صبت معظم أراء الجزائريين، سواء من أنصار الخضر أو من الفنيين في خانة تغير وجه المنتخب الوطني في عهد الناخب الوطني الجديد حاليلوزيتش مقارنة بالفترة الماضية التي أعقبت المشاركة في المونديال التي تداول على تدريب المنتخب خلالها كل من سعدان وبن شيخة، واتفق الجميع على أن الخضر ورشة كبيرة تستدعي عملا كبيرا من قبل الطاقم الفني سواء من حيث إعادة معالم المنتخب الذي تصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية سنة 2009، أو استرجاع الروح التي قهر بها بطل إفريقيا وأقوى منتخبات القارة، والتي لن تتأتى إلا كما اتفق الجميع بإحداث ثورة كبيرة فيما يخص التعداد بعد أن أثبت الواقع أن عديد العناصر انتهت مدة صلاحيتها، وخاصة على مستوى خط الدفاع، بعد تحوله إلى الحلقة الأضعف في التشكيلة الوطنية في وقت كان نقطة قوة الخضر ولعبت عناصره في الفترة المنقضية دورا حاسما في التأهل إلى المونديال. خط الدفاع تصدع وغياب البدائل جعلته أضعف حلقة شكل الرباعي بوڤرة عنتر يحيى، بلحاج وحليش في وقت سابق نقطة قوة المنتخب الوطني، وكان لهذه العناصر دورا مميزا في تحسين نتائج الخضر سواء بأدائهم الذي رفع أداء القاطرة الخلفية مساهما في تحسن النتائج، أو حتى من خلال مشاركة عناصره في العمل الهجومي وما الأهداف الحاسمة التي سجلتها هذه العناصر لخير دليل على ذلك، لكن المستجدات التي صاحبت الفترة الأخيرة حتمت على الطاقم الفني الجديد تصنيف الخط الخلفي ضمن خانة "المستعجل ترتيبه" لعدة اعتبارات أهمها تدني مستوى العناصر الحالية وغياب البدائل اللازمة. الجهة اليمنى تؤرق وحاليلو لا يعرف مستوى فراج عجزت مختلف الطواقم الفنية عن إيجاد حل للجهة اليمنى للدفاع الجزائري، فالشيخ سعدان سير فترة الثلاث سنوات التي قضاها على رأس الخضر بحلول ترقيعية من خلال تداول عدة أسماء على هذا المنصب أو حتى تغيير النهج التكتيكي وإسناد تغطية هذا المنصب إلى عناصر من خط الوسط كما فعل مع مطمور في التصفيات ومع قادير في المونديال، أما بن شيخة وبسبب تواجد قادير خارج المنافسة فقد كان عزاؤه في مهدي مصطفى لاعب الوسط الذي فشل في تغطية هذه الجهة وأثبت أن الحلول الترقيعية لا تنفع، ليبقى فراج المصاب الأمل في الفترة القادمة بالنسبة ل"الكوتش وحيد" في انتظار ظهور أسماء جديدة أو اقتناعه بمستوى مفتاح وحشود. عنتر وبلحاج ينتظرهما سيناريو زياني بدأ محور الدفاع يتصدع منذ تنقل حليش إلى فولهام ومعاناته مع الاحتياط وعدم الاستدعاء، وصفارة الإنذار أطلقت بعد خيار الثنائي بوڤرة وعنتر يحيى بالتحول إلى الخليج ما أثر على مستواهما وخاصة بالنسبة للثاني الذي أصبح أداؤه في منحى تنازلي منذ مدة طويلة ويضاف إليهما نذير بلحاج الذي هو بصدد قضاء ثاني موسم له بقطر، كل هذه المعطيات قد تدفع بالناخب الوطني إلى البحث عن بدائل جديدة وعناصر أكثر جاهزية وينتظر الجميع أن يكون الثنائي بلحاج الذي ترك منذ مدة مكانته الأساسية لجمال مصباح لا عب ليتشي وعنتر يحيى لاعب النصر السعودي الذي ألف المنتخب اللعب دونه، ثاني حلقة في مسلسل الاستبعاد الذي كان بطل حلقته السابقة كريم زياني. نجم بوڤرة سينطفئ تدريجيا رغم أن الدوري القطري لم يؤثر لحد الآن على مستوى مجيد بوڤرة، الذي لا يزال يحافظ على مستواه الذي عرف به مع نادي غلاسكو رانجرس، لكن هذا الأمر قد لا يستمر طويلا، خاصة وأن محافظة الماجيك على قوته ليس بسبب نوعية العمل مع نادي لخويا ولكن لأن تنقله إلى دوري نجوم قطر كان بعد فترة تحضيرية مع غلاسكو وخوضه لمنافسة رابطة الأبطال الأوروبية، ما يعني بأن صخرة دفاع المنتخب الوطني مهدد بعدم القدرة على الحفاظ على ريتمه القوي حتى لا نقل تدني مستواه وحتى المدرب الوطني حاليلوزيتش يعي ذلك من خلال وصفه للدوريات الخليجية بالضعيفة ومطالبته للعناصر التي اختارتها بمضاعفة العمل إيمانا منه أن الاستمرار في الاعتماد على هؤلاء اللاعبين قد يؤثر على مستوى الخضر ويجعلهم بصفة آلية خارج التعداد الذي سيعتمد عليه لتحقيق أهداف كبيرة تتطلب جاهزية كبيرة. حليش أمل محور الدفاع وعودته مازالت بعيدة يحوز الناخب الوطني في الوقت الراهن عدة عناصر يمكنه الاعتماد عليها في محور الدفاع إلى جانب مجيد بوڤرة، حيث يشكل إسماعيل بوزيد وكارل مجاني حلولا آنية بحوزة حاليلوزيتش، غير أن النقائص الملاحظة في الوقت الراهن على محور الدفاع لن يضع لها لاعب باس جانينا بوزيد حدا، كون طريقة لعبه تشبه طريقة الماجيك مع أفضلية للاعب لخويا، ولا حتى كارل مجاني الذي رغم قوته البدنية الكبيرة يستحسن توظيفه في وسط الميدان الدفاعي ولو كبديل أفضل من استعماله في محور الدفاع ، ليبقى استعادة رفيق حليش لنشوة اللعب وعودته إلى مستواه أمل الطاقم الفني على الأقل في الوقت الراهن الذي يجب أن يستغل لترتيب البيت واستعادة توزان القاعدة الخلفية بما يضمن استعادة التوازن للمنتخب ككل.