أبرز وزير الموارد المائية، حسين نسيب، أول أمس، بوهران، أهمية الجهود التي تبذلها الدولة من أجل توفير المياه لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأثر ذلك على حماية البلاد من التبعية الخارجية في المجال الغذائي، مؤكدا بالمناسبة بأن الجزائر ستواصل تقديم مساهمة فعالة لمسار استراتيجية المياه في غرب البحر الأبيض المتوسط. وشدد الوزير خلال ترؤسه افتتاح الملتقى الثاني حول استراتيجية المياه في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، مناصفة مع وزيرة إسبانيا للفلاحة والتغذية والبيئة السيدة إيزابيل غارسيا تيخيرينا، على الأهمية التي توليها الجزائر لاستراتيجية المياه لدول مجموعة 5+5، معتبرا بأنها تشكل إطارا توافقيا للتعاون الإقليمي من أجل الإسراع في تنفيذ حق السكان في الحصول على مياه الشرب. كما أشار إلى أن هذه الاستراتيجية ستسمح أيضا بضمان الاستفادة من التطهير والتنمية المستدامة وتعزيز تقاطع وتقاسم تجارب البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، مذكّرا بأهم الخطوات المتبنّاة من طرف العديد من دول مجموعة 5+5 من أجل متابعة مختلف المسائل المتعلقة بهذه المسألة الحيوية في حياة الشعوب، والعمل على تفعيل وتجسيد مختلف الاتفاقات التي توصلت إليها دول المجموعة، ومنها توصيات اللقاء الأول الذي احتضنته وهران في أفريل 2010، والمتعلق بالبيئة والطاقات المتجددة والذي اختتم بإصدار بيان مشترك يلزم الجميع بالعمل على توفير الظروف الملائمة لتزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب. وفي سياق متصل أكد السيد نسيب، أن سياسة الماء في الجزائر تعتمد كثيرا على المناخ، الأمر الذي أدى بالسلطات العمومية إلى اعتماد استثمارات كبيرة لإنجاز العديد من المشاريع المهيكلة في قطاع الموارد المائية، وإرفاق هذه الاستثمارات بإصلاحات هيكلية في مجال تسيير الماء ومختلف الخدمات المتصلة به، مبرزا الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العمومية لتطوير قطاع المياه "وذلك بتوجيه من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي طرح مسألة المياه كتحد رئيسي وأولوية للتنمية الوطنية". من جهتها أكدت الوزيرة الإسبانية للفلاحة والتغذية والبيئة، بأن الحكومة الإسبانية تعمل في نفس الإطار المتفق عليه مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة ال5+5، "ولا سيما مع الجزائر التي تتبنى سياسة السعي الدائم من أجل توفير الماء للمواطن، حيثما كان"، مبرزة بالمناسبة أهمية مشروع التحويل الذي أنجزته الجزائر لنقل المياه من عين صالح إلى تمنراست في إطار التكفل بانشغالات سكان الجنوب. كما اعتبرت الوزيرة الإسبانية، أن الاستجابة لمختلف الطلبات الوطنية يندرج في صميم السياسات المعتمدة من طرف الحكومات التابعة لحوض المتوسط في شقه الغربي، خاصة وأن هذه الدول حسبها تعاني من تحول مناخي مستمر، الأمر الذي يفرض عليها توفير الدعم المالي في تسيير الموارد المائية من أجل ضمان نجاح التسيير المتعلق بالمنشآت المائية. وبالمناسبة أكدت السيدة تيخيرينا، أن الجزائر وإسبانيا أدتا دورا رائدا لتحديد استراتيجية للمياه في إطار الحوار 5+5، وأشارت في هذا الإطار إلى أن الملتقى الثاني حول استراتيجية المياه في غرب البحر الأبيض المتوسط، والذي يأتي تحضيرا للندوة الوزارية القادمة للحوار 5+5 للمياه المقررة قبل نهاية العام الجاري بالجزائر، يعتبر خطوة إلى الأمام نحو تحقيق الهدف المشترك المتمثل في وضع استراتيجية للمياه لغرب البحر الأبيض المتوسط، موضحة بأنه "يتعين على مسار التعاون الذي تم إطلاقه بين المجموعة تعزيز قدرة بلدانها على تسيير ملائم للموارد المائية.