أهدى برشلونة مديره الفني المتألق جوسيب غوارديولا ختاما رائعا لمسيرته مع الفريق بإحراز لقب بطولة كأس ملك إسبانيا إثر فوزه على أتلتيك بلباو 3-صفر الجمعة في المباراة النهائية للبطولة على استاد “فيسنتي كالديرون” بالعاصمة مدريد. وودع غوارديولا فريقه الكتالوني بأفضل شكل ممكن من خلال إحراز اللقب الرابع عشر من أصل 19 بطولة خاضها الفريق تحت قيادته منذ أن تولى مسئولية الفريق في عام 2008 ليعزز مكانته كأنجح مدرب في تاريخ برشلونة. ويسلم غوارديولا مهام عمله إلى مساعده تيتو فيلانوفا بعد المباراة حيث يخلفه فيلانوفا في منصب المدير الفني للفريق بعد أربع سنوات تاريخية مع برشلونة. وسرقت الهزيمتان أمام تشيلسي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا وأمام ريال مدريد في الدوري الإسباني بعضا من بريق إنجازات غوارديولا مع الفريق ولكن اللاعبين أنقذوا موسم الفريق وقدموا أفضل هدية لمدربهم القدير في مباراة الوداع. وتفوق غوارديولا مجددا على أستاذه ومثله الأعلى مارسيلو بييلسا المدير الفني الأرجنتيني لفريق بلباو. وحسم برشلونة المباراة تماما في شوطها الأول حيث جاءت الأهداف الثلاثة في أول 25 دقيقة عن طريق بيدرو رودريغيز في الدقيقتين الثالثة و25 والأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة 20 . وعزز برشلونة موقعه في صدارة أكثر الفرق فوزا بلقب الكأس حيث أحرز اللقب 26 مرة مقابل 23 لقبا لبلباو الذي يأتي في المركز الثاني بهذه القائمة. ولم يحرز بلباو أي ألقاب منذ عام 1984 كما فشل في الثأر لهزيمته 1-4 أمام برشلونة في نهائي البطولة عام 2009 . وأهدر بلباو فرصة تحقيق أي لقب في الموسم الحالي حيث خسر بنفس النتيجة التي خسر بها أمام أتلتيكو مدريد الإسباني قبل 17 يوما في نهاي مسابقة الدوري الأوروبي. وبدأت المباراة بنشاط هجومي ملحوظ لبرشلونة أسفر عن خطورة مبكرة وتهديد مباغت لمرمى بلباو أدى لضربة ركنية في الدقيقة الثالثة بعدما اصطدمت تسديدة بيدرو رودريغيز من داخل منطقة الجزاء بأحد مدافعي بلباو. واستغل برشلونة الضربة الركنية ليسجل الهدف الأول في المباراة في الدقيقة الثالثة عندما تهيأت الكرة أمام بيدرو أيضا على بعد خطوات من المرمى ليخطفها بتسديدة رائعة من قدمه اليسرى قبل المدافعين إلى داخل الشباك. وهدأ إيقاع المباراة بعد الهدف حيث تراجع برشلونة قليلا لوسط الملعب في محاولة لامتصاص حماس ومحاولات بلباو للرد. ولكن ميسي أعاد الحياة إلى المباراة بهجمة رائعة في الدقيقة 16 أنهاها بتسديدة نموذجية بيسراه من حدود منطقة الجزاء تصدى لها حارس المرمى إرايزوز ببراعة فائقة وأخرجها إلى ركنية لم تستغل. وحملت الدقيقة 20 التعويض المناسب لميسي عن هذه الفرصة الضائعة عندما تلقى النجم الأرجنتيني الشاب تمريرة بينية طولية من زميله أندريس إنييستا انفرد على إثرها ميسي بحارس المرمى وسدد الكرة من زاوية صعبة لتمر إلى داخل المرمى في سقف الشباك من فوق الحارس ليكون الهدف الثاني للفريق الكتالوني. وحسم برشلونة المباراة تماما في الدقيقة 25 إثر هجمة سريعة وصلت على إثرها الكرة إلى تشافي هيرنانديز الذي مررها إلى الخلف نحو بيدرو الذي سددها مباشرة بيسراه من خارج حدود منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة على يمين الحارس ليكون الهدف الثالث. شعر بلباو بحرج موقفه وحاول تعديل النتيجة وسنحت له الفرصة في الدقيقة 26 اثر تسديدة قوية من لاعب خط الوسط سوسايتا تصدى لها خوسيه بينتو حارس مرمى برشلونة. وكاد ميسي يرد بقسوة على هذه الفرصة من هجمة مرتدة سريعة أنهاها بتصويبة ساقطة (لوب) من فوق الحارس ولكن الحارس فطن لها وأمسك بالكرة لينقذ مرماه من الهدف الرابع. وتغاضى الحكم عن مطالبة لاعبي بلباو باحتساب ضربة جزاء للفريق في الدقيقة 27 إثر إعاقة من جيرارد بيكيه للاعب فيرناندو يورنتي مهاجم بلباو والمنتخب الأسباني. وبعد فترة من تراجع الأداء على مستوى برشلونة ومحاولات عديدة غير موفقة لبلباو، سنحت فرصة ذهبية لبلباو من هجمة سريعة انطلق على إثرها مونيان من الناحية اليمنى ثم سدد الكرة من زاوية صعبة ولكن بينتو تصدى لها وأخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل لينتهي الشوط الأول بتقدم ساحق لبرشلونة. ومع بداية الشوط الثاني، واصل برشلونة محاولاته لتهدئة اللعب وامتصاص حماس وردة فعل بلباو. ولكن اللاعب البديل أندير كاد يعيد بلباو لأجواء المباراة اثر هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 51 وصلت على إثرها الكرة من تمريرة بينية إلى هذا اللاعب الذي حاول تسديدها ساقطة (لوب) من فوق بينتو ولكن الكرة ذهبت إلى خارج المرمى. بمرور الوقت ، أصبح الأداء روتينيا إلا من بعض المحاولات الفردية وكان منها محاولة ميسي في الدقيقة 71 والتي كاد أن يسجل منها الهدف الثاني له والرابع للفريق ولكن الحارس تصدى له. كما أهدر اللاعب خون أورتينتشي فرصة ذهبية لتسجيل هدف حفظ ماء الوجه لبلباو في الدقيقة 78 عندما وصلت إليه الكرة من تمريرة عرضية وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ولكنه لم يستغل غياب الرقابة عنه وأطاح بالكرة خارج المرمى. ولم تشهد الدقائق الأخيرة من المباراة فرص حقيقية لأي من الفريقين لينتهي اللقاء بفوز كبير لبرشلونة.