توج الفيلم الجزائري، ”عائد إلى مونلوك” للمخرج محمد الزاوي، بجائزة ”الخنجر الذهبي”، ضمن فئة ”الأفلام الوثائقية” في ختام فعاليات المهرجان الدولي ال8 للأفلام التسجيلية بالعاصمة العمانيةمسقط، التي اختتمت الجمعة، بمشاركة عديد الأعمال السينمائية من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا. تتويج ”عائد إلى مونلوك”، بالخنجر الذهبي، يأتي بعد منافسة قوية مع 21 فيلما تسجيليا من دول مختلفة كسلطنة عمان، الصين، مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، تركيا، أمريكا، الهند، إيران، فرنسا، تونس، إيطاليا، المغرب وغيرها، بينما عادت جائزة ”الخنجر الفضي”، للفيلم المعنون ب”ناجي العلي”، لصاحبه فائق جرادة، كما عاد ”الخنجر البرونزي” للمخرجة سالي أبو باشا عن فيلمها الموسوم ب”أوني”. في السياق افتك في صنف الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم المصري ”هرج ومرج” للمخرجة نادين خان، جائزة ”الخنجر الذهبي”، وحصول فيلم ”بغداد ميسي” للمخرج سهيم عمر خليفة على ”الخنجر الفضي”، لتعود من جديد المخرجة سالي أبو باشا وتفتك ”الخنجر الذهبي” في فئة مسابقة سينما المرأة عن فيلمها ”كيف تراني”. أما الخنجر الذهبي لأفضل فيلم أجنبي فكان من نصيب السينما التركية، عن فيلم ”زير”، فيما نال مناصفة جائزة أفضل سيناريو طويل كل من الكاتبة نعيمة ريحان، نور وهيثم المسلمي عن فيلميهما ”عيون الليل” و”أجنحة الجنة”. كما عانقت السيناريست فاطمة بنت محمد المخينية الذهب عن أحسن سيناريو قصير في فيلمها ”مرام”. الجدير بالذكر أن فيلم ”عائد إلى مونلوك”، يعود بعد مرور 50 سنة على انتهاء الحرب في الجزائر، إلى ذكريات المناضل ورئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام إبان الاستعمار الفرنسي، مصطفى بودينة، الذي دعا إلى ضرورة البحث عن الشخصيات التي قاومت الاستعمار ومنها المهجّرة والمحكوم عليها بالإعدام إبان سنوات الاحتلال، والتي لا تزال إلى غاية اليوم مجهولة وغير مهتم بها للتعريف بها، والهدف هو حماية الذاكرة وإنصاف التاريخ الجزائري الذي يعاني من تشويه والزيف الذي مسّ بعض الحقائق، وهو ما أشار إليه أحد المتدخلين قائلا ”يجب الاهتمام بالذاكرة حتى لا تعدم مرّتين”. ويروي ”عائد إلى مونلوك” في أكثر من 60 دقيقة قصة المناضل مصطفى بودينة الذي يعود إلى زنزانته بسجن مونلوك رفقة مدير المتحف، حيث يستعيد ذكرياته الأليمة في هذا السجن عن رفاقه الذين حكم عليهم بالإعدام من قبل السلطات الاستعمارية كونهم حملوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي، حيث يتضمن مجموعة من الشهادات لرجال سياسة ومحامين مؤرخين ومعتقلين سابقين جزائريين وفرنسيين، والذين عبرّوا عن آرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الاعتراف بحرب التحرير الوطني. وكذا لضربه عرض الحائط كل القوانين الإنسانية من خلال التعذيب البشع والإعدام. وفي هذا الفيلم يستذكر مصطفى بودينة الذي حكم عليه بالإعدام مرتين خلال ثورة التحرير ماضيه في السجن التجربة اللاإنسانية التي عاشها فهو يرجع بالمشاهد سنوات إلى الوراء ليحكي له الخوف الدائم من ذلك الفجر الفاجع الذي يطرق فيه سجانه الباب ليقتاد المحكومين عليهم بالإعدام إلى المقصلة. وقد سبق أن حاز الفيلم على العديد من الجوائز، أهمها المرتبة الثالثة مع تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي التاسع للأفلام التسجيلية بفيلم ”عائد إلى مونلوك” الذي لقي ترحيبا كبيرا من المشاركين وكذا الجائزة الأولى خلال الدورة الأخيرة لأيام الشريط الوثائقي بمدينة مستغانم في دورتها الثانية. كما اختير في مسابقة الأفلام الوثائقية للمهرجان الدولي بمونريال بكندا ما بين 25 أفريل و3 ماي.