خرجت الأفلام الجزائرية المشاركة في الطبعة ال29 لمهرجان الإسكندرية السينمائي خالية الوفاض، إذ لم يحصل الفيلمان "زبانة" و«العودة إلى مونلوك" على أي جائزة تذكر ضمن المسابقة الرسمية في فئتي الفيلم الروائي الطويل والفيلم الوثائقي، في ختام الدورة الذي تم سهرة الأحد الماضي، لتؤكد بذلك أن حظوظ المشاركة الجزائرية في المهرجانات السينمائية المصرية المعروفة لا تعرف طريقا للتتويج. التساؤل الذي يفرض نفسه بقوة هو؛ لماذا لم نسمع أبدا عن فوز فيلم جزائري روائي طويل أو قصير أو وثائقي في التظاهرات السينمائية المصرية، على غرار مهرجان الإسكندرية أو القاهرة أو الأقصر، فيما تجدها في المشاركة الجزائرية في معظم المهرجانات الدولية حاضرة وبقوة، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، باستثناء فيلم "مسخرة" للمخرج إلياس سالم في الدورة ال32 لمهرجان القاهرة السينمائي. يروي فيلم "العودة إلى مونلوك" الذي أنتجه وأخرجه سنة 2012 محمد زاوي، مجموعة من الشهادات لرجال سياسة فرنسيين، محامين، مؤرخين ومعتقلين سابقين في قلعة مونلوك بليون (فرنسا)، إذ أدلوا بآرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الاعتراف بحرب التحرير الوطني. كان الفيلم الوثائقي قد تحصل على المرتبة الثالثة مع تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي التاسع للأفلام الوثائقية 2013 بالدوحة (قطر). أما الفيلم الروائي الطويل "زبانة" لسعيد ولد خليفة، فيروي قصة حياة المجاهد أحمد زبانة، أول شهيد يعدم بالمقصلة، حيث يدين هذا العمل السينمائي وحشية الاحتلال الفرنسي الجائر على الشعب الجزائري الساعي للانعتاق من ظلماته. ويعد مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي من أعرق المهرجانات العربية، إذ افتتح لأول مرة سنة 1979 من طرف الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، حيث تقتصر المسابقة الرسمية على أفلام لدول البحر المتوسط، في حين تشارك دول أجنبية في نشاطات خارج المسابقة الرسمية. عاد الفوز بجائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي في النسخة التاسعة والعشرون للفيلم الفرنسي "أولين"، وهي جائزة أفضل فيلم، في حين نال الفيلم الإيطالي "علي ذو العيون الزرق" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما حصل الفيلم المغربي "يا خيل الله" على جائزتي الإبداع الفني وأحسن سيناريو لكاتبه جمال بن حامد، وحصلت بطلة الفيلم اليوناني "متعة" على جائزة أحسن ممثلة، في حين ذهبت جائزة أحسن ممثل لبطل الفيلم السلوفيني "بطل شنغهاي". وفي المسابقة الرسمية نفسها التي تنافس فيها 14 فيلما روائيا طويلا من 14 دولة أجنبية وعربية، حصلت المخرجة المصرية "هالة لطفي" على جائزة أحسن إخراج عن فيلمها "الخروج للنهار" الذي توج في الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي بالجائزة الكبرى، كما نالت الممثلة دعاء عريقات عن دورها في الفيلم –وهو مشهد واحد- على شهادة تقدير. أما في المسابقة العربية، ففاز فيلم "ناجي العلي في حضن حنظلة" للفلسطيني فايق جرادة، بجائزة أحسن فيلم وثائقي، ونال المخرج السعودي حمزة طرزان جائزة خاصة عن فيلمه "كيرم"، كما منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم "ويبقى العدوان" إخراج الفلسطيني معتصم عدوان، ونال فيلم "بغداد ميسي" للعراقي سهيم عمر جائزة أحسن فيلم روائي قصير. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية، فقد فاز فيلم "من خمسة إلى سبعة" للمخرج أحمد أبو الفضل، بينما ذهبت جائزة نقابة المهن السينمائية، لفيلم "الكعكة العجيبة - ميدان التحرير"، من إخراج أسماء إبراهيم، ومنح المهرجان في حفل الختام درعه للمخرجين المصريين إنعام محمد علي مخرجة فيلم "الطريق إلى إيلات" وعلي عبد الخالق الذي أخرج فيلم "أغنية على الممر" قبل أكثر من 40 عاما. جدير بالذكر أن الدورة ال29 للمهرجان قد أجلت من سبتمبر إلى أكتوبر، نظرا للوضع الأمني الذي تشهده مصر مؤخرا.