قال رئيس لجنة التحكيم للفاف، ابن مدينة بلعباس، بلعيد لاكارن، في حوار خص به الزميلة ليبيرتي أمس، بأنه وبعد 6 جولات من بداية الموسم، لم يلحظ أخطاء فادحة في سلكه، مضيفا بأن حكامه يطبقون في تعاليم اللجنة وتوصياتها، وأنه جد راض بأداء أصحاب الصافرات. بلعيد لاكارن أراد الرد على من سماهم بمنتقديه ومنتقدي سياسته في تسيير ملف التحكيم الجزائري، مشيرا في نفس الحوار بأنه لن يحيد عن النهج الذي رسمه، وختم كلامه قائلا «لاكارن نزيه ولا أحد يمكنه التشكيك في ذلك»، مما يعني بأن لاكارن يريد تبييض نفسه من الدنس. ومن خلال تصريحات لاكارن، يتضح بأن الحكم الدولي السابق الذي يلقى دعم رئيس الفاف، يعيش في عالم آخر، ولا يتابع مباريات الدوري الجزائري، رغم أن اليتيمة تقدم مساء كل أحد ملخصات عنه، فلم تمر جولة واحدة دون أن يفتح المسيرون والمدربون النار على الحكام، وهناك من ارتكب أخطاء فادحة كشفت عنها عدسة التلفزيون، مثلما حدث في ملعب الخروب بين الجمعية والوفاق، أين قبل آمالو هدفا ملطخا بخطأ جسيم، دون الحديث عن ضربة الجزاء التي نفذت في العلمة خلال لقاء البابية واتحاد العاصمة بطريقة غير قانونية، دون أن يتدخل الحكم حواسنية والأمثلة عديدة. والظاهر أن لاكارن ينتظر أن يستيقظ مارد العنف في الملاعب، أو يتم الاعتداء على الحكام، كي يعترف بأن أشياء كثيرة تحدث في هذا السلك، ليس بسبب نقص تكوين الحكام، ولا نقص لياقتهم البدنية، لأننا نتحدث هنا عن نزاهة الحكام وليس كفاءتهم. فقد همس الحكم بيشاري بعد مواجهة الحمراوة والسنافر لمقربيه عندما سألوه عن سبب فرملة هجومات القسنطينيين قائلا «واش حبيتوها تخلى في وهران؟» وكأن الحكم الدولي أرسل في مهمة سياسية أمنية من أجل إخماد نار الفتنة في شوارع الباهية، وليس لإدارة مباراة في كرة القدم. لاكارن يعرفه العام والخاص، ومرض الحكام في الجزائر ليس سببه لاكارن، ولكن هذا الأخير لم يأت بالجديد عدا دعمه المطلق لتلميذه حيمودي على حساب حكام آخرين اتصلوا بنا ونددوا بالتهميش الذي يعانون منه، وعوض أن يدرس السيد بلعيد ملف التحكيم لتطهيره من الدخلاء وغير النزهاء، قام بتحويل شاشته التلفزيونية نحو قمر اصطناعي لا تبث عليه برامج البطولة الجزائرية، لأنه لو شاهد ما يحدث في الملاعب لما قال ما قاله، وليست التربصات ومراحل الرسكلة النظرية التي يبرمجها كل مرة بأموال الفاف، هي التي ستحسن من مستوى التحكيم، لأن المشكل يبقى في نزاهة الحكام وليس في تكوينهم.