قرارات الاعتزال التي بدأت تتهاطل كوابل من المطر في اليومين الأخيرين بداية من عنتر، بلحاج وأخيرا مطمور بدأت تبعث الشك في قلوب جميع الأنصار والمتتبعين، فلا توقيتها يسمح بذلك ولا وضعية اللاعبين أيضا، فالمنتخب الوطني مقبل على تحديات كبيرة بداية جوان المقبل من تصفيات كأسي إفريقيا 2013 في جنوب إفريقيا والعالم 2014 في البرازيل كما أن وضعية اللاعبين المعتزلين (خاصة مطمور) ليست بالوضعية الصعبة وهو ما يثير عديد الاستفهامات من حولها . مطمور صغير السّن وقادر على لعب خمس سنوات أخرى العامل المهم الذي يبعث على الريبة في قرار اعتزال مطمور هو السن الصغيرة للاعب الخضر، حيث لم يتم سنته السابعة والعشرين بعد (من مواليد 25 جوان 1985) وهو ما يعطي انطباعا أنه قادر على العطاء أكثر وما زال أمامه ما لا يقل عن ست سنوات أخرى بإمكانه أن يلعب خلالها أكثر من خمسين لقاء دوليا على الأقل، كما أن سنه الصغيرة مازالت تسمح له بتقديم عطاءات كبيرة فوق أرضية الميدان بل إن المختصّين في أوروبا يسمون نهاية العشرينيات بسنّ النضج عند اللاعب . وضعيّته في المنتخب جيّدة ومستواه ما زال كبيرا العامل الثاني الذي يبعث على القلق حول قرار الاعتزال هو الوضعية المريحة التي يعيشها مطمور في المنتخب سابقا وحاليا، حيث مازال رقما مهما بالنسبة لمدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي قد يعتمد عليه في المدة المقبلة كثيرا كما أنه اعتمد عليه في اللقاءات التي أشرف عليها سابقا سواء ودية أم رسمية وآخرها لقاء غامبيا الأخير أين فازت فيه النخبة الوطنية بهدفي فيغولي وعنتر يحيى مقابل هدف وحيد لأصحاب الأرض. وقت الاعتزال حرج ولا يساعد الناخب الوطني العامل الثالث والذي يبدو أكثر أهمية من سابقيه هو وقت الاعتزال، حيث جاء قرار اعتزال كريم قبيل دخول المنتخب في معركة حاسمة من أجل ضمان التأهل لكأس إفريقيا عندما يخوض لقاء العودة ضد المنتخب الغامبي كما أنه سيدخل بالموازاة مع هذا معركة المونديال البرازيلي حين يخوض لقاءين هامين جدا في هذه المنافسة، اعتزال كريم سيخلط أوراق الناخب الوطني كثيرا خاصة إذا علمنا أنه اقترن باعتزال أساسيّ آخر في المنتخب هو القائد عنتر يحيى. وضعيّة مطمور ليست كوضعيّة عنتر ومبرّراته لن تقنع الجزائريّين اقتران اعتزال مطمور باعتزال عنتر يحيى لا يعني البتة أنهما متشابهان، فإذا تقبل الجميع قرار عنتر بصدر رحب، فإنهم لن يتقبلوا قرار مطمور بنفس الرحابة، فمبررات بطل أم درمان بدت واقعية بالنظر لتقدم سنه كما أن عنتر قال أنه يريد ترك مكانه للشبان الصغار لتعويضه وخلق جيل جديد للمنتخب الوطني يعتمد عليه في قادم السنوات، فماذا سيقول مطمور ؟، بتأني بسيط نجد أن حججه ستكون واهية لأن وضعيته لا تشبه تماما وضعية عنتر ولا حتى بلحاج. بلحاج تمّ الاستغناء عنه وقراره يبدو معقولا هو الآخر المعتزل الثالث هو بلحاج وبمقارنة بسيطة بين الاسمين نجد أن بلحاج لم يعد له مكان في المنتخب الوطني في نظر مدربه حاليلوزيتش، حيث قرر التقني البوسني منح مكان الظهير الأيسر للاعب الميلان جمال مصباح وهو ما يعني أن قرار بلحاج يمكن تقبله (ولو أنه غير رسمي لحد الساعة) أما مطمور فلاعب يستخدم في كل مرة كما أن منصبه كمهاجم ليس مهدّدا كثيرا بما أن الجزائر لا تملك مهاجمين كبارا. هل نرى اعتزالات أخرى في الأيّام القادمة ؟ هل نرى اعتزالات أخرى في الأيام القادمة ؟ ربما هو السؤال الأكثر انتشارا لدى الجزائريين في هذه الأيام، فقد أصبح الاعتزال وباء أخذ في الانتشار، فهل ستنتقل عدوى هذا الوباء للاعبين آخرين أم أن سلسلة الاعتزالات ستتوقف هنا، سؤال تبدو الإجابة عنه سهلة جدا وهي انتظار الأسبوع المقبل حين يفصح الناخب الوطني عن قائمة المعنيين بالتربص القادم في ندوته الصحفية ومن ثمة سنرى .