في صمت، شرع المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في تطبيق مخططه الجديد الخاص بإعادة هيكلة "الخضر"، مخطط ضبطه بمعية الذين تعاقدوا معه من أجل ترتيب بيت ظل مهلهلا قبيل وبعد المونديال. حاليلوزيتش عاقب بودبوز بشكل غير رسمي، ولم يعلن عن ذلك، ثم أبعد القائد زياني عن اللقاء القادم، معلنا عن بداية عهد جديد. حاليلو صفع مساعديه اللذين قالا له بأن بعض المحليين لهم مكانتهم في المنتخب، فترك العيفاوي في ناديه، وهو الذي استعان به في لقاء تانزانيا، البوسني لم يقل أبدا بأنه عاقب بودبوز، لكنه لم يستدعه للقاء إفريقيا الوسطى، والكل يشاهد بأن رياض في فورما عالية، مدرب الخضر لم يترك مساعديه في الجزائر للقيام بمهمة معاينة اللاعبين، وذهب بنفسه إلى ملاعب الوطن ليختار من يراه مناسبا، مما يعني بأن المدرب الوطني بدأ يأخذ بزمام الأمور، ولم يعد يثق سوى في ما يراه بعينيه وفكره، لأن ما يقع في المنتخب الوطني سيما في قضية الاستدعاءات سمعنا عنه الكثير والكثير، فحرم بعض اللاعبين المؤهلين من حمل الراية الوطنية، وحافظ البعض على مناصبهم، رغم أنهم لم يكونوا في نصف مستواهم المعهود، وطغى مبدأ المحاباة، إضافة إلى بعض العوامل غير الرياضية في ضبط التشكيلة، مما جعل الخضر يتراجعون بشكل رهيب في نتائجهم خلال سنة واحدة. وحتى إن كانت قضية إبعاد زياني سيصفها حاليلو بالمؤقتة، فإن المنطق كان يحتم على المدرب الوطني اتخاذ مثل هذا الإجراء، لأن محرك الخضر سابقا، فقد بريقه منذ شهور، وليس الانتقال إلى الخليج هو الذي سيعيد له لياقته الأوروبية. "حاليلو" بدأ ببودبوز، وانتقل إلى زياني، والدور القادم سيكون على لاعبين آخرين، والبونسني ليس له مصلحة لا مع فلان ولا مع فلتان، بل هو مجبر على تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها. دون شك، الرأي العام الرياضي الجزائري سيؤيد المدرب الوطني في خياراته، لأنها كانت منتظرة بعد المونديال، وطال اتخاذها لأسباب لا يعرفها سوى سعدان ثم بن شيخة، وحتى لا يعم الجحود قلوب الغائضين والحاقدين، فإنه يجب أن نحيي زياني والمقبلين على التقاعد الدولي، على ما قدموه للخضر طوال عشر سنوات، حملوا ألوان الجزائر عاليا، وصنعوا فرحة الملايين، واليوم سيفسح مدلل الخضر المجال لآخرين، تماما مثلما فسح له بلماضي المجال بعد 2004.