رفض المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الحديث عن عقوبة غير رسمية سلطها على لاعب سوشو رياض بودبوز وأبدى عاطفية كبيرة تجاه مغني عندما برر خلال الندوة الصحفية لنهار أمس استدعائه لمقابلة تانزانيا قائلا: " مراد خجول واستدعيته للرفع من معنوياته لأنه غير جاهز للمنافسة بعد". قد يغضب الكثيرون عندما يسمعون بأن حاليلوزيتش تعاطف مع بودبوز ولم يعاقبه ويغضب آخرون عندما يقرِِِؤون بأن البوسني لن يعول على مغني قبل ستة أشهر، لكن الواقعية التي تحدث بها حاليلوزيتش تدل على أن التقني يعرف ما يفعل وأنه لن ينساق وراء الأهواء سيما وأن حال المنتخب الوطني ومنذ كأس العالم الفارطة يسير من سيء إلى أسوأ . حاليلوزيتش يعلم بأن الجزائر لا تملك لاعبين من أمثال بودبوز ،حتى وإن كان رياض لم يقدم الكثير للخضر، لكنه تعامل مع هذا الشاب بنوع من الذكاء والحنكة، والعقوبة التي سلطها عليه ستخدم اللاعب كي يراجع نفسه إن كان يريد فعلا مواصلة اللعب للجزائر، وتفتح المجال للاعبين آخرين يمكنهم تعويض لاعب سوشو في المبارتين القادمتين . كما ترك وحيد الباب مفتوحا لمغني على أمل أن يسترجع نصف إمكاناته في ظرف ستة أو سبعة أشهر من المنافسة غير أن حاليلوزيتش وفي قرارات نفسه شرع في البحث عن لاعبين آخرين يعول عليهم عند بداية تصفيات المونديال المقبل. الكل في الندوة الصحفية كان ينتظر من حاليلوزيتش تصريحات هجومية ضد اللاعبين غير المنضبطين أو الذين يتحايلون على الفاف، لكن "الكوتش وحيد" لا يريد استباق الأمور ويفضل إنهاء مرحلة التصفيات الجارية دون ثورات وبعدها يضع نواته الجديدة التي ستخلوا دون شك من الخليجيين وستبنى على قادير وقديورة ومجاني ولحسن ومصباح . ولعل طريقة تعامل حاليلوزيتش مع الواقع الجزائري يوحي بأن الشخص بدأ يستوعب المعطيات التي يمنحها له رئيس الفاف بانتظام ويعايشها يوميا، و لأن المدرب مقتنع بأن وضع النظام الداخلي ومعاقبة مخالفين له، ليس بالضرورة في صالح المنتخب الذي يحتاج للاعبين لهم مؤهلات دولية لتحقيق الأهداف الرياضية المرجوة وليس لجنود يطبقون تعليماته فقط ، فبدون دورغبا وباكي كوني وبقية المحترفين ما كان ليفعل وحيد شيئا مع كوت ديفوار، والحديث عن الانضباط على الطريقة السوفياتية أو اليوغسلافية والألمانية لم يعد له مفعولا في عهد اللعبة المفضلة لنجوم كرة القدم "البلاي ستايشن".