يطرح قرار اللاعب الدولي الجزائري لنادي إنتراخت فرانكفورت الألماني، كريم مطمور، باعتزال اللعب للخضر مؤقتا، وهو لم يتعد بعد السابعة والعشرين من العمر، الكثير من التساؤلات لدى المتتبعين والمختصين، وحتى الرأي العام الرياضي، خاصة وأن كل المؤشرات السابقة لم تكن توحي باتخاذ مثل هذه الخطوة، من لاعب بدأ فعلا يستعيد مستواه، في البطولة الألمانية، بل وحقق صعودا تاريخيا إلى دوري الدرجة الأولى، ما يعني أنه في قمة الجاهزية النفسية، بالإضافة طبعا إلى الجاهزية البدنية وكذلك الفنية التي يتمتع بهما، وبالتالي كان يفترض أنه سيقدم الإضافة اللازمة لتشكيلة الخضر، وليس الإعلان عن قرار الاعتزال المؤقت الذي تحدث عنه. مساع لقلب الطاولة على وحيد حاليلوزيتش بعض الملاحظين ذهبوا إلى التأكيد بأن اعتزال مطمور المؤقت ، وقبله تعليق عنتر يحيى ونذير بلحاج الحذاء الدولي، ليس بريئا على الإطلاق، فالثلاثي الذي صنع إنجاز التأهل إلى المونديال الأخير، وبلغ بالخضر الدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا بأنغولا، يبدو أنه انخرط في مسعى قلب الطاولة على الناخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، بعد قرار الأخير بالاستغناء بصفة تكاد تكون نهائية عن صانع الألعاب، كريم زياني، ما يعني أن خطوة المعتزلين، إنما تبدو كرفض مباشر وواضح لقرار استبعاد زياني عن صفوف المنتخب الوطني، خاصة وأن عنتر يحيى لم يعد محتفظا بكامل لياقته، ونذير بلحاج تأكدت خسارته منصبه لزميله مصباح، ويبقى مطمور، الذي يوجد في وضع أحسن مقارنة بزميليه، ما يطرح بالفعل علامة استفهام كبيرة حول هذا القرار. نحو بروز خارطة جديدة على مستوى التشكيلة الوطنية أكثر من هذا، فإن مصادر تحدثت أمس، عن اعتزام لاعب آخر أو اثنين من بين كوادر النخبة الوطنية التي قادها الشيخ رابح سعدان قبل سنوات، تعليق حذائهما دوليا، ما يعني أن نواة المنتخب الوطني التي صنعت أفراح الجزائريين سنتي 2009 و2010، هي الآن بصدد رسم معالم خارطة جديدة على مستوى تشكيلة المنتخب الوطني طبعة حاليلوزيتش ، وهي الطبعة التي اقتنع هؤلاء اللاعبون بأنها لم تعد تناسبهم على الإطلاق، فالتقني البوسني، أرسى طريقة عمل جديدة، يبدو أن الكثير لم يستسغها، أو يتأقلم معها، فضلا عن العلاقة المتينة التي تربط المعتزلين حديثا، والذين قد يسيرون على خطاهم لاحقا، وهي العلاقة التي شكلت على الدوام حلفا قويا، فشل حتى سعدان في فكه في عز أيامه على رأس الخضر، ولعل هذا ما يفسر موجة الاعتزالات التي مست حاليا ثلاثة لاعبين أساسيين، ويضاف إليهم الاعتزال القسري لزياني، وربما لاعبا أو اثنين في الأيام القليلة القادمة.