تشارك ثلاثة أفلام جزائرية في المهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف، المزمع انطلاقه يوم 4 أفريل المقبل، ويتعلق الأمر بالفيلم الروائي الطويل "البطلة" لشريف عقون والفيلم القصير "الأرجل على الأرض" لأمين حتو، وفي فئة الفيلم الوثائقي يشارك المخرج لمين عمر خوجة بعمله "أطلب من ظلك". يدوم المهرجان إلى غاية 13 أفريل الداخل بمدينة جنيف السويسرية، وسيتنافس الفيلم الروائي الطويل "البطلة" أمام تسعة أفلام طويلة لنيل الجائزة الكبرى في هذه الفئة، تدور أحداث قصته التي أخرجها شريف عقون حول المرأة "حورية" (سامية مزيان) كمثال للمرأة الجزائرية التي لم تستسلم في وجه الإرهاب خلال سنوات الخوف والموت، وتروي أحداثه بطولة واستماتة المرأة التي عاشت مأساة حقيقية بسبب وفاة زوجها وعائلته على أيادي جماعة إرهابية، ثم تواجه مصيرا اجتماعيا صعبا، لكن رغم كل العراقيل استطاعت أن تربي ابنيها بنفسها، وفي الوقت نفسه تبحث عن حقيقة ما وقع في تلك الفترة.وسيكون المخرج حاضرا بجنيف للحديث عن أول تجربة سينمائية له، و«البطلة" فيلم روائي مدته ساعة ونصف، تناول فيها شريف عقون العديد من المواضيع، على غرار قضية المفقودين وبعض السلوكات التي لم يعرفها الجزائريون قبل، وتغيرت بسبب بطش الإرهاب، كما رصد شدة المعاناة التي تكبّدها الجزائريون من خلال التركيز على الوجوه الخائفة، الباكية والمصدومة. أما الفيلم القصير "الأرجل على الأرض" للمخرج الشاب أمين حتو، فسيقف في صف المنافسة ضمن فئة الأفلام القصيرة مع تسعة أعمال أخرى، وفكرة العمل الأول لأمين حتو تتطرق إلى موضوع خيالي حول شاب مصاب بهوس عدم قدرته على وضع قدميه على الأرض، الأمر الذي يعيق ممارسة حياته بصفة عادية. وبخصوص الفيلم الوثائقي للمخرج لمين عمر خوجة "أطلب من ظلك"، يجد نفسه أمام 12 فيلما وعمله التسجيلي يتطرق إلى الأحداث التي عرفتها الجزائر سنة2011 المعروفة بأحداث "السكر والزيت". يضم برنامج المهرجان 115 فيلما من الجزائر، بلجيكا، البوسنة والهرسك، كرواتيا، مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، إيران، لبنان، فرنسا المغرب، فلسطينسلوفينيا، تونس وسوريا. وخصص المنظمون أكثر من 20 قاعة عرض لاحتضان الحدث، وتتخلل برنامج المهرجان ندوات ومعارض فنية. اختير الروائي والشاعر الطاهر بنجلون رئيسا شرفيا للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف، حيث تقرر تنظيمه بين 4 و13 أفريل المقبل. وأفاد منظمو المهرجان بأن بنجلون سيترأس لجنة تحكيم هذه المنافسة الدولية التي ستتوج بمنح الجائزتين الذهبية والفضية، حيث تشمل سبع مسابقات؛ اثنتان منها ذات طابع مدرسي، وأعرب الطاهر بنجلون الفائز بجائزة "غونكور" سنة 1987، في رسالة إلى المنظمين، عن سعادته برئاسته الشرفية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف، إذ وصفه ب«الجسر السينمائي بين الشرق والغرب، الذي يضع الجسد بتعدديته في مركز التفكير". وحسب المنظمين، فإن برمجة هذا المهرجان تواصل استكشاف المجتمعات الشرقية في تنوعها ومساءلة الحدود بين الشرق والغرب، من خلال أفلام التخيل والأشرطة الوثائقية والأفلام القصيرة غير المسبوقة أو غير المعروفة جيدا في سويسرا. ويسعى المهرجان، حسب بلاغ للمنظمين، إلى إطلاق نقاشات حول مواضيع تهم الشرق والغرب على حد سواء، وتوفير أرضية للتعبير بالنسبة للمخرجين الشباب من سويسرا والشرق، مع تشجيع الحوار والتفاهم الثقافي. وبرمج المهرجان فضاء "أسفل سماء دمشق"، يهدف إلى تسليط الضوء أكثر على التجارب السينمائية السورية، مع منح الكلمة للمخرجين السوريين القادمين من أفق مختلفة للتحدث عن معاناة الناس، لذلك تم اقتراح أكثر من 10 أفلام ستكون بمثابة نظرة إنسانية وفنية تترجم الرغبة الملحة في السلام.