دعا اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين إلى تأجيل غلق مذبح رويسو بالعاصمة إلى ما بعد استلام المذابح الجديدة، الجاري إنجازها عبر بعض الولايات، والتي جاءت مطابقة للمعايير الحديثة المعمول بها دوليا. وأكد الاتحاد ومتعاملون منتجون للحوم أن العجز الحاصل في المذابح أدى إلى ظهور المزيد من المذابح العشوائية، التي أصبحت تهدد صحة المستهلك. ويتوقع الناطق الرسمي لاتحاد التجار حاج الطاهر بولنوار، أن تصل كمية اللحوم التي سيستهلكها الجزائريون خلال شهر رمضان المقبل، إلى ما بين 80 إلى 90 ألف طن، بما فيها الحمراء والبيضاء. وأوضح ممثل اتحاد التجار، خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الاتحاد رفقة عدد من المتخصصين ومنتجي اللحوم، أن حاجيات الجزائر من اللحوم تقدَّر بمليون طن سنويا (لحوم حمراء وبيضاء)، فيما يقدَّر الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء منذ السنتين الماضيتين، ب350 ألف طن، و250 ألف طن من اللحوم البيضاء. وحسب ممثل منتجي اللحوم الذي حضر الندوة، فإن توقّع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إنتاج 450 ألف طن من اللحوم خلال سنة 2014، أمر غير ممكن تحقيقه؛ نظرا لما تفيد به المؤشرات المسجلة في الميدان، والمتمثلة في الارتفاع المتزايد للاستيراد، واستقرار عدد الماشية بمختلف أصنافها. كما دعا اتحاد التجار الحكومة إلى ضرورة مراجعة سياستها الاقتصادية وتفادي الحلول الاستعجالية التي تؤدي إلى الاستيراد، واتخاذ تدابير لتسهيل وتحسين الإنتاج، مشيرا، على لسان ناطقه الرسمي، إلى أن الحكومة تقوم حاليا بضبط السوق بالاستيراد، كما دعا إلى الإسراع في إنجاز المذابح، لا سيما تلك الجاري إنجازها بكل من عين مليلة وحاسي بحبح والبيّض، والتي من شأنها أن تساعد في عملية الضبط ومعرفة حجم الاحتياجات الوطنية بصفة مدققة. وأجمع المشاركون في الندوة على أن للجزائر كل الإمكانات لمضاعفة إنتاجها والرفع من ثروتها الحيوانية؛ حيث تتمتع بمساحات رعي شاسعة، إلا أنها، مع الأسف، لا تتوفر إلا على حوالي 25 مليون رأس من الغنم في الوقت الذي يُفترض أن يصل هذا العدد إلى 40 مليون رأس على الأقل، و2 مليون رأس من البقر التي يُفترض أن يكون عددها لا يقل على 5 ملايين، بالإضافة إلى عدد الجمال الذي لا يتطابق وشساعة صحرائنا؛ حيث لا يفوق عددها 350 ألف جمل، فيما لا يتعدى عدد الأحصنة 40 ألف رأس، والماعز 5 ملايين رأس. وعن أسعار اللحوم في رمضان، توقع ممثل اتحاد التجار أن تزيد في الأيام الأولى من رمضان بين 50 إلى 100 دينار بالنسبة للحوم الحمراء، فيما ستتراوح أسعار اللحوم البيضاء (الدجاج) ما بين 240 و250 دينار للكيلوغرام. وحتى أسعار البيض فهي مرشحة للارتفاع بعد حادث هلاك كمية كبيرة من الدواجن مؤخرا بسبب مرض نيوكاسل. للإشارة، فإن الحكومة قررت هذه السنة استيراد كمية إضافية من لحم البقر المجمّد، تقدَّر ب30 ألف طن لكسر الأسعار خلال شهر رمضان وضبط السوق، علما أن هذه الكمية مصدرها الهند والبرازيل.