أعدت مؤسسات ثقافية في الجزائر برنامجا متنوّعا ومكثّفا لإحياء ليالي رمضان، بداية من يوم الثلاثاء في العديد من القاعات، إذ خصّصت أغلبها في طابع المديح، كما برمجت هيئات أخرى عروضا مسرحية لخلق أجواء منعشة، خاصة أن شهر الصيام تزامن مع مدخل فصل الصيف. يحبّ معظم الجزائريين السهر في رمضان، فبعد الانتهاء من صلاة التراويح يتّجه الكثير منهم إلى قضاء وقت ممتع في قعدة شعبية أو أندلسية أو حتى في الإنشاد، وهناك من يفضّل الحفلات الفنية الصاخبة التي يحييها مطربون شباب، وتحتضنها أهم القاعات الموجودة في الجزائر العاصمة، على غرار "الموڤار"، "الأطلس" و"ابن خلدون". وينشط الديوان الوطني للثقافة والإعلام في أكثر من عشرين ولاية من الوطن، إلى جانب برنامج غزير في الجزائر العاصمة، من الفاتح جويلية إلى 25 من نفس الشهر، حيث ستحتضن قاعة "الأطلس" ليالي التراث والموشح، في حين تُقدّم بقاعة "الموقار" سهرات طربية وشعبية وأندلسية، أما الكازيف فسيعرف إحياء سهرات شبابية، بينما تحيي باقة من الفنانين الجزائريين سهرات قصر المعارض. إلى جانب ذلك، سيتم تنظيم نشاطات في شاطئ "الصابلات" يقدّمها فنانون ومبدعون قدموا من ولايات الجنوب، إضافة إلى ندوات شعرية وأدبية، وتنقل في المقابل النشاطات العاصمية إلى ولايات أخرى، وسيحتضن المركب الثقافي "عبد الوهاب سليم" بشنوة (تيبازة) بدوره حفلات فنية ومعرضين هما؛ "الفن والإسلام" ومعرض للصور بمناسبة ذكرى عيدي الاستقلال والشباب بعنوان؛ "صمدوا.. لتحيا الجزائر". واستدعى الديوان لإحياء سهرات "الموقار" 300 فنان من الجزائر، تونس، المغرب، العراق، لبنان، الأردن وفلسطين، وسيقوم الفنانون بجولات فنية إلى سعيدة، تيبازة، وادي سوف، تلمسان، بسكرة، ورقلة، مستغانم، الطارف، معسكر، قسنطينة، عين تيموشنت وبرج بوعريريج. أمّا عدد الفنانين الذين سيحيون حفلات "الأطلس" فبلغ 416 فنان من أذربيجان، الإمارات، السعودية، المغرب، الأردن، سوريا وفلسطين والبلد المضيف وسيقومون بجولات في قسنطينة، البليدة، عين الدفلى، برج بوعريريج، الشلف، سطيف، المدية، الطارف وسكيكدة، في حين وصل عدد الفنانين المشاركين في سهرات "الكازيف" إلى 211 فنان، و220 بالنسبة للمركب الثقافي "عبد الوهاب سليم" و120 بقصر المعارض. وبقاعة "ابن خلدون"، تنظّم مؤسسة الشيخ "الحاج عبد الكريم دالي" أيام 1 و2 و3 جويلية الداخل نشاطا فنيا موسوما ب"ليالي المديح"، إذ سطّرت المؤسسة برنامجا منوّعا، وسيقدم خلال السهرات الثلاث تكريما خاصا لكبار رجال الإفتاء و"الباش قصادين" الذين ساهموا بطريقتهم المميزة في الحفاظ على التراث الفني والموسيقى الكلاسيكية الجزائرية. وتحيي ليالي المديح المتزامنة مع شهر رمضان خمس فرق، وتفتتح جمعية "قرطبة" للجزائر العاصمة التظاهرة بأداء نوبة "رصد الديل"، وتختمها المطربة إيمان سهير بتقديم نوبة "مجنبة الأندلس"، كما ستقدّم جمعية "عنادل الجزائر" للشراقة نوبة "سيكا"، وجمعية "ابن باجة" لمستغانم ستؤدي نوبة "زيدان"، وتؤدي جمعية "دار الغرناطية" للقليعة نوبة "حسين"، أمّا السهرة الثالثة فستحييها جمعية "الفن الأصيل" بنوبة "الرمل". ويشارك الكاتب والمختص في الموسيقى والأغنية الجزائرية عبد القادر بن دعماش بمحاضرة. من جهتها، برمجت مؤسسة فنون وثقافة جملة من النشاطات المواتية مع الشهر الفضيل، وسيشهد فضاء "ملتقى الفنانين" المطل على ميناء العاصمة، حفلات موسيقى الشعبي، ومن المقرر أن ينطلق هذا البرنامج المسطر من 3 إلى 25 جويلية كل مساء ابتداء من الساعة الحادية عشرة (سا23) ليلا بعد صلاة التراويح، بمشاركة مجموعة من الفنانين، على غرار مراد جعفري، عبد المجيد مسكود، عزيوز رايس، عبد القادر شاعو، حسن دريس، ديدين كروم، رشيد بوجلاب، عبد القادر شرشام وعبد الرحمان القبي. وخلال نفس الفترة برمجت مؤسسة "فنون وثقافة" حفلات أخرى خلال شهر رمضان مع فنانين آخرين بديوان الحظائر والتسلية للجزائر العاصمة (الخروبة)، عين البنيان، ملاعب "بن رحمون"، "بولومان"، "11 ديسمبر"، "المنظر الجميل" وساحة "الجميلة". وضبط المسرح الجهوي لمعسكر أجندته بالمناسبة، وسيقدّم 52 عرضا من الفاتح جويلية إلى 20 منه، وتوزّع هذه العروض التي تقدمها 25 جمعية وتعاونية في كل من دار الثقافة "أبي رأس الناصري"، المركز الثقافي "بوهني" وسينما "سيق". وتشارك العديد من الجمعيات والتعاونيات المسرحية في تلطيف أجواء رمضان الحارة، لتنسي تعب اليوم، ومن بين المسرحيات التي ستعرض وعرفت شهرة خلال هذا الموسم مسرحية "الساعة صفر" للمخرج الشاب فوزي بن براهيم وكتب نصه لعمري كعوان، وهي مسرحية شعبية يغلب عليها الكثير من الكوميدية والفرجة مضمونة مع هذا العمل الذي أنتجته تعاونية "الأنيس" الثقافية.