افتك المطرب يوسف بن يخزر، المرتبة الأولى للجائزة الكبرى "الهاشمي ڤروابي" لأغنية الشعبي في طبعتها الأولى، وتسلم جائزته خلال حفل فني نظم سهرة أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، من لدن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، وبحضور شرفي للوزير الأول عبد المالك سلال، وعادت المرتبة الثانية للصوت النسوي الواعد صباح بولمناخر، فيما اكتفى المطرب سيد أحمد دراجي بالمرتبة الثالثة، حيث تسلما جائزتيهما من يد شهيرة ڤروابي رئيسة مؤسسة "الهاشمي ڤروابي" راعية المسابقة. غصّ بهو قصر الثقافة بحضور ملفت لمحبّي الراحل الهاشمي ڤروابي، وكانت ذكرى رحيله الثامنة مناسبة لتكريم واحد من أعمدة أغنية الشعبي في الجزائر باطلاق مسابقة في طبع الشعبي يتوج فيها الفائزون بجوائز تحمل اسمه، وحيّت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، المبادرة التي تتزامن مع ذكرى وفاته وأردفت أن فنّه بالمقابل ما زال حيا، مشجعة المبادرين لهذه الفكرة الطامحة لتكون بمثابة جسر للتواصل بين الشباب، وذكرت شهيرة ڤروابي أرملة الراحل ورئيسة مؤسسة "الهاشمي ڤروابي"، أن الجائزة هي تظاهرة جديدة تشكل وقفة تقدير الشباب الموهوب لعميد أغنية الشعبي الهاشمي ڤروابي، وفي كلمة مقتضبة عادت شهيرة ڤروابي إلى مسار زوجها الفني، وقالت إن الراحل قد أفنى حياته من أجل الفن الأصيل، وأن مشواره الخلاّق يشهد له أنه من طينة الكبار، وهو الذي غنى في المديح والوطن والحب والغربة ومواضيع عديدة تعج الحياة بها.وتم اختيار الأصوات الثلاثة بناء على مجموعة من المعايير حددتها لجنة التحكيم التي ترأسها شرفيا بن يوسف وعدية، وقال عضو لجنة التحكيم نور الدين سعودي، والمعلن عن أسماء الفائزين أن لجنة التحكيم إصطفت المتوجين بناء على قدراتهم في الصوت والأداء ومدى تحكمهم في القصيدة، بالاضافة إلى مقاييس أخرى تتعلق بسلامة النص والهيئة على الخشبة، وصعوبة الأغنية المؤداة.وعن الجائزة، قال نور الدين سعودي، إنه جد سعيد بهذه المبادرة آملا أن تدوم، فهي فرصة لاكتشاف المواهب، ومن الواجب الأخذ بيدها ونساعدها بملاحظات تساعدهم في شق دربهم الفني بطريقة سليمة، مثلما كان الأمر مع الراحل الهاشمي ڤروابي، الذي ترك رصيدا غنائيا غير قابل للنسيان، بفضل فصاحة لسانه وأدائه المتميز وأناقته المتفردة.وعبّر يوسف بن يخزر، عن سعادته بهذا التتويج للدورة الأولى للجائزة الكبرى "الهاشمي ڤروابي"، وقال إن مشواره الفني لن يتوقف عند هذا الحد وسوف يواصل على هذا المنوال دون أن يترك مهنته الأصلية فهو مهندس مدني، ويعد يوسف من خريجي المدرسة الموصلية والمعهد الموسيقي للعاصمة، يؤدي أكثر من طبع، إذ يرى أن القاعدة يمتلكها في الأغنية الجزائرية الكلاسيكية أو الأندلسية، وبالتالي يمكنه أداء مختلف الطبوع بسهولة.وافتتح صاحب المرتبة الأولى السهرة الشعبية ببرنامج يتزامن مع شهر رمضان، وأدى مديحا للشاعر لخضر بن خلوف، عنوانها "عيات عيني تنوح"، وأتبعها بأغنيتين من ريبتوار الراحل الهاشمي ڤروابي "باب الماضي" و«حكمت" وختمها بمجموعة من الإنصرافات. تلته بعدها صاحبة المرتبة الثانية صباح بولمناخر، بوصلات موسيقية أسرت بصوتها الذهبي الحضور، وعادت بهم إلى أيام الفن الأصيل فأدت بعضا من التراث الموسيقي العريق وكأنها ترانيم فرح شدَت بها وأطربت الجمهور بصوتها العذب.وعن تتويجها قالت صباح، إنها راضية بالمرتبة الثانية، وترى أنه انتصار للصوت النسوي، وشرف لها المشاركة في المسابقة، وتابعت تقول أن تتويجها في هذه المنافسة لا يعني تخصصها في مجال الشعبي ولا تفكر في طرح ألبوم في هذا الطبع، بيد أنها تحبذ التخصص في أغنية الحوزي أو العاصمي، فهي خريجة المدرسة الأندلسية وأغنية الشعبي جزء منها. وبعد أن أدى صاحب المرتبة الثالثة سيد أحمد دراجي برنامجه الموسيقي، فتح المجال للمطربين المحترفين لتكريم الراحل الهاشمي ڤروابي، وصعد على منصة العرض كل من عبد الرحمان القبي، وعبد القادر شاعو وحميد وسيد علي ادريس ولامية معديني.