قررت الاتحادية الدولية لكرة القدم وفي خطوة استثنائية، تعيين الخبير الأمني الأول على مستوى هيئة بلاتير، السويسري والتر غاغ، لمراقبة اللقاء المزمع إقامته في ال 27 من الشهر بين المنتخب الجزائري ونظيره المنتخب المغربي، ومن المنتظر أن يحل اليوم بعنابة للبدء في عمله المبني بالأساس على مراقبة الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل المسؤولين الجزائريين لسلامة وحسن سير اللقاء، والتر غاغ الذي سبق له وأن راقب لقاء الجزائر ومصر في القاهرة والمباراة الفاصلة في السودان سيكون حاضرا في عنابة وبطلب من...؟ القرار جاء بطلب من الجامعة المغربية بعد تخوفات كبيرة أكدت مصادر جد مقربة من الجامعة المغربية لكرة القدم، أن هيئة الفهري الفاسي هي التي طلبت من الفيفا تعيين كبار الخبراء الأمنيين لمراقبة اللقاء، بعد تخوفات الأشقاء المغاربة من حدوث انزلاقات محتملة وخروج اللقاء عن إطاره الرياضي، في ظل الأجواء السياسية غير المستقرة بين البلدين، وحتى إن كان القرار كان قد اتخذ قبل وقوع أحداث عنابة الأخيرة جراء التدافع على بيع التذاكر، فإن مصادرنا اعتبرت ما حدث تأكيدا لأحقية مطلب الجامعة المغربية بأن الأوضاع في الجزائر تتطلب مراقبا من أعلى مستوى. المراقبة الأمنية من اختصاص الكاف والفيفا تتدخل في سابقة تاريخية ولم يسجل تاريخ المواجهات بين بلدان شمال إفريقيا، أن تدخلت الفيفا في مراقبتها سواء بين الجزائر والمغرب، أو الجزائر ومصر إلا في حالة الاستثناء مثلما حدث في لقاء الجزائر ومصر الذي خرج عن نطاق اختصاص هيئة حياتو التي تعتبر الهيئة الوحيدة المخولة قانونيا لمراقبة اللقاء، لأن التصفيات إقليمية وتخص إفريقيا فقط، غير أن الفيفا بقرارها تكون قد سجلت أول حضور لها في المواجهات المغاربية. هل يخشى الأشقاء سيناريو مصر – الجزائر؟ وبإقدام هيئة بلاتير على هذه الخطوة وبطلب من الجامعة المغربية، فإن الأكيد هو أن أشقاءنا وجيراننا المغاربة يخشون تكرار سيناريو القاهرة وما حدث بين المنتخب الجزائري والمصري، وهو ما دفعهم إلى إعداد العدة وأخذ الاحتياطات القانونية التي تضمن حمايتهم في حالة ما إذا تحقق ما يخشونه، كما أن الأشقاء وبخطوة طلب مراقبة هيئة بلاتير لا يثقون في تطمينات المسؤولين الجزائريين بتوفير الأمن لسلامة الوفد المغربي ومعه أنصاره منذ أن تطأ أقدامهم أرض الوطن حتى مغادرتها. الخبير الأمني والتر غاغ سيكون حاضرا في لقاء العودة أيضا ومن مبدأ المعاملة بالمثل، فإن الخبير الأمني السويسري والتر غاغ الذي سبق له وأن راقب مباريات الخضر في مناسبتين، سيكون من دون شك حاضرا في لقاء العودة المرتقب شهر جوان القادم، وهو التعيين الذي يطلبه الطرف الجزائري هذه المرة، رغم أن أشقاءنا سيعملون على توفير الأمن مثلما نقوم به في الجزائر، وهو مؤشر على أن كامل اللقاءات التي ستجمع مستقبلا بين دول شمال إفريقيا ستكون تحت وصاية هيئة بلاتير