قبل يومين كتبنا في هذا المكان عمودا نتحدث فيه عن الخطاب الرسمي للمدرب الوطني الجديد، وحيد حاليلوزيتش، في أول تربص له مع الخضر، وقلنا بأن ما قاله البوسني جميل ويعجب كل عشاق المنتخب لكن يجب أن نتريث وننظر إلى مدى تطبيق هذا الخطاب على أرض الواقع لأننا عشنا نفس التجارب مع كفالي وسعدان وبن شيخة. مساء أمس نشر موقع الفاف قائمة اللاعبين ال 25 المدعوين لمباراة تنزانيا في سبتمبر القادم وكم من مفاجأة سجلت على القائمة، وفي مقدمتها أن "حاليلو" لم يعاقب المتغيبين عن تربص ماركوسي عدا بودبوز واستدعى مسلوب وبوعزة، كما تراجع وحيد عن موقفه من مغني الذي لم يلعب أي مقابلة رسمية منذ جانفي 2010 واستدعاه شأنه في ذلك شأن حليش الذي يعاني نقصا في المنافسة منذ موسم كامل. قائمة حاليلوزيتش، وإن تبقى خياراته التي يجب أن نحترمها لأنه كمدرب هو الوحيد الذي يملك الحق في ذلك، جعلت الكثير من المتتبعين يتساءلون عن الذين رسموا معالمها، فلا يمكن أن نبرر استدعاء تجار ومترف ونحمله لحاليلوزيتش، لأن البوسني لا يعرفهما بتاتا ولم يستدعهما لتربص ماركوسي على الإطلاق مما يعني بأن أطرافا محيطة بالمدرب هي التي عرضت الفكرة عليه وقبلها، وهنا نفتح قوسا للحديث عن محيط المنتخب ودوره في تسيير مشوار المدرب الرئيسي، فقد يقول قائل بأن مغني فرض من الفوق على حاليلوزيتش بعدما رفض سعدان ضمه في قائمة الموندياليين وتحاشى بن شيخة جلبه وهو بدون منافسة، وقد يقول آخر بأن ثنائي شبيبة القبائل دمج بالقائمة في إطار مساعي المصالحة بين حناشي وروراوة، ومن الممكن أيضا أن نفسر استدعاء بوعزة ومسلوب بتحميل المدرب للإداري مسؤلوية الخطأ الذي ارتكب في إرسال الاستدعاءات، ومن ثم أصبح البوسني رهين الوضع الخاص للمنتخب الوطني، وحتى تصريحاته الرسمية يمكن أن تسقط في الماء ليس لأنه يقول ما لا يفعل أو لا يؤمن بأفكاره، بل للظروف التي تحيط بالمنتخب والتي تتحكم في كل دواليب التسيير ومن لا يسايرها سيحزم أمتعته. قائمة ال 25 لاعبا التي استدعاها حاليلوزيتش لمقابلة تنزانيا ومثل بقية القوائم لم يقم حولها أي اجتماع، ومثلما حدث مع المدربين السابقين كل المؤشرات توحي بأن البوسني سيظل حبيس محيط الخضر هو الآخر.