطية الشمس بالغربال، فالكل يعلم بأن كاوة عاد من السعودية بإلحاح من رئيس الفاف ولم يتم ربطه بأي طاقم فني، وبلحاجي كان في طاقم سعدان ورفض الاستقالة بعد رحيل الشيخ، مما يعني بأن عوامل عديدة غير مهنية تحوم حول تركيبة طاقم الحراس وحاليلوزيتش ورث هذه الوضعية وقرر منح الفرصة للجميع قبل الفصل في أمر كل واحد في نهاية السنة أي قبل بداية التحضيرات لتصفيات كأس العالم 2014. قرار "حاليلو" وإن كان منطقيا ويتقبله كل عاقل يجعلنا نعود للخلف ونستاءل عن المنطق الذي ظل مقلوبا طوال شهور والجميع تكيف مع المنطق المقلوب وأصبح اللامنطق هو الصح إلى درجة أن الجمهور العنابي ضحك لعملية إحماء مبولحي لمباراة المغرب، أين تنافس كاوة وبلحاجي على تسخين عضلات الحارس الدولي. وعوض أن يتدعم الطاقم الفني بتقني يساعد حاليلو في مهامه أو محضر نفساني أو عضو آخر يقوم بدور إضافي في المنتخب تمنح الفاف أجورا لمدربين للحراس ولا أحد قال بأن ذلك غير منطقي بتاتا. دون شك البوسني يعلم بأنه في مرحلة اكتشاف الواقع الجزائري وسيصطدم بأمور عديدة تغضبه تارة وتحيره تارة أخرى لكن خبرته في العمل الميداني ستفيده كثيرا في فهم الأشياء التي تحيط بالمنتخب الوطني سيما وأنه درب منتخب بحجم "الفيلة" أين يوجد لاعبين مثل دروغبا ويرأس الاتحادية شخص اسمه أنوما في بلد كان يسيره غباغبو!.